صحافة عبريّة
يسود تخوّف في أوساط الجيش «الإسرائيلي» من محاولة حزب الله تنفيذ عملية أخرى ردّاً على اغتيال سمير القنطار نهاية الشهر الماضي، بعد عملية الردّ الأولى التي تم خلالها زرع عبوة ناسفة على الحدود وانفجرت في دورية «إسرائيلية»، خلال هذا الأسبوع من دون أن تتسبب في وقوع إصابات، وفق ما أورده موقع «واللا» العبري.
وذكر الموقع أن حالة من التأهب يشهدها الجيش «الإسرائيلي» على الحدود اللبنانية. وأشار إلى أن «إسرائيل» يجب أن تستعد لإمكانية قيام حزب الله بعمل ما أو محاولة أسر جنود، وذلك على رغم أنّ الحزب منشغل في هذه الأثناء بالحرب في سورية، وأن التوتر بين السعودية وإيران بلغ أوجّه.
تحالف «إسرائيل» مع السُنّة يساعدها في التخلّص من ألدّ أعدائها
كتب يسرائيل هرئيل في صحيفة «هاآرتس» العبرية:
تدور في الشرق الأوسط حرب دينية. إنها ليست حرباً ضد اليهودية والإسلام. تحدث الحرب بتصاعد وخفوت، داخل عائلة الإسلام، بين الشيعة والسنّة، إنها حرب عتيقة، من أقدم الحروب الدينية في العالم، عمرها 1336 سنة، بدأت عام 680، يمكن تشبيهها بجبل بركانيّ ناشط، ينفجر بقوة متفاوتة ويتسبب بسقوط ضحايا.
الاندلاع الاخطر حصل في العصر المتطور: حرب إيران والعراق 1980 1988 والتي قتل فيها مليون شخص. السبب المباشر كان جغرافياً ـ صراع حدودي حول السيطرة على شطّ العرب ـ لكن في العمق، في الجوهر، كان الدافع دينياً. روح الله خامنئي، اعتبر نفسه رسول الله، وملزماً بصنع العدل التاريخي وإنقاذ الاقلية الشيعية المقموعة في العراق ليس فقط فيها لم يسلم صدام حسين مع تصدير الثورة الخمينية في بلاده. وهذا أجّج الشيعة في العراق وهدّد نظامه. شط العرب كان الشرارة التي أشعلت هذه الحرب الدينية، والتي قتل فيها آلاف الشيعة وهم يصرخون «الله أكبر».
تمّت مهاجمة السفارة السعودية في طهران هذا الاسبوع ـ هذا يذكر الهجوم في حينه وبمبادرة النظام ـ على السفارة الأميركية عام 1979. بعد صعود الخميني للسلطة. السعودية السنية قطعت فوراً العلاقات الدبلوماسية مع إيران الشيعية، وفي أعقابها السودان والبحرين. انه استعراض عضلات، لا حرباً، ولكن طالما ان الدين دافع يحرك الصراعات السياسية والذاكرة التاريخية المرة بين هذين التيارين مستمران في الاشتعال، فإن الهدوء بالمفهوم الغربي لن يكون هنا.
من المشكوك فيه أن ما لم يحلّ خلال ألف سنة وأكثر أن يحلّ في المستقبل القريب، فالمشاعر الدينية آخذ بالازدياد، وأيّ تدخل خارجي حتى وإن جلس في البيت الأبيض رئيس مصمم، فإن هذا لن يقضي على العداء التاريخي الديني المتجذر.
إذا استمرت وتوسعت التحالفات السنّية الحالية ضدّ مساعي الشيعة الإيرانية، سوف تضعف الاخيرة من الناحيتين الاقتصادية والعسكرية. وهذا التطور من شأنه أن يكون في مصلحة «إسرائيل». وتستطيع «إسرائيل» المساهمة في هذه التحالفات وتقويتها بالذات في المجال الامني، خصوصاً منع إيران ـ أي الشيعة ـ من السيطرة على الشرق الأوسط.
جانب آخر يؤثّر على التحسن الملحوظ بوضع «إسرائيل» الاستراتيجي في المنطقة مرتبط بزعرنة الحدود الجغرافية السياسي في الشرق الاوسط، والتي وضعت قبل مئة سنة من قبل الامبريالية البريطانية والفرنسية، تسقط الحدود، وتعود المنطقة لتوزع من جديد بين السنّة والشيعة.
دروس الربيع العربي تثبت: طالما أن الشيعة والسنّة يعيشون في دولة واحدة، سيستمر العداء. وأحياناً بكامل قوته. أي الحرب، وأحياناً بقوة محدودة. إذا استطاعت «إسرائيل» أن تناور بشكل صحيح في هذا الصراع الديني المعقد، فإنها ستقوى أكثر وتزيل بعض التهديدات، وعلى رأسها التهديد الإيراني.
إليكم دليل آخر. إلى أيّ حدّ كان خاطئاً الاعتقاد ان عدم الاستقرار في المنطقة، لا بل في العالم أجمع، مصدره الصراع «الإسرائيلي» ـ الفلسطيني، كل حكومات «إسرائيل» تقريباً أخطأت وكذلك دول العالم، حيث بذلت الجهود هباء بسبب التمسك بهذه النظرة الخاطئة.
إذا استطاعت «إسرائيل» أن تناور بشكل صحيح في هذا الصراع الديني المعقد، فإنّ تحالفها مع السنّة سيساعدها في التخلّص من ألدّ أعدائها… إيران والأسد وحزب الله.
هجوم محتمل بالجمرة الخبيثة في «إسرائيل»
ذكرت وسائل إعلام «إسرائيلية» أن قوات الإطفاء «الإسرائيلية» عملت ليل الأربعاء ـ الخميس لتشخيص نوع المسحوق الأبيض الذي عثر عليه في رسالة أرسلت من الخارج، ووصلت إلى عائلة «إسرائيلية» في منطقة «ريشون لتسيون» جنوب «تل أبيب».
وأشارت وسائل الإعلام «الإسرائيلية» إلى الاشتباه بهجوم محتمل بالجمرة الخبيثة أنثراكس.
ووفقاً لمسؤول في الإطفاء، تلقّى شاب رسالة من الخارج، وعند فتحها سقط منها مسحوق أبيض على الأرض، ما أثار خوف أفراد العائلة الذين اتصلوا بالشرطة وقوات الإطفاء، التي جاءت برفقة وحدة التعامل مع المواد الخطرة إلى المكان وقامت بجمع المسحوق ونقله إلى المختبرات لفحصه.
الشرطة «الإسرائيلية» تتهرّب من إثبات قاتل شعبان
تهرّبت الشرطة «الإسرائيلية» من طلب عائلة أمين شعبان الذي قُتل بعد عملية «ديزنغوف»، بتسليمها تسجيلات الفيديو الخاصة بجريمة القتل، زاعمة أنه تم تعطيلها قبل الجريمة.
وكانت الشرطة «الإسرائيلية» قد زعمت أن منفّذ عملية شارع «ديزنغوف» في «تل أبيب» قبل أسبوع نشأت ملحم، قام بقتل سائق تاكسي من مدينة اللدّ يدعى أمين شعبان بعد وقت قصير من تنفيذ العملية، غير أن عائلة شعبان شكّكت في رواية الشرطة «الإسرائيلية» وطالبتها بتسليمها تسجيلات الفيديو المثبتة في المركبة لمعرفة من ارتكب جريمة قتل ابنها.
وذكرت «الإذاعة العامة الإسرائيلية» أن مصادر في الشرطة زعمت أن ملحم قد قام بتعطيل كاميرات المراقبة المنصوبة في المركبة قبل أن يُقتل شعبان.
وهدّدت عائلة شعبان بالتوجه إلى القضاء «الإسرائيلي» في حال رفضت الشرطة تسليمها تسجيلات فيديو الجريمة.
ومن المتوقع أن تفرج المحكمة «الإسرائيلية» بموافقة من الشرطة عن بدر ملحم عمّ نشأت. كما سيمثل أمام المحكمة محمد ملحم والد نشأت، ومواطن آخر من العائلة، ويتوقع أن تطلب الشرطة «الإسرائيلية» تمديد فترة اعتقالهما.