الجيش العراقي يحكم سيطرته على محيط تكريت
أحكمت القوات الأمنية العراقية سيطرتها بشكل كامل على محيط مدينة تكريت، ليبدأ العدّ التنازلي لانطلاق عملية تحرير المدينة من ميليشيات تنظيم «داعش» قريباً، بحسب ما أعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية الفريق قاسم عطا.
وفي مؤتمر صحافي أكد عطا أن «الطريق من بغداد إلى بوابة تكريت الجنوبية باتت سالكة ومؤمنة»، موضحاً: «أن جميع مداخل تكريت بيد القوات الأمنية التي ستحقق الهدف بالدخول إلى المدينة قريباً وبأقل الخسائر». وأشار عطا إلى أن «القوات الأمنية حريصة على سلامة المواطنين وممتلكاتهم، إلى جانب البنى التحتية»، وأكد أن «مواقع الإرهابيين التي تُضرب بدقة يكشفها مواطنون من خلال التواصل مع الأجهزة الأمنية».
وفي السياق، قتل طيران الجيش العراقي أمس، 34 من عناصر داعش، ودمر 7 عجلات لهم في قضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين.
وأفاد موقع قناة الفرات نقلاً عن مصدر أمني أن «طيران الجيش قصف فجر اليوم أوكار وتجمعات عصابات داعش الإرهابية، في قرية الزوية بقضاء بيجي شمال مدينة تكريت، ما أدى إلى قتل 34 داعشياً وتدمير سبع من آلياتهم».
ونفّذت القوات العراقية عملية أمنية شمال بابل، بمساندة من «عمليات بغداد» وطائرات السوخوي الروسية، تهدف لمحاصرة مسلحي داعش عبر ثلاثة محاور وملاحقة الجيوب المتبقية في المناطق المشتركة مع العاصمة.
وأفاد محافظ بابل صادق مدلول السلطاني، عن مقتل نحو 20 عنصراً من التنظيم المتشدّد خلال العملية، موضحاً أن العملية الأمنية أجريت في ناحية جرف الصخر التي باتت تشهد استقراراً أمنياً كبيراً بسبب العمليات الاستباقية المنتظمة فيها».
في غضون ذلك، أعلنت عشائر اللهيب في محافظة نينوى «الانتفاضة» ضد عناصر «داعش» للحؤول دون دخولهم إلى القرية جنوب شرقي الموصل. وتحدث مصدر عشائري في المحافظة عن أن «أبناء العشائر منعوا عناصر داعش من دخول قريتهم».
وكشف مصدر عشائري آخر في الفلوجة، عن مغادرة غالبية الفصائل المسلحة مدينة الفلوجة بعد رفضها مبايعة «الدولة الإسلامية». وكان مجلس محافظة الأنبار قد كشف إقدام تنظيم «داعش» على قتل عدد من قياديي الفصائل المسلحة بسبب رفضهم تقديم «البيعة» لقائده أبو بكر البغدادي خلال اجتماع لهم عقد في الفلوجة، داعياً الحكومة المركزية إلى استغلال هذه الفرصة والتحالف مع الفصائل المسلحة لطرد «داعش» من العراق.
سقوط قذائف داخل السعودية
وفي تطور لافت، أعلن حرس الحدود السعودي، سقوط ثلاث قذائف مورتر قرب منفذ عرعر الحدودي على الحدود مع العراق.
وقال حرس الحدود في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية إن «ثلاث قذائف مورتر سقطت في شمال المملكة قرب منطقة سكنية على الحدود مع العراق عصر أول من أمس»، مشيراً إلى أن «السلطات تحقق في مكان إطلاق الصواريخ».
من جهة أخرى، أوضح المتحدث الرسمي لقيادة حرس الحدود، اللواء محمد الغامدي، في تصريحات صحافية أن «القذائف التي سقطت بعد ظهر أمس، بالقرب من إسكان حرس الحدود في جديدة عرعر لم تؤثر في أحد، فيما لا تزال التحقيقات جارية حتى الآن».
جلسة البرلمان الأحد المقبل
على صعيد آخر، كشف النائب عن ائتلاف دولة القانون عباس البياتي الثلاثاء، أن رئاسة البرلمان قدمت عقد الجلسة البرلمانية الثانية إلى يوم الأحد من الأسبوع المقبل، فيما استبعد توصل الكتل السياسية إلى اتفاق بشأن تشكيل الحكومة خلال الفترة المتبقية لعقد الجلسة.
وقال البياتي في حديث لـ»السومرية نيوز» إن «رئاسة مجلس النواب قررت تقديم عقد جلسة البرلمان الثانية إلى يوم الأحد من الأسبوع المقبل، بدلاً من موعدها السابق في الـ12 من آب»، مبيناً أن «ذلك جاء نتيجة الضغط الشعبي والإعلامي وكذلك استهجان المواطنين برفع الجلسة لمدة طويلة».
وأضاف البياتي: «إننا لا نريد جلسة من أجل الجلسة وإنما الجلسة يجب أن تفضي إلى انتخاب الحكومة»، مستبعداً أن «تتمكن الكتل السياسية من الاتفاق على تشكيل الحكومة خلال المدة المتبقية لعقد الجلسة». وتابع: «المشكلة ليست لدى التحالف وإنما لدى الكتل السنية التي كان لها مرشح لرئاسة البرلمان، والآن أصبحوا خمسة مرشحين».
يذكر أن التحالف الوطني العراقي دعا أمس رئيس مجلس النواب الأكبر سناً إلى تحديد موعد بديل للجلسة المقبلة لا يتجاوز الأسبوع، معتبراً أن تحديد موعد الاجتماع المقبل للجلسة في 12 آب المقبل يعد تأخيراً.
على صعيد المواقف
بعث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، رسالة إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أكد فيها وقوف الأمم المتحدة إلى جانب العراق في معركته ضد «الإرهاب»، محذراً من أية محاولة لتقسيمه واستهداف وحدته.
وقال مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي في بيان إن «رئيس الوزراء استقبل بمكتبه الرسمي أمس، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف، الذي سلمه رسالة خطية من الأمين العام بان كي مون، أكد فيها وقوف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى جانب العراق في معركته ضد قوى الإرهاب».
وثمّن رئيس الوزراء «موقف الأمين العام والمجتمع الدولي المساند للعراق»، مبيناً أن «الحرب التي تخوضها البلاد هي ضد الإرهاب الذي يمثل خطراً على العالم أجمع ويجب أن تتضافر الجهود في هذا المجال».
ودعا ممثل الأمين العام نيكولاي ميلادينوف إلى «تشكيل الحكومة العراقية بأسرع وقت»، معرباً عن استعداده لـ»دعم جهود الكتل السياسية من أجل تحقيق ذلك والعمل على التزام التوقيتات الدستورية».
المالكي يدعو السيسي إلى تعزيز «العلاقة التكاملية»
دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اتصال هاتفي بينهما أمس إلى توسيع التعاون بما يعزز «العلاقة التكاملية» بين البلدين، شاكراً إياه على موقفه الرافض لتقسيم العراق.
وذكر بيان صادر عن رئاسة الوزراء العراقية أن المالكي أكد للسيسي في الاتصال الهاتفي «ضرورة توسيع آفاق التعاون بين البلدين بما يعزز العلاقة التكاملية بينهما».
وشكر المالكي، بحسب البيان، السيسي على «موقف مصر الداعم للعراق في مواجهته للإرهاب»، وعلى موقف الرئيس المصري «في الدفاع عن وحدة العراق والتحذير من أية محاولة ترمي إلى التقسيم».
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اعتبر الأحد الماضي في لقاء في القاهرة مع رؤساء تحرير صحف مصرية وكتاب أن الاستفتاء المحتمل حول استقلال إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي «كارثي»، وحذر من تقسيم العراق، بحسب ما ذكرت صحف مصرية أمس.