خامنئي: إيران ستحتاج إلى 190 ألف جهاز للطرد المركزي

عقد أمس في العاصمة النمساوية فيينا اجتماع بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ومنسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، للتشاور بشأن مسودة نص الاتفاق النووي الشامل.

وبدأ الاجتماع عند الساعة الحادية عشرة صباحاً وذلك عقب الاجتماع التشاوري الذي عقد بين مساعدي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي ومساعدة منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي هيلغا اشميت.

ويأتي هذا الاجتماع بين عراقجي وروانجي وهليغا اشميت مساعدة كاثرين آشتون، لمواصلة صوغ نص مسودة الاتفاق النووي الشامل بشأن البرنامج النووي الإيراني.

ويعتبر هذا الاجتماع التشاوري الخامس بين مساعدي ظريف وآشتون في إطار صوغ نص الاتفاق الشامل، وعقد عراقجي واشميت اجتماعاً ثنائياً قبل ذلك.

وكانت الجولة السادسة للمفاوضات النووية قد انطلقت رسمياً الخميس الماضي، لصوغ مسودة نص الاتفاق النووي الشامل بشأن البرنامج النووي الإيراني خلال الأشهر الستة الأولى لاتفاق جنيف الموقت التي تنتهي في 20 تموز الجاري.

وفي السياق، اعتبر عراقجي أن ثقة قائد الثورة الإيرانية، أكبر سند وداعم للفريق الإيراني المفاوض، مطمئناً الخامنئي والشعب الإيراني بعدم التخلي عن أي من الحقوق النووية للبلاد.

وقال عراقجي في تغريدة له في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إن ثقة القائد تعتبر أكبر داعم وسند لنا. نحن نطمئن سماحته والشعب الإيراني بأننا سوف لن نتنازل عن أي من الحقوق النووية».

من ناحية أخرى، قال حسين نقوي حسيني المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أن المفاوضات النووية الحالية إذا ما وصلت إلى طريق مسدودة على غرار 2003، فإن الغربيين سيواجهون إيران أكبر قوة في المستقبل، ما يحتم عليهم الإحجام عن المعاندة والعمل على إنجاح المفاوضات. واعتبر حسيني أن الجانب الأميركي يمثل العقبة الكبرى أمام نجاح هذه المفاوضات وأن المطالب الأميركية تفوق معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية «N.P.T» وحتى مجموعة 5+1 ذاتها.

وأكد متحدث لجنة الأمن القومي البرلمانية، بأن الفريق النووي الإيراني المفاوض لن يتراجع عن الحقوق النووية للشعب الإيراني، وعلى الغربيين الكف عن المطالب المبالغ فيها لإنجاح المفاوضات.

ودعا حسيني فريق بلاده المفاوض إلى عدم التأثر بالضغوطات الإعلامية والدعائية للغرب، منوهاً إلى أن هذا الفريق يدافع بجدارة عن الحقوق النووية الإيرانية ولم يخضع قط للدعاية الغربية من قبل. وأكد البرلماني الإيراني أنه يتعين على الغرب الاتعاظ من تجاربه في المفاوضات السابقة مع إيران. وقال: «إن الغربيين في مفاوضات عام 2003 لم يقبلوا بحقوق الشعب الإيراني في وقت كانت طهران تمتلك أقل من 100 جهاز طرد مركزي، ولكنهم الآن يواجهون إيران مجهزة بتقنية نووية كاملة و آلاف عدة من أجهزة الطرد المركزي». وأردف قائلاً: «إذا ما فشلت المفاوضات النووية في الوقت الراهن، فإن الدول الغربية ستواجه إيران أكبر قوة في المستقبل من حيث تطور التقنية النووية وكمية أجهزة الطرد المركزي، ما يستدعى الكف عن المعاندة والعمل على إنجاح المفاوضات».

من جهة ثانية، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن حكومته جادة في محادثاتها مع الدول الست حول برنامجِ بلاده النووي، لافتاً إلى أن الرأي العام العالمي قد أدرك جیداً أن إیران عملت وتعمل علی صعید نشاطاتها النوویة بسلمیة وشفافیة ومن خلال برهنة هذا الأمر فإن اساس الذرائع ضدها قد انهار.

وأكد روحاني أنه لیس بإمكان أیة قوة فرض عقوبات جائرة ضد الشعب الإیراني وذلك بذریعة مكافحة أسلحة الدمار الشامل. وأضاف: «إن جدار العقوبات قد تصدع بشكل كبیر والحكومة جادة في مواصلة مفاوضاتها النووية». مشدداً على أن بلاده لن تتراجع قید أنملة عن حقوق الشعب الإیراني في مفاوضاتها. وتابع: «إن استراتیجیتنا هي الربح الربح، إلا أن العدو إذا كانت له أطماع، فإن العالم یعلم أن مسؤولیة الفشل المحتمل للمفاوضات ستتوجه نحو الأطراف الطامعة».

جاء ذلك في وقت دعا خامنئي المسؤولين الإيرانيين إلى الاهتمام بمتطلبات إيران المستقبلية في المحادثات النووية. وقال: «لدي ثقة بفريق المفاوضات ومتأكد من أنه لن يسمح بالاعتداء على حقوق الشعب الإيراني المشروعة». وأوضح أن الطرف المقابل يرمي إلى تحديد طاقة تخصيب اليورانيوم في البلاد وتقييدها بما يعادل طاقة إنتاج 10 آلاف جهاز طرد مركزي فقط والذي كان قد بدأ بطاقة تكافئ إنتاج 500 و1000 جهاز، إلا أن المسؤولين يقولون إن حاجة البلاد الحقيقية تتمثل بطاقة إنتاجية تكافئ عمل 190 ألف جهاز طرد مركزي، واصفاً موقف الأميركيين في معارضة حيازة إيران على التقنية والطاقة النووية بسبب تذرعهم بالقلق من إنتاج أسلحة نووية بأنه ليس على حق وبعيد من الصواب والمنطق.

وقال خامنئي إن منح ضمانات في موضوع عدم إنتاج أسلحة نووية يجري عبر طرق محددة وأجهزة معنية، إذ إن إيران لا ترى أية إشكالية في هذا الأمر، لكن أميركا لا تمتلك أي حق في إبداء القلق من حيازة البلدان أسلحة نووية، لأنها نفسها قد استخدمت هذا السلاح ولديها ترسانة تضم آلاف القنابل النووية.

وخاطب خامنئي الأميركيين بالقول: «إن لديكم سجلاً واضحاً في مجال استخدام الأسلحة النووية، لذلك فإن القلق لا يعنيكم في مجال استخدام الأسلحة النووية». وأشار إلى قضية البحوث والتطوير في البرنامج النووي الإيراني، مؤكداً ضرورة الاهتمام بهذا الموضوع في المفاوضات النووية، وقال إن أحد الأمور التي يركز فيها الطرف المقابل ويولي الحساسية لها، هو مسألة الحفاظ على المنشآت النووية التي لا يستطيع العدو النيل منها.

ولفت خامنئي إلى تصريحات الطرف الغربي حول منشآت فوردو النووية، وقال إنهم يقولون إن هذه المنشآت لا يمكن النيل منها وضربها لذلك ينبغي إغلاقها، وهذا الكلام يثير السخرية مشيراً إلى أن تصرفات أميركا والقوى السلطوية في العالم تماثل أساليب الشيطان إذ تسعى دائماً إلى فرض هيمنتها على البلدان الأخرى عبر التخويف والتطميع بتحقيق وعود لا تفي بها مطلقاً.

وفي السياق، أكد قائد الثورة في إيران أن أي اعتداء عسكري على بلاده لن يكون فى مصلحة أي بلد، مشيراً إلى أن «الاعداء لم يستطيعوا فعل شيء في المواجهات الحقيقية» ضد إيران. وقال خامنئي خلال استقباله أمس حشداً من المسؤولين الإيرانيين أن «البعض يزعم أن الولايات المتحدة تمنع الكيان الصهيوني من تنفيذ تهديداته العسكرية ضد إيران، إلا أن الحقيقة تؤكد أن الهجوم العسكري والاعتداء على إيران ليس في مصلحتهم».

وأضاف المرشد الإيراني: «إن جبهة الاستكبار لا تملك شيئاً سوى التهديد العسكري والحظر الاقتصادي حيث تسعى إلى الإخلال بحسابات إيران من خلال الحرب الناعمة»، مشيراً إلى أن «الحياة والسلام وأمن واستقرار الشعوب ليس له أي قيمة بالنسبة للأميركيين وهم لن يتوانوا عن الهجوم بهدف تحقيق مصالحهم»، موضحاً أن أميركا قامت بإسقاط الطائرة المدنية الإيرانية وقتل المئات من الأبرياء عام 1988 والتي ذهب ضحيتها 290 راكباً مدنياً بريئاً إضافة إلى قتل مئات آلاف من الشعب العراقي والأفغاني وإثارة الأزمات الدموية في مختلف الدول تحت عنوان الثورات الملونة.

وقال إن الشعب العراقي سينجح في إطفاء نيران الفتنة التي يمر به حالياً وإن شعوب المنطقة ستحرز التقدم باستمرار نحو الشموخ على الصعيدين المادي والمعنوي، مشدداً على أن الصراع المتواصل بين إيران والاستكبار العالمي هو استمرار للصراع بين الأنبياء من جهة والطغاة وشياطين الأنس من جهة أخرى. وقال إن المسار الإلهي الذي يجتازه الشعب الإيراني يزداد عمقاً ورسوخاً باستمرار على رغم المظاهر المادية للشياطين، بحسب تعبيره.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى