لافروف: نؤيد الوقف الفوري لإطلاق النار في أوكرانيا

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم أمس، أن روسيا مع الوقف الفوري لإطلاق النار واستعمال القوة في أوكرانيا، مشيراً في ختام اجتماعه مع الرئيس السلوفيني بوروت باهور ووزير خارجيته كارل إريافيتس، إلى أنه شرح بالتفصل موقف بلاده وأصل الأزمة الأوكرانية، مضيفاً «شرحنا لماذا نحن مقتنعون بضرورة إلقاء كل شيء جانباً من أجل وقف استخدام القوة فوراً ومن دون شروط»، معبّراً عن الثقة بأن سلوفينيا من بين دول الاتحاد الأوروبي التي تفهم الموقف الروسي وتعي أولوية وقف إطلاق النار.

وأوضح الوزير الروسي أن أوكرانيا وقّعت على بيان الأطراف الأربعة الذي ينص على وقف إطلاق النار غير المشروط، مضيفاً أن بيان وزراء خارجية روسيا الاتحادية وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا الصادر في 2 تموز «تحدث بدقة عن الدعوة إلى الوقف الفوري لإطلاق النار غير المشروط من كلا الجانبين».

وشدد لافروف على ضرورة أن تعنى أوروبا بوقف إطلاق النار في أوكرانيا لا بفرض قوائم سوداء جديدة ضد موسكو، مضيفاً «قرأت خبراً عن المحادثة الهاتفية بين الرئيسين الفرنسي والأميركي.. شدد قصر الإليزيه على مهمّة الوقف العاجل لإطلاق النار، في حين فضّل البيت الأبيض التركيز على تأكيد حق القيادة الأوكرانية في إخماد التمرد في الجنوب الشرقي».

من ناحيتها، قالت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالينتينا ماتفيينكو إن نطاق الكارثة الإنسانية في جنوب شرق أوكرانيا يتسع، وأضافت أن عدد القتلى جراء العملية العسكرية التي شنها الجيش الأوكراني في المنطقة يبلغ مئات، عدة وأعلنت أن حزب الحرب الذي لم يسع منذ البداية إلى وقف العملية العسكرية انتصر في أوكرانيا.

كما ذكرت ماتفيينكو أن روسيا والبلدان الغربية بذلت جهوداً كبيرة لإقناع السلطات الأوكرانية بأن الحرب لن تساعد في تحقيق سلام ووفاق، وأن المحادثات والحوار الوطني الشامل لا غير يمكن أن توحّد المجتمع، وأن التغلب على الأزمة الحادة في أوكرانيا غير ممكن إلا عن طريق محادثات سلام»، مشيرة الى اعتقادها أن كييف لم تعقد العزم على وقف العملية العسكرية في ظل غياب أية محاولات حقيقية لبدء الحوار.

وأكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي أن بلادها تواصل بالتعاون في الدول الأوروبية الإصرار على دفعها الى المحادثات، وتأمل بوقف العملية العسكرية في جنوب شرق أوكرانيا.

وفي هذا السياق، أعلنت وزيرة الخارجية الإيطالية فيديريكا موغيريني أنه لا يمكن تسوية الأزمة في أوكرانيا إلا بطريقة دبلوماسية عبر الحوار السياسي، وأشارت في مقابلة مع وكالة «إيتار تاس» الروسية يوم أمس، الى أن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا والتي يخطط الاتحاد لتشديدها في حال تفاقم الأزمة «مجرد آلية وليست هدفاً بحد ذاته».

وأكدت الوزيرة الإيطالية أنها وزملاؤها الأوروبيون يدعمون «الخطوات التي تقود إلى مفاوضات وإلى تحقيق أهداف محددة هي الحفاظ على وحدة الأراضي وضمان حقوق الأقليات والإصلاحات الشاملة في أوكرانيا وإنعاش اقتصادها وتأمين توريدات الطاقة».

وقالت موغيريني: «إن روما تدعو كلا من كييف وموسكو إلى القيام بما في وسعهما «لتخفيف حدة التوتر الذي يصعّد الأزمة ويحول دون إيجاد الحل في أسرع وقت ممكن لصالح الروس والأوكرانيين على السواء».

وعشية محادثاتها مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو قالت نظيرته الإيطالية: «إن الوقت قد حان لخطوات حاسمة محددة كوقف إطلاق النار من كلا الجانبين، والإفراج عن جميع الرهائن، وبسط السيطرة على الحدود الروسية الأوكرانية بمشاركة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا». وأضافت: «أنها تعطي أهمية بالغة لموافقة الجانب الروسي على قبول مراقبين، بمن فيهم أوكرانيين، في مناطقها الحدودية».

واعتبرت الوزيرة الإيطالية أنه لا تناقض بين العلاقات الأوكرانية الأوروبية وعلاقات كييف مع موسكو، قائلة :»إن الحديث لا يدور اليوم لا عن تكامل أوكرانيا المطلق مع الاتحاد الأوروبي ولا عن حصولها على عضوية الناتو».

وتأتي هذه التصريحات بعد أعلان فاليري تشالي نائب رئيس الديوان الرئاسي الأوكراني أنه من السابق لأوانه الحديث عن تغيير الوضع الحيادي الراهن لأوكرانيا، حيث أكد في تصريح متلفز أدلى به في كييف الى أن «عدم وجودنا في حلف ما يعتبر نموذجاً سيئاً… لقد رأينا أن مذكرة بودابست غير فعالة وليس لنا أي نظام للأمن الجماعي وأية آلية جديدة، نحن في فراغ».

وأقر المسؤول الأوكراني بأن موضوع انضمام البلاد إلى حلف شمال الأطلسي ليس حيوياً في الوقت الراهن، لأن هذا الموضوع «لا يزال يثير الفرقة» في المجتمع الأوكراني. لكنه أضاف أن هذا الموضوع يجب طرحه بعد أن تجد المشكلات الداخلية في البلاد حلّها، وبعد أن يحظى هذا المشروع بدعم مناسب في المجتمع.

وبشأن العلاقات الراهنة بين أوكرانيا والناتو قال تشالي: «إن تعاملنا مع هذه المنظمة القوية جداً والتي تضمن الأمن في أوروبا كافٍ لكي نسير باتجاه تم رسمه في نصوصنا الأساسية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى