رونالدو يتسلح بالأمل في مواجهة التوقعات ويحلم بالحفاظ على الكرة الذهبية
بعدما أثار نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو دهشة العالم باحتفاله الصاخب البعيد عن الدبلوماسية بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم 2013 و2014، أصبح السؤال الذي يدور الآن في أذهان وعلى ألسنة عشاق الساحرة المستديرة هو: «هل يحرز رونالدو الجائزة للعام الثالث على التوالي».
وخطف رونالدو نجم ريال مدريد الإسباني الجائزة عن جدارة في العامين الماضيين متفوقاً على منافسه التقليدي الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الإسباني.
والآن سيكون رونالدو على موعد مع مواجهة جديدة على الجائزة نفسها أمام ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا مهاجم برشلونة.
ويأمل رونالدو في إحراز الجائزة للعام الثالث على التوالي رغم الترشيحات الكثيرة التي تصب في مصلحة ميسي الذي ينتظر استعادة الجائزة التي احتكرها لأربع سنوات متتالية بين عامي 2009 و2012 خاصة أن النجم الأرجنتيني توج مع برشلونة بألقاب خمس من ست بطولات خاضها الفريق في 2015 .
وعلى النقيض، خرج رونالدو من 2015 بلا أي ألقاب على عكس ما كان عليه مع الريال في 2014 الذي وصل فيه الفريق لقمة مستوياته منذ سنوات طويلة.
ورغم هذا، توقع أوليفر كان حارس مرمى المنتخب الألماني السابق فوز رونالدو بالجائزة هذا العام لتكون الثالثة له على التوالي والرابعة له في مسيرته الرياضية بعدما توج بها سابقاً في 2008 .
وقال أوليفر كان: «قد تكون معركة أخرى بين ميسي الذي قدم موسماً قوياً ورونالدو الذي سجل كمّاً هائلاً من الأهداف مجدداً. أعتقد أن رونالدو سيفوز بها مجدداً».
وكانت اتهامات ووصف رونالدو بالغطرسة سبباً في ألا يحظى اللاعب بمحبة كثيرين حول العالم.
وفي 2011، رد رونالدو على هتافات وسخرية معظم الجماهير خلال مباراة الريال مع دينامو زغرب في العاصمة الكرواتية زغرب، وقال: «يكرهونني لأنني أنيق وثري ولاعب رائع».
وقبل أسبوع واحد ، كشف رونالدو بقوة عن غروره الشديد وقال: «هناك أناس يكرهونني ويقولون إنني مختال ومتعجرف أو شيء من هذا القبيل».
وأوضح رونالدو: «هذا جزء من نجاحي، ولدت لأكون الأفضل… هذا هو أسلوبي. أذهب للنوم كل ليلة بذهن صاف وأنام جيداً».
وأضاف: «لا يمكن أن يستحوذ عليك ما يعتقده الناس عنك. إذا فعلت هذا ، لن تعيش».
ورغم كل الأهداف التي يمطر بها شباك المنافسين، يتعرض رونالدو دائماً لهتافات عدائية وصفارات استهجان من أقلية من جماهير الريال في مدرجات استاد «سانتياغو برنابيو» معقل الريال في العاصمة الإسبانية مدريد.
وتزداد هذه الروح العدائية من هذه الأقلية عندما يمتنع رونالدو عن تمرير الكرة إلى أحد زملائه يتخذ وضعاً جيدا في مواجهة مرمى المنافس أو عندما يسدد الكرة بشكل غير متقن في أي ضربة حرة لتذهب الكرة فوق العارضة.
وكانت الجائزة الوحيدة التي أحرزها رونالدو في 2015 هي لقب هداف الدوري الإسباني متفوقاً على ميسي ونيمار المنافسين له على جائزة الكرة الذهبية.
ورغم افتقاد الريال للنجاح في 2015، أعلن رونالدو بشكل واضح رغبته في استمرار المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي مديراً فنياً للفريق. وبدا رونالدو غاضباً لدى استبدال أنشيلوتي بالمدرب رافاييل بينيتيز الذي أقيل هو الآخر قبل أيام قليلة وحل مكانه الفرنسي زين الدين زيدان.
والأكثر من هذا، أوضحت وسائل الإعلام أن الضيق بدا واضحاً على رونالدو عندما أعلن بينيتيز في أيامه الأولى مع الريال أن رونالدو ليس الأفضل في العالم وأنه فقط بين أفضل اللاعبين في العالم.
ولدى هزيمة الريال الثقيلة صفر/ 4 أمام برشلونة في تشرين الثاني الماضي، ذكرت تقارير إعلامية أن رونالدو أبلغ فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد: «لن نفوز بأي شيء مع بينيتيز».
وبدا رونالدو، الذي يحتفل في شباط المقبل بعيد ميلاده الحادي والثلاثين، أكثر ارتياحاً لدى استبدال بينيتيز مؤخراً بالمدرب الفرنسي زيدان.
وكان بينيتيز حريصاً على إبعاد رونالدو عن الناحية اليسرى التي يجيد اللعب فيها والاستعانة به كمهاجم متأخر بداعي أن رونالدو لم يعد قادراً على الانطلاق لمسافة 30 أو 40 متراً في الناحية اليسرى.
ولم يتضح حتى الآن الطريقة التي سيستخدمها زيدان في توظيف إمكانيات رونالدو وما إذا كان اللاعب البرتغالي سيكنّ مزيداً من الاحترام لزيدان عما كان موقفه تجاه بينيتيز.
وبالأرقام… المنافسة تصل إلى درجة الغليان
خرجت المنافسة النمطية بين الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة وغريمه التقليدي في ريال مدريد، البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى نطاق أوسع.
وأثارت معركة تسجيل الأهداف بين ميسي ورونالدو جميع المتابعين طوال السنوات الماضية، إلا أننا اليوم نشهد منافسة ثلاثية، حيث أصبح msn نسبة إلى ميسي وسواريز ونيمار في مواجهة bbc نسبة إلى بيل وبنزيمة ورونالدو.
وشهد يوم السبت فوز برشلونة برباعية نظيفة، كان لميسي منها نصيب الأسد بهاتريك فيما سجل نيمار هدفاً، وفشل لويس سواريز في التسجيل بآخر 3 مباريات للبارسا، لكنه سجل 7 أهداف في 3 مباريات بالسابق.
في المقابل، شهدت المباراة الأولى لريال مدريد تحت قيادة الإدارة الفنية لزين الدين زيدان، فوزاً ساحقاً للفريق الملكي على ديبورتيفو لاكورونا بخماسية نظيفة، كان بطلها غاريث بيل بهاتريك أيضاً.
وسجل الدولي الويلزي ثمانية أهداف في مبارياته الأربع الماضية فقط، بمعدل هدفين في المباراة الواحدة.
فيما جاء فشل رونالدو في التسجيل، الأكثر غرابة في المباراة، التي شهدت أيضاً تسجيل كريم بنزيمة هدفين، حيث قدم الدولي البرتغالي أداءً رائعاً خلال اللقاء، إلا أنه لم يوفق في تسجيل الأهداف.
وأحرز ثلاثي ريال مدريد وبرشلونة جميع الأهداف التسعة في المباراتين خلال الجولة 19 والأخيرة من ذهاب الدوري الإسباني لكرة القدم.
ويرى مشجعو برشلونة أن إصابة ميسي الطويلة والتي امتدت قرابة الشهرين، منعته من اعتلاء صدارة هدافي المسابقة.
فيما يعزي أنصار ريال مدريد ذلك إلى الفترة غير موفقة تحت قيادة المدرب رافا بينيتيز، والتي شهدت استياء رونالدو بشكل واضح في الأشهر الأولى من الموسم، أما الآن وتحت قيادة زيدان فالمنافسة مشتعلة بين الفريقين.
ولا يمكننا أن نغفل أتليتكو مدريد كمنافس قوي لعملاقي إسبانيا، إذيمكنه استعادة الصدارة في حالة فوزه الليلة على سيلتا فيغو.
وسيعد هذا إنجازاً كبيراً للأرجنتيني دييغو سيموني المدير الفني للروخي بلانكوس، حيث قاد اتلتيكو إلى هذه المنافسة بتسجيل 25 هدفاً فقط في 18 مباراة.