ألمانيا إلى نهائي كأس العالم في مواجهة الفائز من لقاء هولندا والأرجنتين
افتتح أمس الدور قبل النهائي من كأس العالم 2014 في بلاد السحرة بلقاءٍ جمع بين أصحاب الأرض منتخب السيليساو ونظيره الألماني، ولقن المنتخب الألماني راقصي السامبا البرازيلية درساً كروياً قاسياً في فنون اللعبة، وتغلب عليه بنتيجة مذلّة قوامها سبعة أهداف مقابل هدف في مباراة قبل نهائي كأس العالم التي جمعتهما على ملعب مينيراو في بيلو هوريزونتي.
وسجّل أهداف ألمانيا كل من توماس مولر 11 وميروسلاف كلوزه 23 وتوني كروس 24، 26 وسامي خضيرة 29 وأندريه شورليه 69، 79 ، بينما جاء هدف البرازيل الوحيد عن طريق أوسكار في الدقيقة الأخيرة من المباراة ليتأهل المنتخب الألماني إلى النهائي للمرة الأولى منذ عام 2002 عندما سقط المانشافت أمام البرازيل بالذات بثنائية نظيفة.
بدا السيليساو فريق هذيل وضعيف فنياً وتكتيكياً، وفشل مدربه العجوز لويس فيليبي سكولاري في ماراثون كروي أمام الشاب يواكيم لوف وماكيناته الألمانية. احتاج المانشافت 20 دقيقة فقط لدك الشباك البرازيلية بخمسة أهداف ضمنت له تذكرة التأهل الأولى لنهائي المونديال.
وتلاعب النجوم مولر وكروس وكلوزه وأوزيل بالدفاع البرازيلي المهلهل وأمطروا شباك جوليو سيزار بخماسية تناوب عليها مولر وكلوزه ليصبح الهداف التاريخي لكأس العالم برصيد 16 هدفاً كاسراً رقم الظاهرة البرازيلية رونالدو، وعزز توني كروس النتيجة لتصبح أربعة لصفر، ليأتي بعدها الهدف الخامس عن طريق سامي خضيرة.
وكانت المباراة مناسبة لتحقيق عدد من الأرقام التاريخية للمانشافت إذ كان الفوز هو الأكبر في نصف نهائي العرس العالمي، فيما دخل المهاجم ميروسلاف كلوزه تاريخ البطولة بتسجيله الهدف رقم 16 لينفرد بالرقم القياسي من الأهداف المسجلة في النهائيات، بينما كان الفوز هو الأول للماكينات على راقصي السامبا في أي مواجهة رسمية بين المنتخبين.
وكانت انطلاقة المباراة سريعة جداً من الألمان الذين امتصوا الهجوم البرازيلي قبل أن يسجل هدف التقدم في الدقيقة 11، عندما لعب توني كروس ركلة ركنية تابعها توماس مولر غير المراقب بكل سهولة بتسديدة قوية بيمناه في المرمى من مسافة قريبة ليفتتح التسجيل في المباراة.
وبينما تقدم المنتخب البرازيلي للأمام لتعديل النتيجة، سجّل المنتخب الألماني الهدف الثاني بعد سلسلة من التمريرات قبل أن تصل الكرة إلى توني كروس الذي مرر الكرة نحو ميروسلاف كلوزه ليسدد مباشرة في جسم جوليو سيزار قبل أن يتابع الكرة في المرمى، قبل دقيقة من الهدف الثالث إثر كرة عرضية من فيليب لام وصلت إلى توني كروس الذي سددها قوية في المرمى.
وأضاف منتخب ألمانيا الهدف الرابع في الدقيقة 26 بعد خطأ دفاعي من فرناندينيو، استخلص كروس على إثره الكرة ليتقدم ويمررها نحو سامي خضيرة الذي أعادها نحو كروس ليسجل الأخير في المرمى الخالي قبل ثلاث دقائق من الهدف الخامس بعدما تقدم سامي خضيرة ولعب كرة إلى مسعود أوزيل ليعيدها الأخير نحو خضيرة الذي سجل على يمين الحارس.
على رغم توقع الكثيرون أن تكون المباراة صعبة على السيليساو في ظل غياب اثنين من أعمدة الفريق الأساسيين وهما تياغو سيلفا للإيقاف، ونيمار للإصابة، لكن لم يتوقع أحد أن تكون النتيجة بهذه القسوة.
وحاول المنتخب البرازيلي تجميل صورته في بداية الشوط الثاني، وتحسن أدائه نسبياً لكن دون فاعلية، وباءت كل محاولات هالك وفريد وباولينيو بالفشل. وبمرور الوقت اختفى أصحاب الأرض تماماً من الملعب منذ الدقيقة 60، وضاعف أندريه شورله معاناة جماهير السامبا، وضرب الحارس المسكين جوليو سيزار بالهدفين السادس والسابع في الدقيقة 69 و79 مختتماً مهرجان الأهداف الألمانية، قبل أن يحرز أوسكار هدف حفظ ماء الوجه لمنتخب البرازيل في الدقيقة الأخيرة، ليتأهل الالمان بفوزٍ عريض سيسطره التاريخ بأنه ليلة سوداء في تاريخ كرة القدم البرازيلية.
الأرجنتيني والهولندي… كلاسيكو مثير لم يشهده المربع الذهبي سابقاً
تستكمل المرحلة قبل النهائية اليوم، بلقاءٍ يجمع بين المنتخب الأرجنتيني ونظيره الهولندي في كلاسيكو مثير لم يشهده المستطيل الأخضر منذ عقود. وينتظر عشاق الساحرة المستديرة هذه المواجهة على ملعب آرينا كورينثيانز في ساو باولو.
صراعٌ مثير سيشهده المستطيل الأخضر لحصد تذكرة الماراكانا النهائية بين منتخبين عريقين، إذ تسعى الطواحين الهولندية للتأهل إلى النهائي للمرة الثانية على التوالي والرابعة في تاريخها بعد 1974 و1978، وفك لعنة المباراة النهائية التي لم تربحها يوماً والتتويج بلقبها المونديالي الأول، في حين تأمل الأرجنتين في مواصلة مشوارها التاريخي في العرس العالمي بعد أن اجتازت أخيراً نحس دور الـ8 للمرة الأولى منذ 24 سنة.
تتفوق الطواحين الهولندية على راقصي التانغو من حيث عدد مرات الفوز، إلا أن المنتخب البرتقالي كان بوابة تتويج الألبيسيليستي في نهائي 1978.
والتقى قطبا أوروبا وأميركا اللاتينية في 8 مواجهات، وكان الفوز حليف المنتخب البرتقالي في 4 منها، وحسمت ثلاث لقاءات بالتعادل، بينما فاز الألبيسيليستي مرة وحيدة، لكنها تظل الأهم والأغلى.
والتقى الطرفان أربع مرات في بطولات كأس العالم، انتصرت هولندا في اثنتين بنسخة 1974 في دور المجموعات برباعية نظيفة و1998 بدور الـ8 بهدفين نظيفين، وتعادلا في واحدة سلبياً في مونديال 2006، وفازت الأرجنتين مرة وحيدة لكنها الأغلى في نهائي 1978 بثلاثة أهداف لهدف، لتحرز أول ألقابها المونديالية والذي ضمت إليه لاحقاً لقب 1986، لكنها أيضاً حلت وصيفة في 1930 و1990.
إلا أن مباراة اليوم ستكون الأولى بين المنتخبين في الكلاسيكو اللاتيني- الأوروبي المثير في الدور قبل النهائي. المباراة ستكون أيضاً حرب النجوم في كلا المنتخبين، وعلى رأسهم ليونيل ميسي نجم هجوم برشلونة واللاعب الأفضل في العالم لأربعة أعوام، الذي تعقد الجماهير الأرجنتينية الكثير من الآمال عليه، خاصة وأنه أنهى صيامه عن التهديف في المونديال السابق في جنوب أفريقيا، ونجح في تسجيل أربعة أهداف حتى الآن في البرازيل وصنع هدف الفوز على سويسرا في ثمن النهائي وكان له دور في هدف الفوز على بلجيكا بربع النهائي، لكن لا يزال ميسي مطالباً بتقديم الأفضل اليوم وقيادة «التانغو» إلى النهائي.
كما تعوّل الطواحين كثيراً على آريين روبن نجم وسط بايرن ميونيخ، والمتألق بشكلٍ لافت للنظر في المونديال، حيث سجل ثلاثة أهداف إلى الآن، والذي يبدو أنه مصرّ على تكرار قيادة الفريق للنهائي، مثل النسخة الماضية لكن مع تصحيح أخطائه بعدما أضاع أمام البطل السابق إسبانيا، فرصة هدف لا تعوض، لتخسر الطواحين اللقب في النهاية.
واستعادت الأرجنتين تألق مهاجمها الآخر غونزالو إيغواين، لاعب نابولي، بعدما نجح في تسجيل أول أهدافه في العرس العالمي أمام بلجيكا في دور الـ8، ليكون خير رفيق لميسي في الهجوم، رغم أن المباراة شهدت إصابة الجناح الطائر، آنخل دي ماريا لاعب ريال مدريد، في الفخذ، ليغيب عن اللقاء الناري.
ولاتزال هذه الإصابة تمثل صداعاً في رأس مدرب التانغو، أليخاندرو سابيلا، ليكون أمامه أي من البديلين لتعويض دي ماريا، إما الدفع بإنزو بيريز أو ماكسي رودريغيز بدلاً منه.
لكن الأرجنتين استعادت في نفس الوقت مدافعها ماركوس روخو، الذي عوقب بالإيقاف عن خوض لقاء بلجيكا، والمتألق في هذا المونديال، وصاحب هدف الفوز على نيجيريا في دور المجموعات 3-2.
كما ينتظر أن يدفع سابيلا بمهاجم مانشستر سيتي، سيرخيو أوغويرو، بعد تعافيه تماماً من الإصابة بشدٍّ عضلي، والتي غاب على إثرها عن مواجهة دور الثمانية.
أما هولندا المتميزة بقوة هجماتها المرتدة وسرعة لاعبيها، فتبدو المنافس الأجدر بإزاحة الأرجنتين، رغم فشلها في هز شباك كوستاريكا في دور الـ8، واضطرارها للجوء إلى ركلات الترجيح واعتماد مدربها المحنّك لويس فان غال، على الحرب النفسية بتبديل حارسه الأساسي ياسبر سيليسين ونزول المخضرم تيم كرول في اللحظات الأخيرة للتصدي لضربات الجزاء، لينجح في مخططه ويتصدى حارسه البديل لركلتي جزاء منحت فريقه بطاقة العبور إلى المربع الذهبي.
وقال تيم كرول حارس نيوكاسل الإنكليزي إن مدربه خصص له وقتاً طويلاً للتدرب ولدراسة طريقة تسديد لاعبي كوستاريكا لركلات الترجيح، لينجح في هزيمتهم نفسياً أثناء تسديدهم للكرات بالصراخ في وجوههم والتأكيد على أنه سيتصدى لكراتهم، معترفاً في نفس الوقت بأنه بدأ في دراسة وتحليل أفضل مسددي ركلات الترجيح لمنتخب الأرجنتين.
وإلى جانب تماسكه الدفاعي وامتلاكه حراس مرمى من الطراز الرفيع، يمتاز منتخب الطواحين بقوة هجومه المتمثل في روبن وفان بيرسي، صاحب الهدف الطائر في مرمى إسبانيا بدور المجموعات والذي سجل ثلاثة أهداف، وويسلي شنايدر صاحب هدف التعادل الثمين أمام المكسيك في دور الـ16.
قد يغيب عن صفوف هولندا المدافع رون فلار الذي لم يكمل مران أول من أمس مع الفريق لمشاكل في الركبة، لينضم إلى ليروي فير ونيغل دي يونغ اللذين يعانيان من مشاكل بدنية.
وسيواجه الفائز في مباراة اليوم الماكينات الألمانية التي حققت فوزاً كبيراً على السيليساو بسباعية لهدف، في المباراة النهائية التي ستقام الأحد المقبل على ملعب ماراكانا في ريو دي جينيرو.