المرصد
هنادي عيسى
شكّل باسم فغالي ظاهرة استثنائية بعد فوزه بالميدالية الذهبية في برنامج «استديو الفن»، فكانت موهبته حينذاك لامعه جدّاً، ما دفع بالمخرج سيمون أسمر أن يتبنّاه عبر عقد طويل الأمد فتح أمامه أبواب الشهرة على مصراعيها. وكانت إطلالته التلفزيونية في برامج «lbci» كلّها تحظى بمشاهدة عالية نظراً إلى قدرة فغالي على تقليد معظم الفنانات اللبنانيات والعرب وحتى العالميات.
إلّا أنّ الشخصية الفنية الأبرز التي كان يملك فغالي مفاتيحها، كانت الفنانة الراحلة صباح، وهي التي دعمته وقدّمت له مجموعة من ملابسها ليطلّ عبر الشاشة ويقلّدها بإتقان. إضافة إلى السيدة فيروز التي برع في تقمّص شخصيتها، ناهيك عن شريفة فاضل ونجوى كرم وإليسا وهيفاء وهبي وميريام فارس، وصولاً إلى شاكيرا وبيونسيه.
وبعد تحقيقه انتشاراً واسعاً في أنحاء العالم كافة عبر الجولات التي كان يقوم بها بفضل المخرج سيمون أسمر، وقع خلاف حادّ بين الطرفين، أدّى إلى فسخ العقد. ثمّ غاب فغالي عن شاشة «lbc»، وانتقل ليقدّم عروضه على «الجديد» و«mtb»، لكن هذه العروض مُنيت بالفشل، خصوصاً عندما قدّم شخصية مايا دياب بطريقة سيئة جدّاً، جعلت دياب ترفع بحقه دعوى قضائية، إذ اعتبرت أنّ ما أقدم عليه فغالي يُعدّ قدحاً وذمّاً. وفي تلك الفترة، بدت نصوص فغالي ضعيفة جدّاً، ولم تعد كوميدية، وصارت غير مترابطة وفيها الكثير من الابتذال.
وكان ظهور فغالي في حفل «موركس دور» السنة الماضية ضربة قاضية له، إذ أساء للشحرورة بعد وفاتها بفترة قصيرة، نظراً إلى الكلام الجارح الذي قاله بحقها، ما استدعى إصدار بيان استنكاريّ من عائلة صباح عمّا صدر من فغالي. وبعد هذه الاستنكارات الحادّة، غاب باسم فغالي عن الساحة، وحلّت مكانه ظاهرات أخرى مثل ميريام كلينك وشقيقاتها. وأمام هذا الواقع، أحبّ فغالي أن يعود، إنما هذه المرة عبر شاشة «الجديد» من خلال برنامج «للنشر» مع الإعلامية ريما كركي، في فقرة من حلقة ماضية، علّه يعيد بريقه. لكنه بدا ضعيفاً جداً، ونصّه فوضوي، ولم يستطع أن يقدّم أيّ شخصية بإتقان، رغم الأكسسوارات التي حملها معه إلى الاستديو. وتبيّن للمشاهدين أن الفقرة أُعدّت على عجل، وأنّ فغالي فقد حِرفيته في إعداد نصّ متكامل، ما يدلّ على أنه كان ظاهرة وانتهى مفعولها، ونحن على موعد مع ظواهر أخرى في السنوات المقبلة.