صحافة عبريّة
كتب بن كسبيت في صحيفة «معاريف» العبرية: 23 شباط، سيكون يوماً مصيرياً لـ«الليكود»، للدولة، للديمقراطية «الإسرائيلية» كلها. فعشرات آلاف المنتسبين إلى «الليكود» سيتدفقون لصناديق الاقتراع التي ستنتشر في مواقع مختلفة في أرجاء البلاد، ليحسموا من يقود الحزب، وعلى ما يبدو أيضاً الدولة، في الانتخابات التالية بعد أكثر من ثلاث سنوات : بنيامين نتنياهو أو «بيبي». هذه ليست أسطورة اطفال ولا قصة مغرقة في الخيال. هذا سيحصل حقاً. وسيكون هذا احد أكثر السبل سخافة لإنفاق 4 ملايين «شيكل» من صندوق الدولة، ولكن أحداً لن ينبس ببنت شفة. لا في «الليكود»، حيث يسير الجميع على الخط مع الزعيم ويقفون بصمت متوتر، ولا في أجهزة سلطة القانون المختلفة، ولا في وسائل الإعلام التي حتى هي لم تعد ما كانت عليه ذات مرة.
في واقع الامر، نتنياهو لا يتنافس حتى ضدّ نفسه. فكي يحصل هذا ينبغي أن يتقرّر أن تكون بطاقتان: واحدة «مع» بيتي والثانية «ضدّ» بيبي . هكذا يتبع في استطلاعات الرأي العام وفي الانتخابات ذات المرشح الواحد. مع، أو ضد. أمر أولي. ولكن حتى هذا أخاف رئيس وزرائنا. فأن يقف أحد أمامه في الانتخابات التمهيدية، لا يكفي على ما يبدو. وبالتالي فقد قررت لجنة الانتخابات المركزية أن بطاقة واحدة ستكون «بنيامين نتنياهو»، والبطاقة الثانية لن تكون «ضدّ»، بل ببساطة بطاقة بيضاء. وما هي البطاقة البيضاء؟ البطاقة البيضاء هي عدم المشاركة. هذا ما يقرّر قانون الانتخابات للكنيست مثلاً. البطاقات البيضاء لا تحصى ولا تشارك. هذا يعدّ امتناعاً عن التصويت. ولكن ليس في «الليكود». هناك، البطاقة البيضاء هي على ما يرام. المهم لا يمكن لأحد أن يقول «ضدّ» الزعيم القائم. فهذا قد يتسبب له بعدم ارتياح. وبالتالي فإن أعضاء الحزب سيصوّتون مع «بيبي»، أو يمتنعون. وهذا يعني، أن لا أحد ضدّ «بيبي».
«ضدّ بيبي» كفر بالاساس. هذه مؤامرة خطيرة، هذا فعل لا يفعل في الديمقراطية الشمولية السليمة.
كم هو محزن أن نرى دير الصامتين في افضل الاحوال أو الطائعين بحسب يوفال شتاينتس في الحزب، ممن يطأطئون الرأس ببهجة ويقبلون الحكم. شتاينتس، على سبيل المثال، الذي هجم على أول مايكرفون يلقاه في طريقه كي يعلن تأييده الحماسي مبادرة تقديم موعد الانتخابات التمهيدية لأنه على حد قوله «الليكود كحزب حاكم يحتاج إلى الاستقرار وقدرة الحكم، ولا حاجة إلى هز الحزب كل سنتين ثلاث سنوات في انتخابات تمهيدية». نهاية الاقتباس. نعم، هو حقاً قال هذا، وكأن «الليكود» حزب يغيّر زعماءه مثل حزب «العمل».
أخي العزيز يوفال شتاينتس، منذ قيام «الليكود» لم يكن فيه سوى أربعة زعماء فقط: مناحم بيغن، إسحق شامير، بنيامين نتنياهو وآرييل شارون. أحدٌ من زعماء الليكود لم ينّحيه الحزب أو يخسر في الانتخابات التمهيدية. الاستقرار وقدرة الحكم، موجودان في «الليكود» منذ أُسّس. لا ضرورة لاتخاذ خطوات كورية شمالية كي يتحقق أخيراً الاستقرار المنشود للحزب. وانت مدعو لأن تهين ذكاءك بنفسك، ولكن لماذا تهين ذكاءنا أيضاً؟
الدكتاتوريات لا تقوم بين ليلة وضحاها. بشكل عام تكون هذه مسيرة زاحفة، تتقدم بسرعة متغيرة على مدى فترة إلى أن في مرحلة معينة، من دون اعلانات ومن دون طقوس، تصل إلى النضج. بعض منّا لا ينتبه، بعض آخر لن يولي أهمية، آخرون يعتقدون أن لا مفر وكثيرون سيكونون ببساطة لا مبالين. يخيّل لي أننا في ذروة مسيرة كهذه، ويحتمل جداً أن نكون قد اجتزنا نقطة اللاعودة. نحن في مرحلة حتى المظهر بات زائداً. المرحلة التالية انتخاب نتنياهو زعيماً لـ«الليكود» على مدى حياته، وبعد ذلك القول إنه يقرّر خليفته الابن يائير مثلاً . لا، نحن غير بعيدين عن هناك.
فلماذا يحتاج إلى انتخابات تمهيدية الآن؟ ففي هذه اللحظة لا نجد أحداً ناضجاً للتنافس ضدّه. في الديمقراطية السليمة، تعطى فرصة للعملية الديمقراطية. نير بركات ينتسب لـ«الليكود»، جدعون ساعر يسخن على الخطوط؟ موشيه بوغي يعالون يبدو كإمكانية كامنة لا بأس بها؟ محظور السماح لهذا أن يحصل. نحن نجتمع الآن وننتخب الزعيم طالما لا منافسين أمامه. وبعد ذلك نشهّر بالأحزاب التي لا ديمقراطية فيها، مقابل الديمقراطية الفاعلة والحيوية في «الليكود». المهم أن يكون ممكناً إنفاق 4 ملايين «شيكل»، تجنيد الاموال، إقامة قيادة انتخابات، القيام بحملة، وكل هذا من دون منافس ومن دون معركة، كي يكون ممكناً توزيع الاموال على المقرّبين وتبطين من يقدّمون الخدمات للعائلة بالمجان على مدى السنة.
حزب الله صار حليفاً استراتيجياً لروسيا
ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن قادة من حزب الله اللبناني يقاتلون إلى جانب النظام السوري اعترفوا في لقاء أجروه مع موقع «ديلي بيست» الأميركي في الضاحية الجنوبية في بيروت، أن روسيا تزوّدهم بصواريخ موجّهة باللايزر وصواريخ بعيدة المدى، من دون شروط أو التزامات مسبقة.
وقال مراسل الصحيفة روعي كايس إن هذا الدعم يأتي على خلفية اعتبار الروس حزب الله حليفاً لهم إلى جانب سورية وإيران، ويسمحون للحزب باستخدام السلاح في أيّ اتجاه يريده، بما في ذلك ضدّ «إسرائيل»، لأن الحزب اليوم يعتبر حليفاً استراتيجياً للروس في الشرق الأوسط.
وقال أحد القادة للموقع الأميركي إن الضربات الروسية في سورية غيّرت طبيعة المواجهة العسكرية هناك، «وصار الوضع يعمل لصالحنا بفعل الطيران الروسي، فالروس يعتمدون علينا في المعلومات الاستخبارية، واختيار أماكن القصف، ومن دون الدعم الجوي الروسي لم يكن بالإمكان لحزب الله التقدم في القتال داخل سورية».
وأضاف: «الروس لا يمكنهم منحنا الغطاء الجوّي من دون تزويدهم من طرفنا بالمعلومات الأمنية على الأرض»، كاشفا أن الجيش الروسي وضع قوات خاصة في منطقة اللاذقية، خصوصاً حول المطار الذي ترابط فيه الطائرات الروسية.
من جهته، قال قائد عسكري آخر في حزب الله إن الروس صاروا يعتمدون على مقاتلي الحزب أكثر من الجيش السوري، خصوصاً في تأمين المواقع التي توجد فيها الأسلحة والذخيرة الخاصة بالجيش الروسي في سورية.
وفي مقال آخر، نفى الخبير العسكري «الإسرائيلي» وثيق الصلة بالقيادة العسكرية رون بن يشاي أن يكون الروس زوّدوا حزب الله بتلك الصواريخ، كاشفاً عن زيارة عسكرية قام بها وفد عسكري روسي قبل ثلاثة أسابيع إلى «إسرائيل»، والتقى قادة عسكريين على رأسهم نائب رئيس الأركان يائير غولان.
وقدّر بن يشاي أن المعلومات التي كشف عنها حزب الله تأتي بغرض الإيقاع بين روسيا و«إسرائيل»، في ضوء الاتفاق الروسي ـ «الإسرائيلي» بعدم المسّ بمصالحهما، عشية بدء التدخل الروسي في سورية في أيلول الماضي، والقيام بعملية تنسيق ميداني للعمليات العسكرية لمنع احتكاك قواتهما.