بعد دخولهم البرلمان ورداً على من قال بأنّ مدّعي السلفية لم يكفروا أحداً…

د. رفعت سيد أحمد

أسوأ ما في دعاة السلفية بعد انتخابات 2016، ومن يدافع عنهم، هذا الغرور والاستعلاء على خلق الله رغم جهلهم الشديد، والابتعاد كلية عن قضايا الأمة الحقيقية مثل قضية فلسطين والمقاومة، وإشغال الناس بفقه التوافه من الأمور وتأليه الحكام والعمل مع أجهزة الأمن.

السلفيون اليوم اختطفوا مفهوم السلفية وصادروه، والصواب أنهم وهابية وليسوا سلفية

نار الفتنة والعنف والتكفير كامنة تحت دعوة السلفية المتشدّدة، ومن الخطر التساهل معهم أو استخدامهم سياسياً لمكايدة «الإخوان» والقوى السياسية، لأنهم سينقلبون على الجميع كما فعلوا مع السادات!!

بعد هزيمة التيار السلفي بقيادة حزب النور في انتخابات 2016 البرلمانية، ظهر على السطح مجدّداً بعض السلفيين وبعض المدافعين عنهم من مثقفي مصر يبرّئون هذا التيار من فتاوى التكفير للآخر الديني او الآخر السياسي… في هذا المقال نعيد التذكير بما سبق وكتبناه قبل شهور عن نماذج من فتاوى هذا التيار التكفيرية لكلّ مذاهب الأمة، وكيف انّ التكفير هو البداية للقتل المنظم طالما لم يرفض او يعتذر أصحاب هذة الفتاوى عن فتاويهم حتى الآن وكأنهم لا يزالون يعتبرونها دستورهم الحقيقي مهما ادّعوا كذباً انهم ضدّ التكفير…

وهذه نماذج من فتاوى دواعش مصر في تكفير الشيعة، فانتبهوا يا أولي الالباب ويا أصحاب القرار في بلادنا.

في العدد 7 ص 10 المجلد 16 مجلة «التوحيد»، وتحت عنوان «الشيعة» بقلم: محمد علي عبد الرحيم، الرئيس العام لجمعية أنصار السنة، جاء فيه:

– الشيعة كفرة – وإذا كان بعض السذج من المسلمين يعتقدون أنهم من المسلمين بحجة أنهم يقولون لا إله إلا الله فقد صدق فيهم قوله تعالى: «وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون». فهم ينطقون بالشهادة ولا يعملون بمقتضاها.

وفي العدد 6 ص 6 المجلد 22 من مجلة «التوحيد»، وتحت عنوان «عودة الشيعة» بقلم صفوت الشوادفي، جاء فيه:

– الشيعة أكثر فرق الأمة الضالة ضلالاً وكفراً.

وفي العدد 4 ص 2 المجلد 29 من مجلة «التوحيد»، وتحت عنوان «آل البيت بين الهوى والإنصاف» بقلم: محمد صفوت نور الدين، جاء فيه:

– دين الشيعة مبنيّ على عبادة القبور والشرك الصريح بالله ربّ العالمين، والمُطالع لكتبهم في القديم والحديث يعلم أنهم «عباد أوثان»… وهم صيغة اليهود… وتاريخهم ملوث بالدماء.

– ويقول ياسر برهامي: «الخلاف في تكفير شيعة إيران والعراق خلاف شائع بين أهل السنة، فهم يقفون على حرف ومن العلماء من يكفرهم، والراجح أنّ كفرهم كفر نوع وليس كفر عين» كتاب» شرح منة الرحمن في نصيحة الإخوان» ص360

تكفير الأشاعرة:

في العدد 10 ص 66 المجلد 31 من مجلة «التوحيد» وتحت عنوان «صفة الرؤية الحلقة الثالثة» بقلم: أسامه سليمان، جاء فيه:

– يعتبر الأشاعرة إحدى الفرق الملحدة والمخالفة لأهل السنة في توحيد المعرفة والإثبات.

وفي العدد 4 ص26 المجلد 18 من مجلة «التوحيد» وتحت عنوان «التعريف بالبدعة وأشهر أحكام المبتدعين» بقلم: محمد عبد الحكيم القاضي، جاء فيه:

– أعتبر الأشاعرة من الطوائف المبتدعة وأنّ جماعة من السلف قاموا بتكفيرهم.

وفي العدد 4 ص 20 المجلد 33، وتحت عنوان: «القول السديد في الردّ على من أنكر تقسيم التوحيد الحلقة الاخيرة» بقلم: عبدالرازق عبد المحسن البدر، جاء فيه:

– المتكلمون أمثال الشهرستاني والبيجوري يهملون توحيد الألوهية، فهذا النوع من التوحيد لا ذكر له عندهم البتة. ثم قال: «ومن المعلوم أنّ المشركين لو أقرّوا بذلك كله – أيّ ما يقرّه علماء الكلام والأشاعرة – لم يخرجوا من الشرك الذي وصفهم الله به في القرآن وقاتلهم عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يأتوا بتوحيد الألوهية».

ويقول أبو إسحاق الحويني: «عقيدة الأشاعرة أقبح من عقيدة النصارى» سلسلة البدعة وأثرها في محنة المسلمين .

تكفير المعتزلة

في العدد 2،1 ص 40 المجلد 4 وفي مقال لمؤسس جماعة أنصار السنة المحمدية محمد حامد الفقي بعنوان «الهوى يهوي بصاحبه إلى أتعس عاقبة» يقول فيه: «من يقول إنّ القرآن مخلوق فهو ملحد وزنديق» وكما هو معروف هذا قول المعتزلة.

تكفير الصوفية

في العدد 9 ص 29 المجلد 2 «وحدة الأديان عند الصوفية» لعبد الرحمن الوكيل، جاء فيه:

– إله الصوفية هو عين الصنم في الجاهلية والعجل في السامرية».

– «إنّ كبار الصوفية يكفرون بالبعث وبالجزاء لأنهم يكفرون بالألوهية والربوبية».

– وفي العدد 7 ص 22 المجلد 20 وتحت عنوان «أولياء الله وأولياء الشيطان» بقلم: بدوي محمد خير، جاء فيه:

– دين المتصوفة – حمل كلّ وثنيات الأمم السابقة بدءاً من البوذية ومروراً بالأغريقية وانتهاء بفكر الشيعة والباطنية، وضمّ بين جنباته عقائد اليهود والنصارى وشركيات الجاهلية العربية الأولى، وكانت مصر رائدة في ذلك حين احتضنت دعوة الشيعة.

– وفي العدد 5 ص 26 المجلد 29 وتحت عنوان «الفتاوى» بقلم: لجنة الفتوى بالمركز العام لجمعية أنصار السنة التي تمثل رأس الحربة الخاطف لمفهوم «السلفية في مصر» جاء فيه: زيارة الأضرحة وقراءة الفاتحة والتبرك بآل البيت هو عين الشرك.

ويقول ياسر برهامي بكفر «ابن عطاء الله السكندري وأبا الحسن الشاذلي وإبراهيم الدسوقي» كتاب شرح منة الرحمن في نصيحة الإخوان ص34.

– ويصف محمد حسان ضريح السيد البدوي «بالصنم انظر منتديات روض الرياحين 4/9/2008.

علاوة على تكفير علماء الأزهر الشريف العدد 7 ص 22 المجلد 25، تكفير وزارة الأوقاف المصرية العدد 8 ص 16 المجلد 16، تكفير جامعة الأزهر العدد 3 ص 20 المجلد 7، تكفير وزارة الثقافة المصرية العدد 3 ص 6 المجلد 29، تكفير العلامة يوسف الدجوي العدد1 43 المجلد 16، وتكفير الشيخ أحمد حسن الباقوري العدد 11 ص44 المجلد 8، وتكفير الإمام عبد الحليم محمود العدد 9،8 ص58 المجلد3. ناهيك عن تكفير نجيب محفوظ العدد 2 ص 8 المجلد 21، وتكفير طه حسين العدد 3 ص 6 المجلد 29، وتكفير الموسيقار محمد عبد الوهاب ومحمد الكحلاوي العدد 6 ص 42 المجلد 20، تكفير جمال الغيطاني العدد 2 ص8 المجلد 21، تكفير محمد حسين هيكل العدد 7 ص 27 المجلد 23، تخوين سعد زغلول العدد 3 ص 6 المجلد 23 وغير ذلك كثير.

فهل بعد هذا وذاك المنقول من مصادر السلفية الوهابية المصرية، يقول بعض المنتسبين إلى السلفية الوهابية المصرية من أمثال حزب النور: لا يوجد نص مكتوب أو منطوق بأنّ السلفية المصرية تكفر الشيعة والأشاعرة والمعتزلة وغيرهم، وأنه لا يؤيد هذا الاتهام أيّ دليل في الدنيا! اننا ندعو ياسر برهامي وأعضاء حزب النور الذين دخلوا برلمان 2016 ان يعيدوا نقد أنفسهم، وان يمتلكوا شجاعة نقد الذات والاعتذار علناً عن فتاويهم التكفيرية، وان يبادروا بحذفها من مناهجهم ومنابرهم واعلامهم… لماذا لأنها ببساطة شديدة تمثل اليوم المرجعية الفكرية والدينية لـ«داعش» وأخواتها في مصر والعراق وسورية… فهل يفعلون ذلك وهل يمتلكون فعلاً شجاعة الاعتذار؟ أم انهم لا يجرأون ويمارسون علينا أسلوب التقية الذي يلومون الآخرين على استخدامه؟

E mail : yafafr hotmail. com

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى