كوريا الجنوبية تصد طائرة شمالية حاولت اختراق أجوائها
دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الكوري الجنوبي يون بيونغ سي إلى ضبط النفس والامتناع عن خطوات قد تؤدي إلى تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
وأفادت وزارة الخارجية الروسية بأن الوزير الروسي أعرب عن القلق الكبير من إعلان بيونغ يانغ عن إجراء اختبار لقنبلة هيدروجينية، وذلك في اتصال هاتفي مع وزير خارجية كوريا الجنوبية جرى بطلب من سيول.
وأشار بيان صادر عن الخارجية الروسية إلى أن لافروف أكد خلال المكالمة أهمية استئناف الحوار الرامي إلى البحث عن سبل لتسوية الأزمة الحالية سياسياً ودبلوماسياً بأسرع وقت.
من جهة أخرى، أفادت الخارجية الروسية بأن لافروف ناقش الوضع الأمني في شمال شرق آسيا مع نظيره الياباني فوميو كيشيدا على خلفية التجربة النووية الكورية الشمالية الأخيرة، مضيفة أن الوزيرين بحثا أيضاً أهم مسائل العلاقات الروسية اليابانية.
وفي السياق، دعت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك كون هيه المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات قاسية رداً على التجربة النووية الأخيرة في كوريا الشمالية.
وذكرت بارك في الخطاب للأمة أمس أن التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية مؤخرا، تعد استفزازاً صارخاً للأمن الكوري الجنوبي، وأيضاً تهديداً خطيراً لبقاء الشعب ومستقبله.
وأكدت أن التجربة الكورية الشمالية تعتبر تحدياً غير مقبول يهدد السلام والأمن في منطقة شمال شرق آسيا، وأيضاً في العالم بكامله، مشيرة إلى أن هذه التجربة قد تؤدي إلى تغييرات مهمة في الأمن لشبه الجزيرة الكورية وشمال شرق آسيا، ومن الممكن أن تغير طبيعة القضية النووية الكورية الشمالية بشكل جذري.
وقالت الرئيسة بارك إن ردود الفعل الدولية على التجربة النووية الكورية الشمالية الأخيرة ينبغي أن تختلف عن ما كانت عليه في الماضي، وتعهدت ببذل الجهود الدبلوماسية ليتبنى مجلس الأمن الدولي قراراً يفرض عقوبات قوية على بيونغ يانغ.
من جهته، وافق مجلس النواب الأميركي بالإجماع تقريباً، على تشريع من شأنه توسيع العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية.
وصوت لصالح الإجراء 418 نائباً مقابل اعتراض نائبين اثنين، وحظي بتأييد ساحق من الجمهوريين والديمقراطيين. وقدم مشروع القانون في أوائل 2015، لكنه لم يطرح للتصويت إلا بعد إعلان بيونغ يانغ مؤخراً أنها أجرت تجربة لقنبلة هيدروجينية.
يذكر أن حكومة كوريا الشمالية قد أعلنت أول من أمس أن إجراء التجربة الناجحة للقنبلة الهيدروجينية سمح بتزويد القوات المسلحة للبلاد برؤوس نووية خاصة للصواريخ الباليستية.
الى ذلك، ذكر متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن طائرة كورية شمالية مسيرة من دون طيار حاولت اختراق الأجواء الكورية الجنوبية أمس، مشيراً إلى أن جنود بلاده أطلقوا عيارات تحذيرية على ما اشتبهوا بأنه طائرة كورية شمالية عبرت الحدود.
وذكر المتحدث أن الطائرة دخلت الأجواء الجنوبية بعمق «عشرات الأمتار»، موضحاً أن الحادث وقع بالقرب من مركز عسكري للمراقبة في جبل دورا على بعد نحو خمسين كيلومتراً شمال سيول.
كما أكد أن جنود بلاده حذروا الجانب الشمالي عبر مكبرات الصوت قبل إطلاق النار، مشيراً إلى أن الطائرة عادت أدراجها شمالاً عبر الشريط الحدودي في منطقة الفصل بين البلدين.
وفي هذا الصدد، ذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» أن الجنوب أطلق نحو عشرين عياراً من رشاش ثقيل باتجاه الطائرة الشمالية لإجبارها على الابتعاد.
وتشهد العلاقات بين الكوريتين توتراً غير مسبوق، على خلفية إعلان بيونغ يانغ مؤخراً اختبار قنبلة هيدروجينية، بعد الإعلان قبل ذلك عن إطلاق ناجح لقمر اصطناعي شمال بلغ مداره، فيما أشار المراقبون إلى أن إطلاق القمر الاصطناعي ليس إلا خطوة في إطار برنامج بيونغ يانغ النووي والصاروخي المحاط بالسرية والتكهنات.