باسم ياخور: الدراما تبتسم لعودة كاريس بشّار عابد فهد: نصّ ممدوح حمادة استثنائيّ
دمشق ـ آمنة ملحم
لن تبدأ شارة مسلسل «أهل الغرام 3» بعبارة: «للمخرج…»، تلك العبارة التي لطالما أثارت حنق المشاركين بعمل دراميّ يقرّر مخرجه امتلاكه عبر تذييل الشارة بها، معتزّاً بنفسه، متناسياً أن الدراما السورية كان وما زال من أهمّ مقوّمات نجاحها وانتشارها، اتقانها فنّ الصنعة الجماعية. فلا نجاح لفرد في عمل دراميّ، إنما التفوّق دائماً من نصيب الفريق الكامل، من دون أن تسجل بطولة مطلقة للاعب دون آخر.
استطاع مسلسل «أهل الغرام» الخروج من تلك الدوامة، عبر لمّ شمل عدد من ألمع أسماء المخرجين السوريين بِشارة واحدة، وهم: حاتم علي، الليث حجو، والمثنّى صبح. هذه الظاهرة التي لطالما طمح إليها صنّاع الدراما السورية سابقاً، إلا أنّها لم تتحقّق، ليكون الغرام مفتاح الوصول إليها، وخيبة العشق لست قصص حبّ واقعية، الحضن الجامع لها.
وليس تعدّد المخرجين الإنجاز الأوحد لـ«أهل الغرام»، إنما خروجه من دائرة الدراما المشتركة التي فرضها صنّاع الدراما السورية على أنفسهم منذ بداية الأحداث الدامية في سورية، بمجرد تصوير عمل خارج حدود البلاد. الأمر الذي استبعده «أهل الغرام»، معتمداً على أكبر عدد من النجوم والفنانين السوريين أبطالاً لخماسياته، محافظاً بذلك على هوية العمل السورية. هذا العمل الذي حُفر بجزئَيه السابقَين 2006 و2008 في ذاكرة الجمهور، مشكّلاً حينذاك ظاهرة لعمل جديد يحمل خيبة الحبّ نهايةً لحكاياته، بعيداً عن نهاية سندريلا والأمير التي اعتداها الاطفال منذ نعومة أظافرهم. وبقيت الدراما الغرامية تسير على خطاها إلى زمن بعيد، ذلك رغم أن حكايات الغرام والحب وحدها قد تبيح التشاركية من دون مبرّرات درامية تحتّم على صناع العمل تقديمها.
كما نجح العمل، الذي من المخطط عرضه خارج إطار موسم رمضان المعتاد، في اقتناص «حدوتات» لكتّاب سوريين لطالما كان النجاح حليفاً لأعمالهم، ومنهم نجيب نصير، إياد أبو الشامات وريم حنا. وحمل العمل مفاجأة سيتلقاها الجمهور مع العرض، بمهر اسم كاتب الكوميديا ممدوح حمادة الذي لا مكان سوى للابتسامة أمام نَفَسه الساخر من الواقع، بجدّية تلامس الروح، على إحدى خماسياته والتي أكد بطلها الفنان عابد فهد استثنائية نصّها، ما يدفع الممثل إلى بذل جهود جبارة والاستمتاع بالأداء في تحدّ يحبّذه كلّ فنان. وبذلك، اصطاد العمل عنصر جذب يزيد من ألقه لمعاناً.
إذاً، نحن على موعد مع عمل يحتضن ستة مسلسلات قصيرة يجمعها الغرام، استطاع صنّاعها إعادة ترميم البيت الدرامي السوري ولمّ شمل نجوم لم يجتمعوا معاً في عمل واحد منذ سنوات الأزمة السورية. ما حفّز الأبطال على المزيد من المنافسة، وزاد من سعادتهم بالمشاركة في العمل.
ويشير الممثل المتألق باسم ياخور إلى أن الدراما السورية تبتسم لعودة الفنانة كاريس بشار إليها في « شكراً على النسيان»، بعدما انقطعت لفترة طويلة عن الاعمال السورية نتيجة الظروف التي مرّت بها البلاد. كما شكّل «أهل الغرام» عودة للفنانة كندة علوش التي غابت عن دراما بلدها منذ بداية الأحداث السورية لتقف بطلة في إحدى خماسياته أمام الفنان جمال سليمان. مشدّدة على سعادتها بالعمل مع المخرج حاتم علي والكاتب والممثل إياد أبو الشامات، وأسرة «أهل الغرام» قاطبة ومنتجيه.
وقد يحمل العمل في خماسياته مواضيع مكرّرة، إلا أن صنّاعه يعدون بالاختلاف عبر المعالجة الدرامية. وبينما تجتمع الخماسيات حول الغرام والرومنسية، تتطرّق إحداها ـ «طبيب جراح» مع المخرج حاتم علي ـ إلى الأزمة. إذ يلفت علي إلى أن أحداثها تجري في الزمن الحالي، منوّهاً بوجود تفاصيل حياتية تتعلق بالأزمة بشكل غير مباشر، من أجل الحفاظ على شرط الواقعية، وبها أسدل علي الستارة على العمل، فكانت آخر خماسياته تصويراً مع النجوم جمال سليمان وكندة علوش بالاشتراك مع الفنانين دارينا الجندي ورنا الأبيض وشادي مقرش وآخرين.
يضمّ العمل الذي تنتجه «سامه» و«O3» و«إيبلا» ـ إلى جانب «طبيب جرّاح» ـ خمس خماسيات هي: «بعدك حبيبي»: من تأليف نجيب نصير، وإخراج المثنى صبح، وبطولة بسام كوسا، مرح جبر، محمد خير الجرّاح، نجاح سفكوني، لينا حوارنة، اسماعيل مدّاح، محمود نصر، نجلاء الخمري، وغيرهم.
«مطر أيلول»: من تأليف إياد أبو الشامات، وإخراج حاتم علي، وبطولة مكسيم خليل، ندين تحسين بك، دانا مارديني، عبد الهادي الصبّاغ، ضحى الدبس، خالد القيش وغيرهم.
«شكراً على النسيان»: من تأليف إياد أبو الشامات، وإخراج الليث حجّو، وبطولة باسم ياخور، كاريس بشّار، جيني إسبر، محمد حداقي، علاء الزعبي، ربى الحلبي، حسن عويتي، جرجس جبارة وغيرهم.
«امرأة كالقمر»: من تأليف ريم حنّا، وإخراج المثنى صبح، وبطولة سلافة معمار، قيس الشيخ نجيب، ديما الجندي، فادي صبيح، رافي وهبي، مرام علي، وغيرهم.
«يا جارة الوادي»: من تأليف ممدوح حمادة، وإخراج الليث حجّو، وبطولة عابد فهد، أمل بوشوشة، أيمن رضا، عبد المنعم العمايري، حسين عباس، روزينا لاذقاني، غادة بشّور، وغيرهم.