شركات أميركية متورّطة في ترويج دعاية تنظيم «داعش»

نشرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية تقريراً حول الاتهامات الموجهة لشركات أميركية بدعم نشاطات تنظيم «داعش» على شبكة الإنترنت، وبسبب تصرفها بطريقة سلبية وصلت إلى حد التواطؤ معه.

وقالت الصحيفة إن تنظيم «داعش» يستفيد من التواطؤ السلبي لشركات غربية في دعم نشاطات الدعاية والاستقطاب على الشبكة العنكبوتية، حيث أظهرت هذه الشركات عدم رغبتها في التعاون من أجل كشف المعطيات التي تتعلق بنشاطات التنظيم على مواقعها الإلكترونية.

واعتبرت الصحيفة أن تراجع تنظيم «داعش» في مناطق شاسعة في العراق وسورية تحت تأثير الضربات الجوّية للتحالف الدولي لم يؤثر على قدرات آلته الإعلامية، حيث تواصلت نشاطات الاستقطاب والدعاية للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، مستفيداً من تخاذل شركات أميركية.

وذكرت الصحيفة أن تحقيقات هيئة الأركان العسكرية الفرنسية أثبتت تورط شركات أميركية في توفير الدعم اللوجيستي لنشاطات تنظيم «داعش» على شبكة الإنترنت، من خلال التخاذل في تعقب المعطيات الرقمية للتنظيم.

وأضافت الصحيفة أن إحدى الوثائق التي أصدرتها خلية الدفاع الرقمي في هيئة الأركان الفرنسية أشارت إلى وجود شكوك قوية حول تورّط الدولة التي تقود عمليات التحالف الدولي ضد مواقع تنظيم «داعش» في العراق وسورية، في توفير الدعم الرقمي لنشاطات التنظيم على الشبكة العنكبوتية.

وقد اعتبرت خلية الدفاع الرقمي الفرنسية أن تواطؤ الشركات الرقمية الأميركية أمام انتشار الدعوات المحرضة على العنف، يمثل محاولة لتدمير النموذج الاجتماعي للشعب الفرنسي.

وذكرت الصحيفة أن تنظيم «داعش» يعتمد على الخدمات الرقمية التي توفرها الشركتان الأميركيتان «أرشيف أورغ» و«كلاود فلاير»، لحفظ فيديوات الدعاية والقتل التي يقوم بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث توفر شركة «أرشيف أورغ» موارد متعددة الوسائط يستغلها التنظيم لنشر الفيديوات، وكذلك مجلتَي «دابق» و«دار الإسلام».

وأضافت الصحيفة أن شركة «كلاود فلاير» توفر خدمات تساهم في حماية المعطيات الرقمية للمنظمات الجهادية على مواقع الإنترنت، وهو ما يمثل عائقاً ضدّ العمليات التي تقودها الوحدات الأمنية الخاصة لتعقب نشاطات تنظيم «داعش» على الشبكة العنكبوتية.

وذكرت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين في وكالة الأمن القومي ومكتب التحقيقات الفيدرالي اجتمعوا يوم الجمعة الماضي بممثلين عن شركات «فايسبوك» و«توتير» و«يوتيوب» و«غوغل»، للتعاون في التصدّي لدعوات التطرّف على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضافت الصحيفة أن الممثلين عن أبرز شركات التواصل الاجتماعي أبدوا تحفظهم على بعض النقاط التي تتعلق بكشف المعطيات الشخصية، إلا أنهم أكدوا استعدادهم للتعاون مع أجهزة الاستخبارات الأميركية لمواجهة نشاطات المنظمات الجهادية المتطرّفة.

وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة الأميركية بدأت تدرك أن العمليات العسكرية لا يمكنها أن تؤدي وحدها إلى إرباك تنظيم «داعش»، وهو ما دفعها إلى الضغط على شركات التواصل الاجتماعي لكشف المعطيات التي تملكها حول نشاطات التنظيم، والتصدّي لحملة الدعاية التي يعتمد عليها في الترويج للفكر المتطرّف واستقطاب عناصر جديدة في صفوفه.

وذكرت الصحيفة أن مختصّين في المنظمات الجهادية أكدوا أن الحرب الإلكترونية ضدّ تنظيم «داعش» ستكون صعبة ومكلفة، إلا أن خلية الدفاع الرقمي في هيئة الأركان الفرنسية تعمل على التنسيق مع مكاتب شركات «توتير» و«فايسبوك» في فرنسا، لتعقب حسابات الجهاديين على مواقع التواصل الاجتماعي وإلغاء المنشورات المحرّضة على العنف.

وأضافت الصحيفة أن مجهودات الأجهزة الأمنية الفرنسية تواجه عدة عقبات، خاصة أن شركات أميركية مثل «كلاود فلاير» و«أرشيف أورغ»، رفضت التعاون مع خلية الدفاع الرقمي، وهو ما دفع بالسلطات الفرنسية لتقديم نتائج التحقيقات للرئيس الأميركي باراك أوباما بهدف الضغط على هذه الشركات.

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تواجه بدورها إشكاليات قانونية في الحرب الإلكترونية ضدّ مصالح تنظيم «داعش» على شبكة الإنترنت، تتعلق بالإطار القانوني الذي يلزم هذه الشركات بحماية المعطيات الشخصية للأفراد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى