لقاء الأحزاب: لتفعيل العمل الحكومي على أساس احترام القوانين وأصول «الطائف»
عقد لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية، اجتماعه الدوري اليوم الخميس في مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي، وناقش خلاله التطورات والمستجدات المحلية والعربية، وتوقّف على وجه الخصوص عند استمرار بعض الأفرقاء في قوى 14 آذار في تعطيل إصلاح الخلل الذي يُعيق التئام الحكومة بكل مكوّناتها الأساسية، وهو ما أدّى إلى مقاطعة وزراء التيار الوطني الحر وحزب الله اللذين أكّدا على تفعيل العمل الحكومي على أسُس واضحة تحترم آليات العمل الحكومي.
ورأى اللقاء في بيان أصدره عقب الاجتماع، أنّ «المطلوب اليوم هو تفعيل العمل الحكومي على أسُس وقواعد تحترم القوانين وأصول دستور الطائف، بما يؤدّي إلى تصدّي الحكومة لمسؤلياتها في متابعة واتّخاذ القرارات التي تهمّ مصالح وشؤون المواطنين وتؤمّن سير عمل مؤسسات الدولة الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية».
وسجّل اللقاء رفضه للحل الذي طُرح في موضوع تصدير النفايات المنزلية. وأكّد أنّ الأمر عدا عن أنّه يكلّف اللبنانيين المزيد من الأعباء، يشكّل تهرّباً من الحل الجذري لهذه الأزمة على أسُس تُعيد للبلديات دورها الأساسي في هذا الموضوع وإعطائها حقوقها المالية المستحقة، والتي تذهب إلى الشركات الخاصة الموكلة جمع وكنس ومعالجة النفايات، واليوم تصديرها. وتبيّن اليوم أنّه تحوم حول بعض مسؤوليها شبهات الفساد في تبييض الأموال، ما يؤكّد الارتجال في طريقة التعاقد مع هذه الشركة وهو الأمر الذي يستدعي إعادة نظر جذرية في أسلوب التعامل مع ملف النفايات على قاعدة ردّ الاعتبار لدور البلديات لإيجاد الحلول الملائمة التي تحافظ على البيئة وتجعل من النفايات مصدراً لتأمين فرص عمل وإنتاج السماد والغاز والكهرباء على غرار ما هو معمول به في دول العالم المتحضّرة.
عقدت الأحزاب الوطنية والقومية في البقاع اجتماعها الدوري في مقرّ التيار الوطني الحر في زحلة، حيث جرى التداول بشؤون وشجون محلية وإقليمية، وفي الختام صدر عن المجتمعين بيان استُهلّ «بتهنئة اللبنانيين بأعياد المجيدة آملين أن تحمل لوطننا وشعبنا الأمن والأمان، وتبشّر بمزيد من ا نتصارات على الإرهاب ومشغّليه وداعميه والذي بدأنا نتلمّس طلائعه في سوريا على يد الجيش العربي السوري والمقاومة».
ورأى المجتمعون، «أنّ أزمة النفايات هي أقبح روائح النظام السياسي التحاصصي الذي باتَ اجتثاثه قضية وطنية مركزية وهدفاً سامياً للمؤمنين بوحدة لبنان وتطوّره، إذ مناص أمام القوى الحية سوى كسر هذا النظام المقفل على الأزمات والسمسرات بصيغة خلاصية ترتكز إلى قانون انتخابي يقوم على النسبية بعدما وصلنا إلى كل مزايا الدولة الفاشلة المتهالكة».
ودان المجتمعون بشدّة، «قرار مومياءات الخارجية العرب توصيف وتصنيف حزب الله اللبناني المقاوم بالإرهاب «.
متسائلين، «هل إبادة الشعب اليمني حفلة ترفيه ونشاط سلمي حضاري!؟؟ وهل المقتلة اليومية لشعبنا الفلسطيني المقاوم على يد الصهاينة أمر عابر!؟؟ وهل الكوريدور التركي الذي تتقاطر عبره جحافل القتلة والإرهابيين بتمويل عربي إلى سوريا لممارسة فنون القتل والإجرام مجرّد رحلة سياحية؟».
وبناءً عليه رأى المجتمعون، «بقرارات مومياءات الخارجية العرب الخرقاء العمياء مجرّد مشهدية مملّة في مسرحية هزلية جعلت من العرب أضحوكة الأمم».
منوّهين، «بالموقف الشجاع والوطني لوزير الخارجية جبران باسيل الذي عبّر عن حقيقة الوجدان اللبناني واعتزازه بمقاومته النبيلة».
ولفتَ المجتمعون إلى أنّ «إدانة جريمة اغتيال الشيخ النمر النكراء ليست ردّة فعل فئوية أو جهوية أو تدخّّلاً بشؤون الدول الداخلية بقدر ما تندرج في سياق معركة حرية الرأي والتعبير دفاعاً عن الحقوق ومجابهة الظلم والقمع، والقرار اللا مسؤول للسعودية في هذه القضية إيغال بممارسة سياسة حافة الهاوية ا نتحارية ودفع المنطقة للتموضع على فوّهة بركان ستقضي على آخر ما تبقّى من وحدة العرب والمسلمين».
ودعا المجتمعون، «إلى التمسّك بأهداب العروبة الجامعة الدافعة عن أمّتنا كل أشكال التطيّف والتمذهب القاتلة والمدمرة لوحدتنا ونسيجنا ا جتماعي «.
وطالب المجتمعون الأمم المتحدة والمتباكين على حقوق الإنسان من العرب، «أن يسارعوا لإيجاد حل لمعضلة النازحين وثقلها الديموغرافي والأمني وا جتماعي على لبنان عبر نقلهم إلى المناطق اآمنة في سورية بد ً من الشعارات الخادعة والتآمر المفضوح في هذا الملف».
ودان المجتمعون «أنّ التحركات مدفوعة الأجر للمتضامنين مع مضايا باستغلال رخيص غرضه التماشي مع حملة التجييش المذهبي وتقاضي البد ت والأتعاب بأسلوب العبيد».
ونوَّه المجتمعون في ختام البيان، «بالجهود الجبارة التي تبذلها الأجهزة الأمنية اللبنانية لكشف الشبكات الإرهابية وتوفير شبكة أمان للشعب اللبناني، كما توجّهوا بالعزاء لقيادة قوى الأمن الداخلي وذوي الشهيد المغدور المؤهل زاهر عز الدين الذي قضى شهيداً على يد القتلة الإرهابيين، والذي تؤكّد دماؤه الزكية أنّ عرسال مخطوفة ومستباحة من العصابات الإرهابية».