تقرير

تناولت ثلاث من كبريات الصحف الأميركية موضوع إفراج إيران عن البحارة الأميركيين بعد أقل من 24 ساعة من احتجازهم، بلهجة خلت من أي انتقاد مباشر لإدارة الرئيس باراك أوباما على الطريقة التي انتهت بها العملية.

وكانت إيران أعلنت الأربعاء الماضي الإفراج عن طاقمَي زورقين حربيين أميركيين ـ وعددهم عشرة بحارة ـ بعد ساعات من احتجازهم بسبب توغّلهم بعمق كيلومترين في المياه الإقليمية الإيرانية.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية بنتاغون القول إن اعتذار قائد الطاقمين ـ كما بدا في تسجيل مصوّر بثّه التلفزيون الإيراني ـ ربما كان القصد منه نزع فتيل وضع كان يُنذر بالتفجر.

وثمة «قواعد ارتباط عسكرية» تنصح سجناء الحرب الأميركيين بعدم البوح لمعتقليهم بكثير من المعلومات بقدر الإمكان، بحسب الصحيفة. ولأن الولايات المتحدة وإيران ليستا في حالة حرب مع بعضهما، فإن هذه القواعد لا تنطبق في مثل هذه الحالة، كما يقول المسؤول.

وذكرت الصحيفة ـ التي ناصرت أوباما حتى اعتلى سدّة الحكم في البلاد ـ أن كبار المسؤولين الأميركيين تراجعوا عن تصريحاتهم السابقة التي أرجعوا فيها سبب الحادثة إلى عطل فنّي في أحد الزورقين.

أما الرواية البديلة فجاءت على لسان السيناتور الجمهوري جون ماكين الذي وصف بالسخف مقولة إن الاتفاق النووي الإيراني ساهم بطريقة أو بأخرى في عودة هؤلاء البحارة.

وقال إن اعتقال البحارة فيه انتهاك واضح للقانون الدولي ولتقاليد وأعراف بحرية دامت قروناً من الزمن.

وأضاف ماكين أن الرغبة الجامحة لهذه الإدارة في الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني الخطير مهما كلف الأمر لا تعرف حدوداً على ما يبدو.

واهتمت صحيفة «وول ستريت جورنال» بالتسجيلات المصوّرة التي بثّها التلفزيون الإيراني، حيث قالت إنها أظهرت أفعالاً «مريبة» لأفراد الحرس الثوري الإيراني. فقد ظهر عدد من البحّارة جاثمين على ركبهم وأيديهم مشبوكة فوق رؤوسهم.

وأوضحت أن معاهدات جنيف ـ التي تتعلق بحماية حقوق الإنسان الأساسية في حالة الحرب ـ تحظر عرض السجناء بقصد الإهانة أو لأغراض الدعاية.

ونسبت الصحيفة إلى بعض نواب الكونغرس ـ لم تكشف عن هوياتهم ـ وصفهم اعتقال البحارة واحتجازهم بـ«التصرّف غير المبرّر»، وانتقدوا البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية لإشادتها بإيران لإفراجها عنهم وحُسن معاملتهم.

ونبّهت «وول ستريت جورنال» إلى أن هذه الحادثة جاءت قبيل التنفيذ الرسمي للاتفاق النووي الذي يتضمّن ضمن بنود أخرى الإفراج عن أصول إيرانية بقيمة مئة مليار دولار تقريباً.

من جانبها، نشرت «لوس آنجلوس تايمز» مقالاً للكاتب علي غريب تحت عنوان «هل عبثت إيران بالولايات المتحدة؟»، جاء فيه أن من سمّاهم بـ«صقور واشنطن» المناوئين لإيران لم يشاؤوا أن يتركوا هذه الحادثة تمرّ مرور الكرام.

ففي غضون ساعات بدؤوا في تسجيل نقاط مستغلين الحادثة لتبرير معارضتهم الاتفاق النووي والاستهزاء بأوباما لسذاجته بالوثوق في الحكومة الإيرانية، بحسب تعبير الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن السيناتور الجمهوري توم كوتون القول إنه كان على أوباما أن يتصل «بالملالي» ليقول لهم «إنكم إن لم تطلقوا سراح بحّارتنا وزورقين على الفور فإن الولايات المتحدة سوف تلغي الاتفاق النووي الإيراني، وستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لاسترداد الجنود الذين اعتقلتموهم».

وانتهز المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب الحادثة ليكتب تغريدة على «تويتر» بعد الإفراج عن البحّارة قال فيها: «إيران تعبث بالولايات المتحدة قبل أن ندفع لها بأيام مليارات الدولارات. لا تفرجوا عن المبالغ»، في إشارة إلى رفع الحظر عن الأصول الإيرانية المجمّدة بموجب الاتفاق النووي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى