هل آيات القرآن تشجّع على القتل والإرهاب «آيات» التوراة أسست الإرهاب بأمر «إله خاص»

وجدي المصري

..بعد أن أكد الباحث وجدي المصري، في الحلقة الأولى أمس، أن الإسلام لم يكن إلا دين رحمة مجيزاً حق الدفاع عن النفس لكنه ترفّع عن الدعوة للانتقام حتى ضد المسيئين متى ارتدعوا عن إساءاتهم، بل طالب المسلمين بالهجرة من بيئة المشركين المستفزة إفساحاً في المجال للوعي والحلم، قبل الشدة التي قد توجد الفرقة والحرب الداخلية.. يتابع المصري بحثه في حلقة ثانية تُنشر اليوم، ليؤكد التأسيس اليهودي التوراتي لديانة القتل وعقيدة الإرهاب محيلاً الأمر بالقتل للرب، معطلاً فعل العقل وحكمة الإنسان وقدرته على المعرفة: فقط صدّقوا أو لا تصدّقوا، من دون إعمال للعقل والفكر والتعقل في الإيمان. فيغدو المرء كائناً مبرمجاً معطَّل الروح والفكر في حتمية عدمية تجعله أداة إرهابية أو ضحية للإرهاب بتجهيله.

هنا نص الحلقة الثانية..

التأسيس الإرهابي في الدين: قتلُ هابيل

يطالعنا كاتب التوراة في بداية أسطورته عن الخلق بأنّ ولدَي آدم قايين وهابيل قدّما كلّ بدوره قرباناً للربّ. واعتبر أنّ هابيل كان راعياً، ومن الطبيعي أن يكون قربانه «من أبكار غنمه ومن سمائها». تكوين 4:4، وأنّ قايين كان مزارعاً ومن الطبيعي أن يكون قربانه «من أثمار الأرض» تكوين 3:4. والمفارقة الكبرى تكمن بأنّ الله بدل أن يقبل القربانين «نظر إلى هابيل وقربانه، ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر» تكوين 4: 4 – 5. وهذا ما أدّى، كما يعرف الجميع، إلى غضب قايين فتفرّد بأخيه في الحقل لم يكن غيرهما أساساً بعد وقتله. وهذا يعني أنّ التمييز الذي مارسه الربّ بين قايين وهابيل أدّى إلى ارتكاب قايين جريمة قتل أخيه، ولو عاملهما بالتساوي لما أصبح أحدهما قاتلاً، فغريزة القتل والفعل غير المبرّر سببهما تصرّف ربّ «إسرائيل». تكمن المشكلة الكبيرة أنّ معظم المؤمنين ما يزالون يصدّقون حرفياً ما جاء في هذه الأساطير. والحقيقة هي، كما قلت، إنّ عزرا أخذ هذه القصة من أسطورة إينوماإليش وحاول تفسير الطبع البشري مُدخلاً إلى القصّة العامل الألوهي زيادة بالتأثير على الناس. فالقصة تمثل غريزة الغَيْرة التي رافقت الإنسان منذ وجوده على سطح هذه الأرض وهي مستمرّة على الرغم من كلّ الدعوات الدينية إلى المحبّة والتسامح، وبالرغم من كلّ القوانين الوضعيّة التي لم تستطع ردع الخلافات العائلية حول تقسيم الميراث.

أما المسألة الثانية التي نسبها عزرا إلى الله سوءاً وبهتاناً فهي جعله عنصرياً لا يأبه إلا لعشيرةٍ واحدة من خلقه فيصطفيها شعباً خاصاً به ويسلّطها على بقية الشعوب تستبيح أراضيها وتمعن بها قتلاً. «في ذلك اليوم قطع الربّ مع أبرام ميثاقاً قائلاً: لنسلِكَ أُعطِي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات» 15: 18، مسمّياً عشرة شعوب تعيش في هذه المنطقة طالباً من شعبه الخاص، أي الإسرائيليين، قتلهم وعدم إبقاء أيّة نسمة منهم، من دون أن يُقدِم هؤلاء على مبادرة إبراهيم بأيّ عملٍ مُسيء، بل بالعكس أكرموا وفادته يوم لم يكن له مأوىً يلتجئ إليه وأعطوه حقلاً لكي يدفن زوجته، لأنه لم يكن يملك شبراً من الأرض، كما أخبرنا كاتب التوراة.

والمسألة الثالثة التي تُظهر دمويّة هذا الإله وترفع عنه صفة الربوبيّة فهي أنه لم يجد غير القتل عقاباً لمَن لا يلتزم بعهده وما هو هذا العهد: «هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلِكَ من بعدك. يُختن منكم كلّ ذكر. فتُختنون في لحم غرلتكم. فيكون علاقة عهد بيني وبينكم. ابن ثمانية أيام يُختن منكم كلّ ذكر في أجيالكم. يُختن ختاناً وليد بيتك والمبتاع بفضتك. فيكون عهدي في لحمكم عهداً أبدياً. وأما الذكر الأغلف الذي لا يُختن في لحم غرلته فتُقطع تلك النفس من شعبها. إنه قد نكث عهدي» تكوين 17: 14-15، فماذا نفهم من هذه الآيات «المقدّسات»؟

أولاً: إنّ هذا الإله أقام محادثة مع إنسان، وهذه المحادثة لم يكن أحد موجود ليسمعها، فكيف وصلت إلى الكاتب عزرا بعد مئات آلاف السنين علمياً على وجود الإنسان على سطح الأرض؟ وحتى أسطورياً، فإنّ الزمن بين إبراهيم وعزرا يتجاوز الألف ومئتي سنة، فكيف علم بهذه المحادثة؟

ثانياً: أي عهد هذا يتّخذه الله، ألم يجد أفضل من غرلة الذكر لتكون له عهداً مع إبراهيم وذرّيته؟

ثالثاً: أيّ إله هو هذا الذي يحكم بقتل أي ذكر يبلغ أكثر من ثمانية أيام من دون أن يكون قد خُتن بعد؟ وما ذنب الطفل إن لم يقُم أهله بعملية الختان له؟ ألا يجد المؤمنون أيّة غرابة بهذه الشريعة التي فُرضت علينا بأنّها أمّ الديانات التوحيدية، وبأنّ كلّ ما حفلت به هو فرضٌ من الله واجب علينا القبول به؟ إله بني إسرائيل قالت عنه التوراة أولاً بأنه إله خاص لشعبٍ محدد وليس إله الكون من جهة، وقالت عنه أيضاً بأنه إله حرب وسمّته في أكثر من موضع بربّ الجنود. بنو إسرائيل الذين وفدوا إلى أرض كنعان التي كان أهلها قد توصّلوا إلى التوحيد بعبادتهم لإيل الله، لم يستطيعوا لبربريّتهم الارتقاء الروحاني إلى مستوى الشعب الكنعاني. وبعد اطّلاعهم كما ذكرت على الحضارات القديمة أخذوا عن شعوبها فكرة الآلهة، ومنها آلهة كانت تدعم نشاطاتهم الحربية، فاخترع عزرا يهوه ليكون إله آلتهم الحربيّة مذكّراً دائماً جماعته بأنّ هذا الإله يسير أمامهم ليحارب عنهم فينتصروا على أعدائهم. وبدأ هذا الإله المحارب يعلّم شعبه الإرهاب والقتل والتدمير والحرق والسلب. وحتى لا يتّهمنا المؤمنون الأبرياء بأننا نقول هذا بفعل عدائنا لليهود سأنتقي من التوراة بعض الأمثلة التي تبدّد إمكانية اتهامنا بالافتراء على ما يُعرف إحدى الديانات السماوية.

العمل الأول الذي قام به موسى بعد أن كبر هو القتل، «وحدث في تلك الأيام لمّا كبر موسى أنه خرج إلى أخوته لينظر في أثقالهم. فرأى رجلاً مصرياً يضرب رجلاً عبرانياً من إخوته. فالتفت إلى هنا وهناك ورأى أن ليس أحدٌ فقتل المصري وطمره في الرمل» خروج 2:11-12:

أولاً، لم يخبرنا كاتب التوراة بأنّ موسى هذا الذي ربّته ابنة الفرعون قد علم أنه من أبناء العبرانيين.

ثانياً، لم يذكر بأنّ موسى كان يعرف المتخاصميْن، فكيف علم أنّ أحدهم مصري والآخر عبراني؟ ثالثاً، لو كان في نفسيّته أي شيء يظهر صفات النبوّة، هل كان يُعقل أن يبادر فوراً إلى قتل المصري دفاعاً عن العبراني؟ وماذا لو كان العبراني معتدياً؟ أما كان الأجدر به أن يدخل مصلحاً بين الاثنين. إنها ثقافة القتل التي سيطرت على نفسية عزرا منذ البداية واستمرّت مع أسفار التوراة وإصحاحاتها. وأحيل القارئ والمؤمنين جميعاً إلى ما أمر به يهوه موسى وما أنزله بالمصريين من ويلاتٍ فقط لينتقم من فرعون على سوء معاملته للعبرانيين، وعلى عدم الإذعان لطلب موسى بأن يتركهم يرحلون، كلّ ذلك بالطبع لا يمكن أن يصدر عن الله الذي به نؤمن خالقاً للكون، رحيماً، شفوقاً، محبّاً ومسامحاً.

ويُكمل هذا الربّ الإله المحارب أعماله الإجرامية حتى بحقّ شعبه وبأقرب المقرّبين منه لأسبابٍ تافهة، «وأخذ إبنا هرون ناداب وأبيهو كلٌّ منهما مجمرته وجعلا فيهما ناراً ووضعا عليها بخوراً وقرّبا أمام الربّ ناراً غريبة لم يأمرهما بها. فخرجت نار من عند الربّ وأكلتهما فماتا أمام الربّ» لاويين 10: 1-2. فأيّة جريمة ارتكبا ليستحقّا الموت حرقاً؟ ونتابع رحلة هذا الإله الإرهابي، حيث يُخبرنا الكاتب عزرا بأنّ بني إسرائيل ضاقوا ذرعاً بموسى وبيهوه: «وتكلّم الشعب على الله وعلى موسى قائلين لماذا أصعدتمانا من مصر لنموت في البريّة لأنه لا خبز ولا ماء وقد كرهت أنفسنا الطعام السخيف. فأرسل الربّ على الشعب الحيّات المحرقة فلدغت الشعب فمات قومٌ كثيرون من إسرائيل» عدد 6:5-21. تذمّر الشعب فكانت ردّة الفعل عقاباً مباشراً القتل لدغاً من الأفاعي. هكذا تصرّف مع شعبه الخاص، فهل نتعجّب من أوامر القتل والتدمير والسلب التي أصدرها لاحقاً لشعبه لكي يمارسها مع الشعوب التي سينتصر عليها انتصاراته الموهومة التي لم يأتِ على ذكرها أي مصدر تاريخي؟ تأمّلوا معي بهذا الأمر الذي أعطاه هذا الربّ لموسى لكي ينتقم من المديانيين وكيف نفّذ موسى الأمر بدقّة: «فتجنّدوا على مديان كما أمر الربّ وقتلوا كلّ ذكر طفلاً، شاباً، رجلاً، وكهلاً وسبى بنو إسرائيل نساء مديان وأطفالهم ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكلّ أملاكهم، وأحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار» عدد 31: 7- 10. ولقد سخط موسى على وكلاء الجيش لأنهم لم يقوموا بالمهمة كما أمرهم، فأعاد الأمر قائلاً: «فالآن اقتلوا كلّ ذكر من الأطفال. وكلّ امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة ذكر فاقتلوها» عدد 21:17. إنها أعمال نبيّ مأمور من إلهه فبئس الإله وبئس نبيّه.

وتابع موسى قيادته لبني إسرائيل ونقل أوامر الإله يهوه، مؤكّداً لهم أنّ «الربّ إلهكم السائر أمامكم هو يحارب عنكم» تثنية 20:1. ويُكمل موسى قصّته فيروي أنّ ملك حشبون لم يسمح له بالمرور فقال له الربّ إلهه: «انظر قد ابتدأتُ أدفع أمامك سيحون وأرضه. ابتدئ تملّك حتى تمتلك أرضه. فخرج سيحون ملك حشبون للقائنا هو وجميع قومه للحرب إلى ياهص. فدفعه الربّ إلهنا أمامنا فضربناه وبنيه وجميع قومه. وأخذنا كلّ مدنه في ذلك الوقت وحرّمنا أي قتلنا من كلّ مدينة الرجال والنساء والأطفال. لم نبقِ شارداً..» تثنية 2: 31-34. في الحروب التي بدأت مع ظهور التجمّع البشري دفاعاً عن الوجود والاستمرار وطمعاً بالسيطرة على الآخرين، عادة ما كان المُنتصر ينتقم من أعدائه تنكيلاً وقتلاً، وما زلنا نرى نتائج الحروب المدمّرة على الصعد كلّ لغاية اليوم، ولكن أن يكون القتل صادراً عن أمرٍ من «الله» فهذا ما لم يمكن تقبّله. محمد كان يقول قاتلوا في سبيل الله أي لنشر الدعوة للإيمان بالله بين المُشركين، لكنّ إله محمد أي الله، إله الكون والبشر أجمعين، لم يأمره مرّة بقتل الناس، بينما في الشريعة الموسوية أوامر القتل كلها جاءت من الله. فأيٌّ من الديانتَين تكون راعية للإرهاب؟ الله في الإسلام إله رحمة أمّا في التوراة فهو «نارٌ آكلة إله غيور» تثنية 4: 24.

وإن نحن أكملنا الرحلة مع موسى لزاد العجب لسببين: الأول كيف يمكن أن يصدر عن الله مثل تلك الأوامر التي لا تدعو إلا للقتل، والثاني كيف يقرأ المؤمنون كلّ ذلك ويصدّقون أنّ هذا الكلام هو كلام الله الذي يعبدون؟ وكيف يرضون أن تستمر مؤامرة اليهود على الإنسانية جمعاء من دون أن يتدخّل العقل ليقول كفى، ليس هذا الله الذي نعبد، لا وليس هذا هو كلام إله الكون، بل هو كلام «إله» قبيلة بني إسرائيل التي شعرت بدونيّتها ولم تستطع الاندماج في المجتمع السوري الحضاري فاتّجهت للإنتقام وما زالت من خلال المؤامرات المتتابعة الممنهجة لتدمير الحضارة السورية. كيف يمكننا الإيمان بأنّ إله إسرائيل هو الله الذي تعبده بقية الأمم وهو القائل: «اسمع يا إسرائيل… فاعلم اليوم أنّ الربّ إلهك هو العابر أمامك ناراً آكلة. هو يبيدهم ويذلّهم أمامك فتطردهم وتهلكهم سريعاً كما كلّمك الربّ» تثنية 9: 1-3. هذه الشعوب التي سلّط بني إسرائيل على إبادتها هي التي كانت تعيش في أرض كنعان التي وعدهم بها، بالرغم من أنه كان يعلم بأنها أرض مأهولة وبأنه سيُدخل شعبه الخاص إلى «الأرض التي حلف لآبائك إبراهيم وإسحق ويعقوب أن يعطيَك. إلى مدنٍ عظيمة جيدة لم تبنها وبيوتٍ مملوءة كلّ خير لم تملأها وآبارٍ محفورة لم تحفرها وكرومٍ وزيتونٍ لم تغرسها…» تثنية 6: 11-15. إذن، هذا الإله السادي كان يعلم أنه يسطو على ملك الغير، ونحن نعلم أنّ الله عادل بل هو تجسيد للعدل، فكيف يمكن أن يصدر عنه مثل هذا العمل؟

لو أردتُ الاستمرار بسوق الأدلّة لضاقت بها مساحة هذه الدراسة، هي أمثلة للإيضاح وإلقاء الضوء على مصدر الإرهاب. هذه التعاليم التوراتية المتحجّرة هي المرتكز الأساس للصهيونية الحديثة التي انطلقتْ منها لإقناع العالم بأنّ عودة اليهود إلى فلسطين وإقامة دولة «إسرائيل» ما هي إلا استجابة لأوامر الله إلههم . ومارسوا في فلسطين، وما زالوا، الإرهاب نفسه الذي أمرهم به هذا الإله، وبعد ذلك يصدّق العالم، بمَن فيه كثر من عالمنا العربي، أنّ الإسلام هو دين الدعوة إلى القتل والإرهاب.

التوراة المدرسة الأولى للإرهاب

بالخلاصة، فالتوراة هي المدرسة الأولى التي خرّجت الإرهابيين، و«إسرائيل» هي الدولة الإرهابية الأولى في العالم، وهي التي تدعم الإرهاب، وتخطط لكلّ إرهاب في العالم والبقية تلامذة تربّيهم في مدارسها وتخرّجهم وتنثرهم في المجتمعات كلّها ليعيثوا فيها قتلاً وإرهاباً. «إسرائيل» وربيبتها الولايات المتحدة اخترعتا داعش، وتدعمان داعش لتدمير الحضارة السورية انتقاماً لأنها تفضح بربريّتهم ووحشيّتهم، فهم لا يريدون حضارة إنسانية تفضح توحّشهم، ومن العار أن تسير دول عربية وإسلامية في ركابها من دون تفكير وإعمال عقل وتبصّر بالنتائج الكارثية التي يسببونها بحقّ الانسانية فقط للمحافظة على عروشهم وإرضاء أسيادهم. ألم يحذّركم النبي الكريم ص عندما قال في كتابه العزيز: «لتجدنّ اشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا…» الآية 81 من سورة المائدة. أفلا تتّعظون؟

أما إذا قال قائل بأنّ يسوع صُلِبَ من قِبَل اليهود ولم يواجههم بالسّيف بل قال: «إغفر لهم يا أبتي لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون»، فنجيب بأن يسوع عاش في فلسطين – سورية الجنوبية، أي في مجتمعٍ حضاريّ كانت الشوكة الوحيدة في خاصرته هي الوجود اليهودي، كما لم يزل للآن. وفلسطين في ذلك الوقت كانت تحت السيطرة الرومانية، والسلطات الرومانية ما كانت لتسمح بقيام تجمّعاتٍ مسلّحة، وعندما فعل اليهود ذلك قُمِعوا وشُرِّدوا. إضافة إلى ذلك وحسب اللاهوت المسيحي فإنّ يسوع هو الله تجسَّد إنساناً وصُلِب لكي يحمل خطيئة البشرية جمعاء، ومن الطبيعي أن لا يُقدم الله، كما سبق وذكرنا على أعمال قتل وتدمير وحرق كما فعل إله اليهود.

يقول عباس محمود العقّاد في كتابه «عبقرية محمد» صفحة 38 ما يلي: «اما المسيحية فهي قد عُنيَت «أولاً» بالآداب والأخلاق، ولم تعنَ مثل هذه العناية كما فعل محمد بالمعاملات ونظام الحكومة. وقد ظهرت «ثانياً» في بلادٍ للمعاملات والنُظَم الحكومية فيها قوانين تحميها… وقد ظهرت «ثالثاً» في وطنٍ تحكمه دولة أجنبية ذات حول وطول اي روما . أما الإسلام فقد ظهر في وطنٍ لا سيطرة للأجنبي عليه، وكان ظهوره لإصلاح المعيشة وتقويم المعاملات وتقرير الأمن والنظام». لذلك، جاءت تعاليم يسوع مناقضة تماماً لتعاليم الشريعة الموسوية التي حفلت بأوامر القتل والتدمير والحرق والسلب كما مرّ معنا، بينما ارتكزت تعاليم يسوع على المحبة والتسامح والغفران، وشتّان ما بين الرسالتين!!

أما محمد فقد كان إنساناً لم يدّع الألوهية، وبالرغم من ذلك شدّد على السلم عندما قال: «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكّل على الله إنه هو السميع العليم» الآية 60 من سورة الأنفال. وتبقى الآية 92 من سورة النساء خير دليل على كذب كلّ مَن يدّعي أنّ القرآن يشجّع على القتل والإرهاب، حيث نقرأ: «ومَن يقتل مؤمناً متعمِّداً فجزاؤه جهنّم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً».

هل قرأ الدواعش هذه الآية التي لم يحدّد فيها محمدٌ دين المؤمن، بل قال المؤمن إطلاقاً، فأين هم من الإسلام؟ وما نسبة الدواعش إلى مئات ملايين المُسلمين لكي يُتّهم الكلّ بجريرة عملٍ قام به الجزء؟ فلجميع المشكّكين والمستهزئين بفكرة المؤامرة نقول اقرأوا التوراة وبروتوكولات حكماء صهيون وأهداف الصهيونية علّ الحجاب الذي يمنعكم من رؤية الحقائق يُزاح من أمام أعينكم. إنّ أعمال داعش الإرهابية لا يتحمّل وزرها الإسلام، كما لا تتحمّل المسيحية وزر ما قامت به الحملات الصليبية، أما ما تقوم به «إسرائيل» فيتحمّل وزره الإله يهوه وتعاليم التوراة.

لمَن يرغب بالمزيد من المعلومات حول الموضوع، يُرجى مراجعة كتاب «البعد التوراتي للإرهاب الإسرائيلي»، للكاتب نفسه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى