ورد وشوك
أتته كغيث السماء يروي عطش أرض تشقّقت بفعل الجفاف، فيحيلها إلى أرض صالحة للزرع والعطاء.
لم تأل جهداً، أخذت تحرث أرضها تقلّبها في كلّ الاتجاهات، تخلط بهواها هواء ذرّات التراب. راحت بالودّ تدسّ في التربة الحبّ والغراس، لتنبت ثمراً وورداً يعطيان المعنى للحياة.
عاهدت زرعها بالرعاية والعناية، لم تدع فرصة لتكاثر العشب حوله، فيضرّ به ويؤثر على الإنتاج. سقته الماء بحرص وكأنها تُرضع وليدها لبناً سائغاً جاد به عليها الإله ليكبر ويقوى ويصبح اسماً لامعاً في المجالات كافة.
نسيت أو تناست أنها هي أيضاً في طور العطاء، وبحاجة إلى جرعات من الحنان تقوّيها للمضيّ قدماً في إيثارها بالمسار نفسه… ما همّها.
أسعدها تفتّح وردة تشي بنتاج وافر العطاء. قطفتها وراحت إليه لتضعها على صدره في عروة النجاح. تلفتت حولها لكنها لم تلقَ إلا سراباً. تمتمت بكبرياء: «حسبي أنني كنت مفتاحاً لباب هذا النجاح».
تركت وردتها على مقعده الخالي وأرفقتها بورقة كتبت عليها باختصار: «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟»!
رشا مارديني