الجيش السوري يتقدم باتجاه الباب الاستراتيجية و«داعش» ينسحب
نفى وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، تلقي دمشق قائمة بأسماء وفد المعارضة، أو أخرى «بالمجموعات الإرهابية»، مؤكداً أن دور الحكومة السورية تشكيل الوفد الممثل لها، ولا علاقة لها بتشكيل وفد المعارضة، إلا أنها تتوقع أنه إذا كان للوفد علاقات بالمجموعات الإرهابية، أن يعلن الانفصال عنهم.
وأكد الوزير الروسي من العاصمة الهندية نيودلهي أنه «خلال زيارته لدمشق لم يقدم لنا دي ميستورا لائحة بوفد المعارضة ولا بالمجموعات الإرهابية ووعد بإرسالها فور حصوله عليها».
الى ذلك، أعلن المعلم أن ما حققته روسيا في بضعة أشهر يفوق بعشر مرات ما حققته الولايات المتحدة والتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» خلال أكثر من عام.
ووجه وزير الخارجية السوري الشكر لموسكو على قيامها بعمليات في الأجواء السورية، مؤكداً وجود تنسيق بين القوات الروسية والسورية، ما أدى لتحقيق القوات السورية للنصر في أماكن عدة.
واعتبر المعلم أن التوتر السعودي الإيراني يؤثر سلباً على الأزمة السورية، متهما الرياض بأنها ترغب في حرب طائفية، قائلاً إن السعودية «ستزيد تمويل ودعم الإرهابيين وستعيق نجاح مفاوضات جنيف».
ودعا دول جوار سورية إلى الالتزام بقرار مجلس الأمن الأخير، معرباً عن قناعته بأنه «إذا التزمت تركيا والسعودية وقطر بقرار الأمم المتحدة ستحل 70 من أزمتنا، وأؤكد أننا سنحل الـ30 الباقية قبل نهاية العام».
الى ذلك، أعربت الخارجية الروسية عن قلقها من استمرار الوضع الإنساني المتأزم في عدد من البلدات السورية، ودعت جميع أطراف النزاع إلى بذل أقصى الجهود من أجل إيصال المساعدات إلى تلك البلدات، مؤكدة أن الجانب الروسي يبذل جهوداً مكثفة في سياق الاتصالات بالقيادة السورية من أجل تخفيف معاناة السكان المدنيين.
وفي بيان صدر عن الوزارة أمس قال: «إن موسكو تحث الحكومة السورية على التعاون البناء مع الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من أجل ضمان الوصول الإنساني إلى بلدات مضايا والفوعة وكفريا وإلى المناطق الأخرى التي وجد سكانها أنفسهم في أوضاع صعبة»، وأشار إلى أن هذه الجهود قد أدت إلى نتائج ملموسة، أكدها موظفو الوكالات الإنسانية الأممية المشرفون على إيصال المساعدات إلى مضايا.
وشددت الوزارة في بيانها على أنه «في الوقت الراهن من الضروري أن تبذل أطراف النزاع السوري كافة، والدول ذات التأثير على الأطراف، جهودها القصوى من أجل المساهمة في إيصال المساعدات الإنسانية، وبالدرجة الأولى إلى البلدات المحاصرة من قبل مسلحي «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» و«جيش الإسلام».
وجاء في البيان: «في الوقت الذي نقر فيه بالأهمية البالغة لحل مجمل القضايا الإنسانية التي يواجهها سكان سورية المسالمون، فإننا نشدد على ضرورة إطلاق مفاوضات سورية-سورية شاملة فوراً من دون أي شروط مسبقة وعلى أساس بيان جنيف واتفاقات مجموعة دعم سورية، والقرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي».
وفي السياق، عقد مجلس الأمن الدولي أمس اجتماعاً طارئاً لبحث الوضع الإنساني في البلدات المحاصرة في سورية، حيث قدم ستيفن أوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تقريراً خلال الاجتماع.
وقبل انطلاق الاجتماع قال مندوب نيوزيلندا لدى الأمم المتحدة السفير جيرارد فان بوهمن إنه من غير المتوقع اتخاذ أي قرارات خلال الاجتماع، موضحاً أنه سبق للمجلس أن تبنى القرارات الضرورية كافة بشأن الوضع الإنساني في سورية، أما الآن فيجب الإصرار على تطبيقها.
بدوره أعلن السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر أن باريس ولندن وواشنطن طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن للمطالبة برفع الحصار عن مناطق سورية عدة بينها بلدة مضايا.
وأضاف دولاتر أن المبادرة ترمي إلى المساهمة في تأمين ظروف أكثر ملاءمة لاستئناف الحوار بين الأطراف السورية، وذلك قبل عشرة أيام من بدء مفاوضات السلام المقررة في جنيف.
جاء ذلك في وقت أعلن رئيس مديرية العمليات لهيئة الأركان الروسية الفريق سيرغي رودسكوي أن الجيش الروسي بدأ عملية إنسانية في سورية.
وقال رودسكوي أمس إن منظمات دولية عدة غير حكومية بدأت بتوريد مساعدات إنسانية الى سورية، «إلا أن المساعدة تُرسل بالدرجة الأولى الى المناطق الخاضعة للمسلحين، حيث يذهب الجزء الأكبر منها إلى المتطرفين ويستخدم لسد احتياجات العصابات المسلحة. كما سُجلت محاولات لتوصيل السلاح والذخائر وإجلاء المسلحين المصابين تحت ستار قوافل إنسانية».
وأضاف المسؤول الروسي أنه «تم من أجل ذلك اتخذ قرار بدء قوات روسيا الاتحادية عملية إنسانية في الجمهورية العربية السورية»، حيث تم إرسال طائرة من طراز «إيل- 76» وعلى متنها أول شحنة من المساعدات الإنسانية من وزارة الدفاع الروسية الى مدينة دير الزور، وجرى إنزالها بالمظلات.
وذكر رودسكوي أن «المساعدة الأساسية الآن موجهة الى مدينة دير الزور التي كانت خاضعة لفترة طويلة لسيطرة إرهابيي داعش»، وأضاف: «اليوم، أوصلت طائرة نقل عسكرية إيل- 78 تابعة للقوات الجوية السورية، وعلى متنها منصات مظلية، 22 طناً من المساعدات الإنسانية الى دير الزور حيث سيتم توزيعها من قبل السكان المحليين».
في غضون ذلك، قالت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة أمس إن مستشفى متنقلة وفريقا طبياً من الهلال الأحمر السوري دخل بلدة مضايا، للكشف عن حالات سوء التغذية ووضع خطة أولية وآلية عمل للأشخاص الذين سيتم إخلاؤهم.
وصرح طارق غاسارفيتش من منظمة الصحة العالمية أن السلطات السورية أعطت الإذن بدخول المستشفى المتنقل إلى البلدة، كما وافقت على حملة تطعيمات، فيما قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ينس لارك إن المنظمة الدولية تأمل في إرسال قوافل إلى مضايا وبلدتي الفوعة وكفريا التي تحاصرهما المعارضة المسلحة في إدلب الأسبوع المقبل، لكن لم يتم تحديد موعد لإرسال المساعدات لمدينة الزبداني.
ميدانياً، وسع الجيش السوري سيطرته في ريف حلب الشرقي وتمكنت وحداته من فرض سيطرتها على بلدات العبودية والعجوزية والملتفة ورسم السرحان في محيط مدينة الباب الاستراتيجية.
جاء ذلك في وقت نفذ الطيران الحربي الروسي السوري المشترك غارات مركزة على تجمعات «داعش» في الباب و تادف، وسط أنباء عن سحب التنظيم لبعض المجموعات من الباب باتجاه الرقة مع اقتراب الجيش السوري من المدينة الحيوية الحدودية مع تركيا.
الى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرات الحربية الروسية في سورية نفذت منذ بدء العملية العسكرية الجوية 5662 طلعة قتالية، مضيفة أنه خلال هذه الفترة تم تحرير 217 بلدة من أيدي «داعش».
وقال سيرغي رودسكوي رئيس إدارة العمليات العامة في هيئة الأركان الروسية «خلال 100 يوم من العملية التي يجريها سلاح الجو الروسي تم تحرير 217 بلدة من أيدي «داعش» وأراض تتجاوز مساحتها ألف كيلومتر مربع».
وأردف قائلاً: «منذ 30 أيلول الماضي، نفذت القوات الجوية والفضائية الروسية في سورية 5662 طلعة قتالية، بما في ذلك 145 طلعة قامت بها طائرات استراتيجية حاملة للصواريخ، وقاذفات طويلة المدى، وذلك بالإضافة إلى إطلاق 97 صاروخاً مجنحاً من البحر والجو».