واقع ورش العمل في سورية

د. رآفات أحمد

يُقصد بورشة العمل، كل فعالية أو نشاط يُنظّم من قبل جهة معيّنة حول موضوع معيّن، يعاني الضعف والتقهقر والإهمال، بغية إلقاء الضوء عليه ولفت الانتباه إلى أهميته وضرورة تنشيطه وفق استراتيجيات وخطط عمل تُقدّم في هذه الورش.

فهل حقّقت ورش العمل في سورية الغرض منها؟ وهل تمّت أضيء على نقاط مهمة كانت إلى وقت قريب مظلمة وخرجت إلى دائرة الاهتمام بعد ورش العمل؟ وهل تمّت الاستفادة فعلاً من الخطط وأوراق العمل المقدمة في هذه الورش.

إن متابع واقع هذه الورش يرى الزخم والغزارة الكبيرين من حيث المشاركين والتنظيم وعدد المدعوّين والتغطية والإعلامية و… ولكن!

في غضون أقلّ من ثلاثة أشهر: ورشة عمل عن الإعلام الوطني وورشة عمل عن الإعلام المقاوم وورشة عمل عن إعلام الطفل… والنتيجة؟ مكانك راوح.

ورشة عمل عن واقع مؤسسات الرعاية الاجتماعية، وورشة عمل عن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وورشة عمل عن دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية… والنتيجة؟ مكانك راوح.

ورشة عمل عن الواقع البيئي والحزام الأخضر ودور مؤسسات الدولة في نشر الوعي البيئي، وفي الحفاظ على البيئة… والنتيجة؟ مكانك راوح.

ورشة عمل لنقابة الصيادلة وأطباء الأسنان والأطباء البشريين والعمال والفلاحين والرياضين والاتحاد النسائي والحرفيين والتجار وصغار الكسبة فما النتيجة؟

إنّ المعنى الرئيس لورش العمل يحمل في طياته وضع استراتيجيات عملية وخطط واقعية تتبعية تُحدث فرقاً في الواقع القائم على المدى المنظور والبعيد، ولكن من الواضح تماماً بالنسبة إلى المتتبع لهذه الورش الهوة الكبيرة بين المفهوم النظري لهذه الورش وبين واقعها التطبيقي ومخرجاتها الحقيقية.

ورش العمل في سورية لا يتعدّى نطاقها يوم عمل أو اثنين ليتم فيهما استقبال الخطط وأوراق العمل بكثير من التهليل والتبجيل، لتنتهي بها الحال في أدراج المسؤولين ومصنّفات السجلات للدوائر الرسمية.

هل نصل في سورية في يوم من الأيام للإعلان عن ورشة عمل ليوم أو عدة أيام بعنوان: ورشة عمل عن واقع ورش العمل في سورية… الهوّة بين النظري والتطبيق!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى