الإعلام… وأفكار هدم الدولة المصرية

بشير العدل

منذ أن نجحت ثورة 30 حزيران/يونيو من العام 2013 في إنهاء ما أعتبره «بروفه حكم الإخوان»، وبلادي مصر تتعرّض لحملة تضليل وتشويه يدرك القاصي والداني مدى مخاطرها على مستقبل البلاد والعباد، وهي الحملة التي يقودها تنظيم «الإخوان»، وتعاونه فيها جهات وعناصر أخرى تسعى بكلّ ما لديها من قوة لمحاولة إسقاط مصر لحاجة في نفس يعقوب، لم ولن يقضيها.

وتشارك في تلك الحملة المسمومة ضدّ بلادي مصر، أطراف تباينت لديها آليات العمل، غير أنها اتّحدت في الهدف، وهو الرغبة في تعجيز الدولة المصرية عن السير قدماً نحو المستقبل الذي ينشده شعبها، الذي تحرّر من فترة حكم هي الأسوأ في تاريخه، وهي الفترة التي ادّعت فيها جماعة التنظيم الإخواني أنها تحكم مصر.

فإلى جانب آليات التسليح بالذخيرة الحية والمواد المتفجّرة، تسلّح الإرهاب ضدّ مصر أيضاً بالإعلام، الذي يلعب دوراً لا يقلّ في تأثيره القاتل عن السلاح الناري أو المواد المتفجّرة، وانتشرت وسائل الإعلام في الخارج لتروّج لفكر جماعة الإخوان وكأنها الضحية، وعمدت وسائل إعلام كثيرة إلى تزييف الحقائق عن طريق تقارير غير مهنية أو حيادية تناولت القضايا والشأن المصري ومعه الإرهاب بنظرة أحادية الجانب، حتى تصوّر للعالم أنّ مصر ضدّ الديمقراطية وحقوق الإنسان والتظاهر السلمي.

فالذي يطالع الصحف الأجنبية سواء في أميركا أو أوروبا، وكذلك تقارير المنظمات التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، يدرك مدى الهجمة الشرسة التي تشنّها كثير من وسائل الإعلام الأميركية والغربية وهي بلا أدنى شك مدفوعة الأجر، وتهدف لخدمة الأفكار الهدامة.

الحملة الإعلامية في الخارج إذن هي جزء من حرب على مصر، وكما قامت الدولة ممثلة في أجهزتها الأمنية وقواتها المسلحة بمواجهة أفكار النار والدمار، فإنّ على أجهزتها الإعلامية أيضاً أن تقوم بدورها في درء تلك الأفكار القوّادة إلى الحرب عن مصر، وأن تتبنى رسالة إعلامية لتبصير الغرب والمجتمع العالمي بما يحدث في مصر، وعدم الاكتفاء بالقيام بدور المدافع عن نفسه، وكأنّ مصر متهمة بالسعي إلى استقرارها وأمن شعبها.

المنظومة الإعلامية في حاجة إلى دور يتناسب مع طبيعة المرحلة الخطيرة التي تمرّ بها مصر، فهناك دور ينبغي على الإعلام في بلادي مصر، سواء كان مملوكاً للدولة أو خاصاً القيام به، كأن تكون هناك قناة فضائية تدافع عن قضايا الدولة وبأسلوب أداء مهني يقوم عليه متخصّصون، كما أنّ على الهيئة العامة للاستعلامات دور لا يقلّ أهمية، في أن تقوم بتبصير العالم بحقيقة الأوضاع في مصر، والدفاع عن قضاياها، وإلى جانب ذلك كله ينبغي على وزارة الخارجية والملحقيات الإعلامية في السفارات كلّها في العالم، القيام بذلك والردّ على افتراءات الإرهاب ضدّ مصر في صحف الدولة التي تتواجد فيها السفارة أو القنصلية.

ومع كلّ ذلك ينبغي أيضاً على وسائل الإعلام الداخلية من صحف، سواء كانت قومية أو حزبية أو مستقلة، أن تتبنّى رسالة إعلامية جديدة تقوم على المهنية في الأداء، وتعمل من أجل الوطن وبعيداً عن المصالح الخاصة.

بقيت نقابة الصحافيين المصريين ودورها، والذي ينبغي أن يتمثل في تنظيم لقاءات وندوات تدعو فيها النقابة ممثلي الصحف ووكالات الأنباء الدولية العاملة في مصر لتبصيرهم بحقيقة ما يجري في البلاد، حتى لا يكونوا ناقلين للكفر بالوطن من جانب جماعات الفكر الهدّام التي تسعى إلى تدمير الدولة، غير أنه خاب مسعاها وسوف يكون تدميرها في تدبيرها.

Eladl254 yahoo.com

كاتب وصحافي مصري

مقرّر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى