تقرير
كتب بوعز بسموت في صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية:
تعلم أوباما على جلده هذا الأسبوع درساً في إنكار الجميل الإيراني. ساعات معدودة قبل خطاب وضع الأمة الأخير له أمام الكونغرس، حدثت دراما في الخليج. إيران ألقت القبض على سفينتين وعشرة ملاحين منهم امرأة واحدة من الأسطول الأميركي. الفيلم الذي نشرته طهران في العالم حول الملاحين الأميركيين الأسرى وأيديهم فوق رؤوسهم، له عنوان واحد فقط… «الإهانة». لقد أراد أوباما إرثاً إيرانياً وحصل عليه. أوباما أراد من الإيرانيين اتفاقاً نووياً لكنه حصل من طهران على ضربة على الرأس.
وجد الرئيس الأميركي طريقة ممتازة ليتطرّق في خطابه إلى الحادثة المحرجة ـ ببساطة تجاهلها. أولئك الذين يشبّهونه بكارتر يتذكّرون كيف أن الإيرانيين أهانوا كارتر المتصالح حينما أطلقوا سراح الأسرى الأميركيين فقط بعد أن ترك البيت الابيض. وجهّز الإيرانيون لأوباما إحراجاً في يوم الخطاب الأخير. هذا ما يتم فعله للمتصالح.
بدل ذكر الحادثة، وصف أوباما واقعاً أميركياً ممتازاً. هذا ذكرنا بـ«أوباما 2008». المرشح الذي وعد بحلّ كل المشكلات. أوباما ينهي بالضبط كما بدأ. يبث الأمل. إلا أنه في حينه كان واعداً لأنها كانت البداية، أما الآن فقد انتهى الامر. تحوّل الوعد إلى كذبة.
أوباما، بحسب الخطاب، يعتقد أنه نجح نجاحاً كبيراً. هذه هي الحال عند العيش في واقع موازٍ. الرئيس الـ44 مقتنع أنه نجح في البيت الابيض وفي السياسة الخارجية وفي الاقتصاد وفي المجتمع وفي كل شيء ممكن. لو أن الأميركيين يفكرون مثله. استطلاعات نهاية السنة، بما في ذلك التي ظهرت في الصحيفة المؤيدة «نيويورك تايمز» تشير إلى العكس تماماً: أميركا أوباما، كما جاء في الاستطلاع، لا تسير في الاتجاه الصحيح.
«داعش» بحسب أوباما لا يشكل خطراً. صحيح أنه تنظيم «خطير»، إلا أن أميركا أقوى من أيّ وقت. يبدو أن أوباما قد نسي أنه تسلّم القوة العظمى الاكبر في العالم. وليس من الحكمة أنه بعد ثماني سنوات لا تزال أميركا الاقوى في العالم. المشكلة هي أنها تقود «من الخلف» وتزيد من الأعداء وتضعف الاصدقاء.
صورة الملاحين التي تحرج كل صديقة للولايات المتحدة هي بالضبط نتاج السياسة الضعيفة لأوباما تجاه الأعداء المعروفين لواشنطن.
قبل الخطاب بساعات معدودة هزّت عملية أخرى لـ«داعش» مركز اسطنبول وقتل عشرة سيّاح هناك. «داعش» أو «مجموعة الاحتياطيين»، كما يسمي أوباما التنظيم، ينجح الآن في ضرب أي مكان يريده. وأصدقاء الولايات المتحدة: الأتراك، الفرنسيون، الألمان، يتلقون الضربات. لكن المهم هو النجاح.
نسي أوباما في خطابه ذكر الخطوط الحمراء التي تجاهلها. نسي الحديث عن التساهل في سورية والتأثيرات الخطيرة لأزمة المهاجرين باستثناء المساكين الذين يغرقون في البحر، هناك أيضاً نشطاء الإرهاب والمغتصبون الذين يتجاوزون كل حدود .
ظاهرة ترامب تقلق أوباما. الليبراليون في أميركا أحبوا في حينه القول إن بوش كان سيئاً إلى درجة انتخاب شخص نقيض له، هو أوباما. قد يكون هذا هو تفسير صعود ترامب في الاستطلاعات؟ أوباما نفسه يعترف أن رأس الأميركيين ليس في خطابه إنما في ولاية إيفا حيث ستبدأ هناك في الشهر القادم المنافسة على الرئاسة.
بعد خطاب الأمة تحوّل أوباما إلى أوزّة عرجاء. إلا أنه مطلوب منه الوقوف على رجليه من أجل رفع العقوبات عن الإيرانيين. قد تكون هذه في نظره الطريق الافضل لشكرهم على العناية بالملاحين العشرة. حيث سيعتبر هو ووزير خارجيته كيري الحادثة إنجازاً دبلوماسياً.