بعد مخاض ديبلوماسي صعب.. العالم يفتح أبوابه لإيران

ناديا شحادة

نصر إيران بتوقيعها الاتفاق النووي في لوزان السويسرية في 2 نيسان 2015 الذي وصفته واشنطن بالاتفاق التاريخي، بعد 12 عاماً من مخاض ديبلوماسي صعب ومعقد تحوَّل إلى نصر وإنجاز كبير لطهران، بعد أن أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري في 16 من الشهر الحالي أنه تمّ رفع العقوبات الأميركية التي تستهدف الاقتصاد الإيراني، في أعقاب صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أعلن أن إيران أوفت بشروط الاتفاق النووي مع القوى العالمية الست، لتصبح بذلك إيران دولة إقليمية عظمى ولتدخل نادي الدول الكبرى، بعد إلغاء العقوبات التي تعني إيقاف وتعليق كل القرارات الدولية الصادرة سابقاً بحق إيران ما يعني إلغاء الحظر على القطاعات الاقتصادية والتجارية والمالية، اعتباراً من اليوم، حسب ما أكد وزير الخارجية الإيراني في 16 كانون الثاني.

فإيران التي عانت لسنوات من فرض الأمم المتحدة عقوبات موسّعة عليها، بداية من حيث قرار مجلس الأمن رقم 1737 الصادر في كانون الأول 2006 الذي يفوّض كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لمنع إمدادات وبيع أو نقل كل المواد والمعدَّات والبضائع والتكنولوجيا التي يمكن أن تساهم في الأنشطة المتعلقة بالتخصيب أو المياه الثقيلة.

وفي آذار 2007 أصدر المجلس القرار رقم 1747، بهدف زيادة الضغط على إيران بشأن برنامجها النووي وبرنامجها الصاروخي، وذلك بمنع التعامل مع البنك الإيراني الحكومي و28 شخصاً ومنظمة أخرى، ومعظمها مرتبط بالحرس الثوري، ونص القرار على منع واردات الأسلحة إلى إيران. وفي آذار 2008 مدّد القرار 1803 الحظر على الأصول الإيرانية وصولاً إلى القرار الذي صدر في 9 يونيو 2010. وستتمكن الآن بفضل سياستها الحكيمة من حصولها على مبالغ ضخمة من أرصدتها المجمّدة وزيادة إنتاجها النفطي وتطوير قطاعات إنتاجية جديدة تدر عليه المزيد من الأرباح، وذلك بسبب إلغاء العقوبات ليجنّ جنون «إسرائيل» ومن خلفها المملكة السعودية التي رأت نفسها متضررة من الاتفاق وجارت في ذلك حليفتها غير المعلنة «إسرائيل» صاحبة الضرر الأكبر مما جرى.

فـ «إسرائيل» نابع حقدها على إيران من إدراكها حقيقة موقف طهران من وجودها المزيَّف، وهو موقف ليس للدعاية، فبعد 35 عاماً من انتصار الثورة الإسلامية أثبتت الجمهورية الإيرانية أنها لن تتخلى عن الشعب الفلسطيني في نضالها ضد كيان العدو الذي سعى رئيس وزرائه نتنياهو لأشهر على محاولة زعزعة الاتفاق، عبر الضغط على الإدارة الأميركية وصولاً لابتزازها، وليؤكد أول من امس في 16 كانون الثاني الحالي أن إيران لم تتخلَّ عن طموحاتها بامتلاك أسلحة نووية، رغم توقيعها على الاتفاق النووي مع مجموعة الدول الست، مضيفاً أن «إسرائيل» ستواصل متابعة تطبيق الاتفاق النووي الإيراني وستحذّر من أي خرق له .

فإيران التي لم ينجح الغرب في أن يحرز منها تنازلاً واحداً عن قضاياها المبدئية في المنطقة، وعلى رأسها دعم محور المقاومة والقضية الفلسطينية والعلاقة مع الكيان الصهيوني، انتصرت دولياً لشعبها ولجميع أصحاب نهج المبدئية في العالم، وأول من أمس السبت أعلن الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها جون كيري أن إيران التزمت بواجباتها تجاه الاتفاق النووي، معلناً بدء مرحلة رفع العقوبات الأميركية والغربية والدولية عن إيران التي ربحت في السياسة والاقتصاد، وفتحت فصلاً جديداً بينها وبين دول العالم. وهذا ما أكده الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس الأحد 17 كانون الثاني .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى