جرمانوس جرمانوس مكرّماً في مركز الصفدي ـ طرابلس

اعتبر وزير الثقافة ريمون عريجي أنّ لبنان بحاجة في هذه اللحظة الحرجة الشائكة من تاريخنا الحديث، إلى تضامن لبناني عميق واعٍ لكل مكوّناته السياسية، والتقاط فرص الخلاص المتاحة كلّها لتسييجه من الأخطار المحيطة به وتصويب الحياة الوطنية حفاظاً على هويتنا الصافية.

كلام عريجي جاء خلال حفل تكريم «مركز الصفدي الثقافي» في طرابلس، وبرعاية وزارة الثقافة، للكاتب والشاعر والرائد في اللغة المحكية جرمانوس جرمانوس، والذي تخللته شهادات للشعراء: الوزير السابق يوسف سعادة، الشاعر غسان مطر، أسعد جوان والإعلامية ماريا يمّين، كما تخللته وقفات فنية لكل من الفنانين: أميمة الخليل، هاني سبليني، غادة شبير وشربل روحانا الذين غنوا من شعره، فيما حلت الفنانة ماجدة الرومي ضيفة شرف.

حضر الحفل، إلى عريجي، النائب محمد الصفدي وعقيلته فيوليت، النائب أسطفان الدويهي، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس عامر الرافعي، رئيس اتحاد بلديات زغرتا زعني الخير، رئيس بلدية زغرتا طوني مرقص الدويهي، نقيب الأطباء في طرابلس الدكتور إيلي حبيب، طوني الخوري ممثلاً نقيب المحامين في طرابلس، ونخبة من الشعراء والفنانين والممثلين وأصحاب الفكر والثقافة.

ورأى عريجي أنه فيما دول الجوار تحتدم فيها الحرائق المذهبية، الطائفية والدينية، ويلغى فيها الإنسان بِاسم ادّعاءات دينية باطلة، شهدت طرابلس قبل فترة تشنجات عابرة، دخيلة على خلقيات أهل المدينة المتسامحة والمسالمة. ورغم ذلك، نحتفل اليوم بلبنان السمح، الراقي، الإنساني، الممارس للقيم، وبعطاءات مبدعيه.

وفي حين نوّه بالتوجه الواعي لمركز الصفدي الثقافي المشجع للابداع والتوجهات الثقافية والانمائية، لفت إلى ان هذا التوجه يصبّ في مسألة اللامركزية الثقافية التي تدخل في جوهر سياسة وزارة الثقافة والتي نصّت عليها مقدّمة الدستور اللبناني.

بدوره، اعتبر الوزير السابق سعادة أن تكريم جرمانوس جرمانوس في طرابلس أعادنا إلى زمن جميل كانت فيه المدينة بيتاً لقرانا وبلداتنا وحضناً أميناً لأمنياتنا وتطلعاتنا، تفوح منها رائحة الحبر والثقافة والعيش الواحد. متمنياً لو تمكن اللبنانيون، كقصائد جرمانوس، من عبور الحواجز والانقسامات والكبرياء للوصول إلى لبنان الشعراء والمواطن.

من ناحيته، لفت الشاعر غسان مطر إلى أنّ جرمانوس يملك مفتاح تهيئة العامية لمضارعة الفصيحة في احتمالات الجمال، واصفاً الامر بالصعب الصعب الذي يسهل أمام خيال جرمانوس وامتلاك أدواته السحرية في الصوغ والبناء.

كما ألقت الرومي كلمة في جرمانوس جرمانوس، اعتبرت فيها أنّ قيمة لبنان أكثر بكثير من الصراعات التي تحدث حالياً، فهو ثروة إنسانية ونحن مستمرّون مع الكبار في بنائه، وفي انتظار أن يرجع كله لنا، نستمد نحن هذه الابداعات.

من جهته، وصف جوان المكرّم بالشاعر البرّي، اختصاصه الحقول والجبال، يعيش في محبسة تدعى المحبرة.

أما يمّين، فرأت أنه لحظة اقترابك من جرمانوس تكون في حضرة قصيدة، ولحظة اقترابك من قصيدة جرمانوس تكون في حضرة الشعر المحكيّ.

الحفل الذي قدّمته المديرة العامة لمركز الصفدي الثقافي نادين العلي عمران، وأثنت خلاله على إنجازات صاحب التكريم، قدّم في ختامه عريجي لجرمانوس درعاً تكريمية من وزارة الثقافة، قبل أن تلقي فيوليت الصفدي كلمة اعتبرت فيها أن جرمانوس من الشعراء الذين يتلاقون ورسالة مركز الصفدي الثقافي ونشاطاته في سبيل نشر الفكر والثقافة، ودعم كلّ من يسعى إلى ذلك. لافتة إلى أنّ التكريم اليوم تكريم لكلّ فنان وشاعر اختار الفكر والثقافة أفقاً لعطاءاته.

واختتم الحفل بقصيدة جديدة ألقاها جرمانوس تحت عنوان «طرابلس».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى