لافروف: روسيا وقطر تعوِّلان على المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو والدوحة أكدتا تمسكهما باتفاقات فيينا بشأن سورية والتي تقضي بتهيئة ظروف تمكن شعبها من تقرير مصيره بنفسه.

وفي تعقيبه على نتائج محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أمير قطر تميم آل ثاني في موسكو أمس، قال لافروف إن كلا البلدين يعولان على أن تبدأ المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة في أقرب وقت قبل انتهاء الشهر الحالي بناء على الاتفاقات السابقة وقرار مجلس الأمن الدولي.

وأشار لافروف إلى أن التسوية السورية كانت في صدارة لقاء الزعيمين الروسي والقطري أثناء بحثهما القضايا الدولية، لكنهما تطرقا أيضاًَ إلى الأوضاع في اليمن وليبيا وغيرها من دول الشرق الأوسط.

وتابع الوزير الروسي أن الطرفين أكدا اهتمام موسكو والدوحة على ضرورة رفع فعالية مواجهة الإرهاب في إطار الجهود الدولية المبذولة على هذا الصعيد. وأوضح لافروف أن الجانبين نسقا خطوات ملموسة من شأنها أن تسهم في تحقيق هذا الهدف، قائلاً: «ستستمر روسيا وقطر في سعيهما إلى ضمان أكبر قدر ممكن من فعالية مكافحة الإرهاب».

وذكر وزير الخارجية الروسي أن الأزمات التي تشهدها المنطقة العربية اليوم يجب ألا تحجب أهمية القضية الفلسطينية وضرورة استئناف الحوار المباشر بين فلسطين و«إسرائيل» على أساس قاعدة قانونية تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.

وكانت الأزمة السورية قد حضرت في لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الذي أكد محورية الدور الروسي في العالم. وأفاد مصدر أن بوتين وتميم أكدا ضرورة التعاون في قضايا منطقة الشرق الأوسط.

وقد أمل بوتين السعي إلى «تسوية لمعظم القضايا الإشكالية» بالاشتراك مع قطر.

كما أعرب بوتين عن أمله في أن تصبح الجهود التي بذلها الطرفان خلال السنوات الماضية لبناء العلاقات الثنائية، قاعدة جيدة لمزيد من الخطوات، بما في ذلك خلال زيارة أمير قطر إلى موسكو. وأضاف: «نحن نعول على دفعة جديدة للعلاقات الثنائية».

بدوره أشاد الشيخ تميم بالتنسيق بين قيادة البلدين على المستوى العالي خلال السنوات الماضية، معرباً عن أمله في أن يشكل هذا التنسيق قاعدة قوية متينة للانطلاق إلى مرحلة متقدمة أكثر من السابق في العلاقات بين البلدين.

وأردف قائلاً: «سنناقش الوضع في الشرق الأوسط والتطورات الجديدة والمشاكل التي تعاني منها المنطقة». وأضاف: «أن دور روسيا محوري ومهم في الاستقرار بالعالم ونتمنى التعاون بيننا وبين الأصدقاء في روسيا ونحاول أن نجد حلولاً للاستقرار لبعض الدول في المنطقة».

وكان الشيخ تميم قال خلال اجتماعه برئيس مجلس الدوما البرلمان الروسي سيرغي ناريشكين، إن العلاقات بين قطر وروسيا قوية ومتينة وتاريخية، مؤكدا على اهتمام الدوحة بمواصلة تعزيز تلك العلاقات.

وأضاف: «لروسيا دور مهم وقوي في العالم وخاصة في الشرق الأوسط، لثقل روسيا ولأهميتها في العالم»، مضيفاً أن الدوحة تعول على الأصدقاء الروس لكي يلعبوا دوراً مهماً في وضع حد للكارثة التي يعيشها الشعب السوري وفي التسوية السياسية للنزاع.

من جهة أخرى وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إنه لا يستطيع تأكيد عقد محادثات بشأن سورية في الخامس والعشرين من الشهر الحالي.

وأعرب فابيوس عن أمله بأن تعقد هذه المفاوضات مؤكداً الحاجة إلى إجراءات لبناء الثقة في سبيل إنهاء حصار المدن السورية. كما قال فابيوس إن فرنسا تسعى إلى تهدئة التوتر بين السعودية وإيران.

من جانبه، أعلن المؤتمر السوري العام المعارض عدم اعترافه بمؤتمر الرياض للمعارضة السورية ورأى أن الوفد المنبثق عنه لا يمثل إلا نفسه.

وفي مؤتمر صحافي عقد في بيروت طالب رئيس المؤتمر محمد رحال السعودية بوقف دعم الجماعات الإرهابية المسلحة في الداخل السوري.

وفي سياق آخر، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن المجزرة الدموية التي اقترفها تنظيم «داعش» الإرهابي ضد المدنيين الأمنين في ضاحية البغيلية بمحافظة دير الزور هي استمرار لسلسلة الأعمال الإرهابية الهمجية والممنهجة التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية.

وقالت الوزارة في رسالتين الى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن إن حكومة الجمهورية العربية السورية، إذ تؤكد أولوية محاربة الإرهاب في سورية وعزمها على متابعة واجبها بالدفاع عن الشعب السوري وحمايته وفقاً لمسؤولياتها الدستورية فإنها تدعو مرة أخرى إلى إدانة هذه الاعمال الإجرامية والإرهابية والى قيام مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في محاربة الإرهاب واجتثاث جذوره وتجفيف مصادر تمويله.

وأوضحت الوزارة أن المجزرة الدموية الجديدة تأتي استمراراً لسلسلة الأعمال الإرهابية الهمجية والممنهجة التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية المدعومة من دول إقليمية ودولية تقوم بتسخير هؤلاء الإرهابيين لخدمة مصالحها الضيقة وأجنداتها الجيوسياسية في المنطقة.

وتابعت: «إن حكومة الجمهورية العربية السورية تؤكد أن هذه الجرائم والمجازر الدموية التي يرتكبها «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية ما كانت لتتم لولا الدعم المستمر للإرهابيين بالسلاح والعتاد والمال والدعم اللوجستي المقدم من الأجهزة الاستخباراتية للدول المتورطة في سفك دماء الشعب السوري ولا سيما السعودية وقطر وتركيا ونشير في هذا المجال الى الدور الهدام الذي تقوم به فرنسا التي برعت دبلوماسيتها بإطلاق الكلام الفارغ الذي يشجع على ارتكاب الأعمال الإرهابية من خلال شيطنتها للقوى التي تكافح بحق ضد الإرهاب.

إلى ذلك، رجحت مصادر مطلعة أن يتم البدء بتنفيذ اتفاق انسحاب تنظيمي داعش وعناصر من «جبهة النصرة» الإرهابيين وتنظيمات أخرى من منطقة جنوب دمشق خلال 72 ساعة تقريباً.

وأكدت المصادر لصحيفة «الوطن» السورية، ما تداولته مواقع معارضة عن دخول مسلحين من أبناء الحجر الأسود ومخيم اليرموك إليهما من بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم لتسلم خط الجبهة تمهيداً لخروج داعش.

والمصادر وفي ردها على سؤال إن كان دخول هؤلاء المسلحين سيؤثر على جهود الدولة والفصائل الفلسطينية لاستعادة سيطرتها على المنطقة وعودة الأهالي، قالت: «الموضوع مرتبط بأعدادهم»، وأضافت: «من وجهة نظر شخصية الأمر لن يؤثر».

وقالت مصادر مطلعة أخرى لـ«الوطن»: إن «هناك استعدادات للخروج… وأيضاً هناك استعدادات من الفصائل الفلسطينية لملء الفراغ».

وتم في يلدا وببيلا وبيت سحم منذ أكثر من عام إبرام اتفاقات مصالحة بين الجهات المعنية والمسلحين.

وقالت المصادر المطلعة: «هناك احتمالات أن الدخول تم بتفاهمات» مع الجهات المعنية، لافتة إلى أنه جرى قبل أسبوع «تواصل مع يلدا وببيلا وبيت سحم وقدم المسلحون ضمانات بمنع المقاتلين من التسلل» إلى تلك المناطق، ولفتت إلى أن هناك «تشدداً من قبل جبهة النصرة في مخيم اليرموك».

من جهة أخرى، فشل وفد أممي في الوصول إلى بلدتي كفريا والفوعة بعد دخوله إلى منطقة قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي، وقد انطلق الوفد من العاصمة دمشق للاطلاع على وضع المدنيين المحاصرين في البلدتين.

وذكر مصدر، أن الوفد الأممي منع من إكمال طريقه إلى البلدتين الواقعتين في ريف إدلب بسبب رفض ما يسمى بحركة أحرار الشام دخول الوفد.

ميدانياً، تواصل القوات السورية التقدم من أجل استعادة مدينة درعا من قبضة الجماعات المسلحة التي تسيطر عليها.

وكثف الجيش السوري عملياته العسكرية ضد هذه المجموعات خاصة عند أطراف حي المنشية في الجزء الجنوبي الغربي من درعا ونجحت القوات في استعادة المنطقة.

وحقق الجيش السوري مكاسب استراتيجية على الأرض بفضل الغطاء الجوي الروسي، وقد ساعدت الغارات الجوية والهجوم البري في قمع الجماعات المسلحة مثل «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» من توسيع نفوذهم وسيطرتهم على جميع أنحاء البلاد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى