زمكحل: رجال الأعمال يدفعون ثمن توترات لا دخل لهم بها

شدّد رئيس تجمع رجال الأعمال الدكتور فؤاد زمكحل على «أنّ وجود اللبنانيين في كلّ دول العالم ليس مرتبطاً لا بدين ولا بطائفة ولا بسياسة، بل الهدف الوحيد هو الاستثمار والعيش الملائم بكرامة»، معتبراً «أنّ هذا الواقع مستمر منذ زمن بعيد وسيستمر في المستقبل».

وأشار زمكحل، في تصريح، إلى «أنّ اللبناني الذي اختار الهجرة منذ مئات السنوات وعقود طويلة كان بهدف البحث عن أراض خصبة وظروف حياتية أفضل ولم يغادر بلده إطلاقاً ولم يذهب إلى بلد آخر لأسباب سياسية أو طائفية».

وشدّد على «أنّ اللبنانيين يعملون في الدول العربية والأفريقية والأميركية لأسباب اقتصادية اجتماعية لا أكثر ولا أقل».

وأضاف: «لا بدّ من الإشارة إلى أنّ اللبنانيين في هذه الدول استفادوا على هذا الصعيد، كما أنّ نسبة 25 في المئة من الناتج المحلي الداخلي هي نتيجة تحويلات اللبنانيين المغتربين إلى ذويهم. لكن في نفس الوقت، فإنّ الدول المستضيفة للبنانيين أيضاً استفادت من خبراتهم وكفاءاتهم وأفكارهم من أجل تعزيز نمو اقتصادها، فعلى سبيل المثال يشكل النشاط الاقتصادي للبنانيين في أفريقيا نحو 30 في المئة من الناتج المحلي في هذه القارة النامية، والرقم قريب أيضاً في أميركا اللاتينية».

أما بالنسبة إلى وجود ونشاط اللبنانيين الاقتصادي في دول الخليج، فأشار زمكحل إلى العلاقات الأخوية والاقتصادية والتاريخية المتينة، التي تربط رجال الأعمال اللبنانيين وهذه الدول، لافتاً إلى التبادل التجاري والاستثماري المنتظم بينهما.

وتابع: «لسوء الحظ، رجال الأعمال والمستثمرون اللبنانيون يدفعون ثمن التوترات الداخلية والإقليمية لا دخل لهم بها ونتمنى معالجة كلّ هذه التوترات بعيداً من الاقتصاد وعالم الأعمال. إنّ وجود اللبنانيين في كلّ دول العالم هو نتيجة توفر الفرص هناك، علماً أنّ الفائدة مشتركة تهدف إلى تآزر وتكامل مع رجال الأعمال المحليين».

وقال زمكحل: «بعد توقيع الاتفاق النووي بين إيران ودول 5+1 قمنا بالانفتاح على إيران، هذا السوق النامي، لكننا فوجئنا بالتوترات الإقليمية الجديدة غير المتوقعة».

ورأى «أنّ هذه التطورات تحبس أنفاس قطاع الأعمال اللبناني الذي أبدى حماسة لافتة لولوج الأسواق الإيرانية العملاقة بعد رفع العقوبات»، مشدّداً على «أننا كرجال أعمال لبنانيين نقف دائماً بعيداً عن التوترات السياسية الداخلية الإقليمية والدولية، وخيار الحياد ينطلق من احترامنا لسياسات الدولة كافة، علماً أنّ اتجاهنا دائماً اقتصادي، تجاري واستثماري بامتياز، لكننا مضطرون إلى أخذ التوترات السياسية في الاعتبار للمحافظة على علاقتنا مع كلّ بلدان العالم».

وأضاف: منذ اليوم الأول لهذا التوتر، ونحن نتريث، نراقب، ننتظر ولا يمكن، ولا نريد، وليس هدفنا أن نأخذ موقفاً مع خط ضدّ آخر، بل ننتظر أن تمرّ هذه الغيمة السوداء لنعاود ما كنّا قد بدأناه».

وأكد «أننا عندما نتوجه إلى أي بلد في العالم نحمل بفخر العلم اللبناني بيد وبيد أخرى العلم الريادي اللبناني الذي زرعناه وسوف نزرعه في أراضي العالم كافة».

وختم زمكحل: «نحن نحترم القرارات الدولية والإقليمية، لكن لسوء الحظ ما نعمل على بنائه لسنوات يُهدم بكلمة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى