محمد العبدالله يوقّع «أعمال الكتابة» في «دار الندوة»
لمى نوّام
احتفاءً بديوان «أعمال الكتابة» للشاعر اللبناني محمد العبدالله، الذي جمع فيه قصائد غنّاها كبارٌ منهم مارسيل خليفة وأميمة خليل وأحمد قعبور وسامي حواط، أحيا عشرات الشعراء والكتّاب وبعض رجال السياسة، أمسيةً شعرية في «دار الندوة» في بيروت، بحضور حشدٍ من المثقفين وأصحاب القلم والإعلاميين.
شارك في قراءة قصائد العبدالله كل من الشعراء: عصام العبدالله، جودت فخر الدين، محمد علي شمس الدين، شوقي بزيع، حسن عبد الله، عباس بيضون، حسن داود، لوركا سبيتي، حسن م. عبد الله، علي عبد الله، غسان مراد، والروائي رشيد الضعيف، والكاتب كريم مروّة. ثم قدّم الشاعر المحتفى به قصيدة طويلة كتحية للمشاركين في الأمسية.
محمد العبدالله، شاعر برز في السبعينات من القرن الماضي، وخطّ لنفسه أسلوباً شعرياً متميّزاً، جمع بين الفلسفة والحبّ والحياة، ومزج بين السخرية والسياسة والتحدّي، بالمحكيّة تارةً، وبالفصحى طوراً.
له من المؤلفات ما يفوق 11 مجموعة شعرية، ونصوص مسرحية وقصصية، حصل على إجازة في الفلسفة من الجامعة العربية في بيروت 1973، وعلى شهادة الكفاءة في الأدب العربي من كلّية التربية ـ الجامعة اللبنانية، وعلى دبلوم الدراسات المعمقة في الأدب العربي عام 1975، وعلى شهادة السوربون الثالثة عام 1977. اشتغل بالصحافة في الصحف والمجلات التالية: السفير، النهار العربي والدولي، الحياة، الموقف العربي، المستقبل، كما قدّم بعض الأعمال الإذاعية. وأصدر مجلة «اليوم السابع» الثقافية التي توقّفت بعد وقت.
له دواوين شعرية عدّة نذكر منها: «رسائل الوحشة» 1979 ، «بعد ظهر نبيذ أحمر بعد ظهر خطأ كبير» شعر قصص 1981 ، «جموع تكسير» 1984 ، «حبيبتي الدولة» تغريبة 1986 ، «تانغو» 1987 ، «بعد قليل من الحب… بعد الحب بقليل» 1992 ، «قمر الثلج على النارنج» 1998 ، «بلا هوادة»، «لحم السعادة»، و«حال الحور».
أما كتاب «أعمال الكتابة» الصادر عن «دار الفارابي»، فهو بمثابة مجموعة قصائد بالمحكيّة والفصحى، غنّاها مارسيل خليفة وأحمد قعبور وأميمة الخليل وسامي حواط، وفيه أيضاً نصوص قصيرة. جمع القصائد «نادي لكلّ الناس».
«البناء» حضرت الأمسية وحفل التوقيع، وكانت لقاءات مع عدد من الشعراء.
يقول الشاعر شوقي بزيع: «محمد العبدالله صديق قديم منذ أيام الجامعة في كلّية التربية، كنّا معاً على مقاعد الدراسة، وكان محمد من العناوين الأكثر جمالاً وإضاءةً لتلك المرحلة. فهو حمل صوتنا نحن أبناء الريف الذين تركنا قرانا ونزحنا إلى المدينة وتصادمنا مع جدران المدينة وإسمنتها.
الشاعر محمد العبدالله من أصدق أصوات السبعينات في الشعر اللبناني العربي، ما يميّز محمد العبدالله هذا الكدّ اللغوي القائم على المهارة والاشتقاق والهندسة اللغوية. نجد لديه دماء على الورق، أعصاباً، وهذا الشغف في اللغة الذي لم يمنع أبداً أن تكون المسافة بينه وبين قلبه معدومة تماماً، فهو عبّر عن وجدان جيل بكامله وهو جيل ما قبل الحرب بقصائد منها: بيروت، الدم الزراعي، ومظاهرة التي أهداها إلى حبيبته وهي تداس بأرجل الشرطة آنذاك».
وقالت الشاعرة لوركا سبيتي: «الشاعر والكاتب محمد العبدالله مدرسة في الشعر الحديث. شعره مفاجئ وصادم، خارج عن المعايير والطقوس والقيود. لقد كسر قيود الشعر الحديث الذي هو بلا قيود، ومن المفترض أن يكرّم منذ زمن، وأنا حاورته مرّتين في إذاعة صوت الشعب وكان حواري معه من أجمل الحوارات التي أجريتها».
بدوره، قال الشاعر حسن م. عبد الله: «هذا التكريم للشاعر والكاتب محمد العبدالله يأتي في وقت متأخر جداً، والعتب ليس عى الشعراء إنما على المؤسسات الثقافية اللبنانية، وبشكل خاص وزارة الثقافة واتّحاد الكتاب اللبنانيين، فالحريّ بهم أن يلتقطوا اللحظة الحاسمة في حياة كبار المثقفين والشعراء اللبنانيين وأن يعملوا على إعطاء هذا الشاعر أو المثقف أو الروائي حقه.
محمد العبدالله واحد من الشعراء الكبار لبنانياً وعربياً، ابتدع أسلوباً شعرياً جديداً، وواجه الحياة بكل أبعادها الثقافية والفكرية والوجودية والفلسفية حتى رفع الحياة من يومياتها وشوارعها، ووضعها في نصّ شعريّ هائل، يمكن تدريسه في المدارس والجامعات».