حردان: أنجزنا على طاولة الحوار مواصفات الرئيس فلننجز قانون الانتخاب وبقية البنود كسلّة متكاملة لإنقاذ لبنان
أكّد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، أنّ لبنان يمرّ اليوم بظروف دقيقة للغاية تحتّم إنهاء هذا الفراغ الكامل في المؤسسات، بدءاً بالشغور الرئاسي مروراً بالحكومة والمجلس النيابي المعطلين، مشدّداً على أنّ طاولة الحوار أنجزت مواصفات الرئيس، ويجب أن تنجز قانون الانتخاب وبقية البنود كسلّة متكاملة لإنقاذ لبنان.
كلام حردان جاء بعد زيارته ورئيس المكتب السياسي في «القومي» الوزير السابق علي قانصو رئيس مجلس النواب نبيه برّي في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث تمّ خلال اللقاء البحث في آخر المستجدات، خصوصاً في ما يتعلق بموضوع الانتخابات الرئاسية.
وأكد حردان بعد اللقاء، أنّ «لبنان يحتاج إلى الإسراع وليس إلى التسرّع في تفعيل المؤسسات بدءاً من انتخاب رئيس الجمهورية، لأنّ الشغور لا يجوز أن يستمرّ، كذلك يجب تفعيل الحكومة لمعالجة مصالح الناس وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والأمني والاقتصادي، وخصوصاً أنّنا على أبواب استعدادات لإجراء الانتخابات البلدية، كما سمعنا من وزارة الداخلية والبلديات، وهذه المسألة نعتبرها جزءاً لا يتجزّأ من عملية الاستقرار والتنمية في البلد».
أضاف حردان: «بخصوص الاستحقاق الرئاسي وما جرى أخيراً، نقول إنّ هناك طاولة حوار ونقاش وجدول أعمال مبوّب بنقاط تشكّل سلّة واحدة، وهي: انتخاب رئيس الجمهورية، قانون الانتخاب، تفعيل الحكومة، تفعيل المجلس النيابي، تعزيز الجيش»، مشيراً إلى أنّ «مواصفات رئيس الجمهورية طُرحت في جلسات متتالية للحوار، والسعي الآن هو لمتابعة هذا الموضوع، وهناك من يقول إذا أنجزنا مواصفات الرئيس فلننجز قانون الانتخاب وبقيّة البنود لكي تشكّل هذه السلّة طريق إنقاذ وخلاص للبلد».
وردّاً على سؤال عمّن هو مرشح الحزب القومي للرئاسة، قال حردان: «نحن نشارك في طاولة الحوار وقد طرحنا مواصفات الرئيس، ونملك وجهة نظر، لكن هذه المسألة تتعلّق بنتائج طاولة الحوار ووضع هذا الملفّ على طاولة كلّ طرف لدرسه، ونحن كحزب وكتلة نيابية ندرس الموضوع ونتّخذ منه موقفاً ونعلنه في الوقت المناسب».
وردّاً على سؤال عن قول الرئيس برّي إنّ لقاء جعجع – عون جيّد لكنه لا يكفي لانتخاب رئيس للجمهورية، أجاب حردان: «الانتخابات الرئاسية مسألة دستورية، وهي تُجرى وفق الأصول، أي أنّ الهيئة العامة للمجلس النيابي تنعقد كهيئة ناخبة إذا تأمّن النصاب الدستوري للجلسة، ويُصار إلى انتخاب أحد المرشّحين رئيساً، وعليه فإنّ إعلان أيّ كتلة نيابية أو أيّ قوّة سياسية تأييدها لمرشح ما هو أمر إيجابي، وهذا ما حصل بالأمس».
وردّاً على سؤال عن رأيه في من سيصل بهذا الملف الى خواتيمه؟ أجاب حردان: «أنا لا أستطيع التبصير في هذا الشأن، فالمجلس النيابي سيّد نفسه، والكتل النيابية تقرّر اتجاه التصويت الذي تراه مناسباً».
وفد التيار الوطني الحر
وكان حردان استقبل في مركز الحزب ـ الروشة، في حضور قانصو، وفداً من التيار الوطني الحر، مكلّفاً من العماد ميشال عون، ضمّ الوزير الياس بو صعب والنائب نبيل نقولا.
وبعد اللقاء قال بو صعب للصحافيين: «جئنا بتكليف من الجنرال عون لنزور رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، كما نزور جميع المرجعيات السياسية والوطنية على إثر ترشيح الجنرال عون، وعلى إثر تبنّي رئيس «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع لترشيح الجنرال عون، بهدف شرح ما حدث، وشرح التفاهم الذي حصل في هذا الاتجاه، ولنؤكّد لكلّ الأفرقاء وللحلفاء أنّ اللقاء لا يعني إلغاءً لأحد».
أضاف: «الجنرال عون واضح في موقفه بأنّ هذا التفاهم لا يمكن أنّ يكون تفاهماً على حساب أحد، وهو حريص على أن يكون كلّ الأفرقاء في لبنان شركاء في إنتاج حلّ لمصلحة لبنان، وعلى أن لا يستثني الحلّ أحداً، ولا يجب أن يفكّر أحد بإمكانية حصول لقاءات ثنائية بوجه آخرين، لأنّه إذا أردنا أن ننتقل إلى لبنان الذي نطمح إليه، وإلى شراكة حقيقية بين كلّ اللبنانيين، دائماً كنا نقول إنّ هذا لا يتمّ إلا بتفاهم مع جميع الأفرقاء، جميع المرجعيات السياسية والوطنية الموجودة في لبنان».
وختم بو صعب مؤكداً أنّ «هذا الموضوع له تكملة، لأنّه بداية جديّة وأساسية لموضوع رئاسة الجمهورية، ويحتاج الى تواصل من أجل أن نصل إلى خواتيم سعيدة».
بدوره قال حردان للصحافيين، إنّ «الزيارة طبيعية بين الحلفاء»، لافتاً إلى أنّ «الوفد قدّم صورة مفصلة عمّا حصل في الأيام الماضية».
واعتبر حردان أنّ الشغور الرئاسي هو عُطل كبير في الحياة السياسية، ونتيجة هذا العُطل، الحكومة معطّلة، ومجلس النواب معطّل، لذلك «نحن مع تفعيل المؤسسات، بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية. ونحن نشدّد دائماً على هذا الأمر، لكي يُصان لبنان».
وقال حردان: «لا يستطيع أحد أن يضع رأسه في الرمال وينفي عدم وجود عاصفة تهدّد لبنان، لأنّ لبنان في عين عاصفة الإرهاب التي تضرب كلّ المنطقة».
أضاف حردان: «نحن موجودون على طاولة الحوار، والكلّ يعرف أنّ البند الأول على طاولة الحوار هو انتخاب رئيس للجمهورية، طبعاً هي سلّة متكاملة، قانون انتخاب، تفعيل الحكومة، المجلس النيابي، دعم الجيش، والأمر الأساسي في هذه السلّة المتكاملة أنّ الجميع يشارك في بحث بنودها، ونحن من الأطراف السياسية المشاركة، وقد وضعنا وجهة نظرنا حول مواصفات رئيس الجمهورية الذي يستطيع أن يُساهم في عملية إنقاذ لبنان، ونرى أنّ كلّ خطوة تدفع بهذا الاتجاه هي أمر إيجابي ومرحّب به».
وقال حردان: «زيارة وفد التيار الوطني الحرّ هي لشرح حدث يتعلّق بتبنّي قوة سياسية أو كتلة نيابية لترشيح العماد عون. نحن استمعنا… وبالتالي فإنّ ما حصل من تفاهم وأبعاده، سيكون بنداً على طاولة قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي لكي تناقشه وتتخذ بشأنه القرار المناسب».
وختم: «نأمل خيراً للبنان ونأمل سرعة وليس تسرّعاً في تأمين انتخاب رئيس جديد للبنان».