تلفزيون لبنان

ما هي حقيقة الجو السياسي المحيط بالاستحقاق الرئاسي؟

المتداول في محافل سياسية ضيّقة عملت على خطوط متشابكة هو أنّ نصف الانتخاب لبناني ونصفه الآخر خارجي، بمعنى أنّ ترشيح الحريري لفرنجيه وجعجع لعون أوجد مناخاً رطباً في العملية الديمقراطية، لكنه لم يبلغ نقطة الانتخاب وهذا النصف الاول، في حين يبدو النصف الآخر مرتبطاً بمناخ إقليمي بدأت طلائعه من طهران، حيث أُطلقت مواقف تحاول نقل العلاقات مع الرياض إلى مرحلة جديدة، إذ إنّ المرشد علي خامنئي وصف الهجوم على السفارة السعودية بالأمر السيء، كما أنّ وزير الخارجية محمد جواد ظريف أعلن عن استعداد بلاده للتعاون مع السعودية ومحاكمة المسؤولين عن الهجوم على المقارّ الدبلوماسية السعودية.

ماذا يعني هذا الكلام؟

أوساط سياسية مطّلعة تحدّثت عن مفاوضات سعودية -إيرانية في إسلام أباد في وقت قريب. وهذا إن حدث، فإنّه سيتمّ على قاعدة الاقتصاد لإيران والسياسة للسعودية. وهو سيثمر تهدئة في أزمات المنطقة ومنها موضوع الاستحقاق الرئاسي اللبناني.

الأوساط نفسها قالت إنّ ما يجري محلياً على الصعيد الانتخابي الرئاسي مفيد، لكن الانتخاب لن يتمّ قبل جلاء التفاوض السعودي – الإيراني.

وفي المواقف المحلية برز كلام الرئيس برّي على أنّ ما حصل في معراب غير كاف ولا يحقق الانتخاب الرئاسي في وقت بقي الرئيس سعد الحريري على موقفه، وأيضاً في حين تريّثت الكتائب في تحديد موقفها من غير ظهور مؤشرات على تحديد قريب لحزب الله لموقفه.

«المنار»

بين منخفض تالاسا ومرتفعات الرئاسة يترقّب اللبنانيون..

ثلوج وانخفاض في درجات الحرارة ورياح سريعة ينتظرها لبنان هذه الأيام، لكنها لن تصل إلى مستوى عاصفة عاتية تقطع الأوصال كما تبثّ الإشاعات.

رئاسياً حرارة مرتفعة بالعلاقات، وجولات سريعة ومواقف وتفاعلات أرخاها مشهد معراب، فكان خطوة متقدّمة تريح الساحة الوطنية والمسيحية حسب توصيف رئيس مجلس النوّاب، لكن حسم المواقف وترتيب المشهد الجديد بعد خلط الأوراق يحتاج بعض الوقت، فموقف عين التينة، بحسب الرئيس نبيه برّي، سيكون الأخير وليس الأول، على اعتبار أنّ الموقف المناسب يُتّخذ بعد درس كل المعطيات.

وفي المعطيات، فإنّ جولات التيار على القوى السياسية إيجابية إلى الآن، وما أُعلن من مواقف ضمن سقف التوقعات.

توقعات البعض في المنطقة كذّبتها الوقائع، فوصل حدّ هذيان أحد وزراء الخارجية، من يشتري كل سلاحه حتى الرصاصات، إلى التهديد بامتلاك قنبلة نووية، ولعلّ سخرية نظيره الأميركي بعض الجواب.

وخير جواب على التطورات ما أعلنه وزير الدفاع الباكستاني بأنّ بلاده لا يمكن لها أن تكون في حلف مُعادٍ ضدّ ايران.

«أن بي أن»

ما بعد إعلان معراب سُجّل حراك سياسي ونيابي، ارتياح في المشهد المسيحي والوطني للخطوة التصالحية لم يترجم عملياً في الرئاسة.

لا جديد حصل، المرشّحان مستمران عون وفرنجية، والأسئلة باقية، ماذا سيحصل؟ هل بانسحاب أحدهما؟ أم بالاختيار نيابياً بين اثنين؟

التيار الوطني الحر استنفر سياسياً كما بدا في جولاته لتسويق إعلان معراب، والحلفاء منقسمون بين صامت وحذر ومرحّب ومؤيّد، فهل تبتّ الكتل خياراتها قبل الثامن من شباط؟

خارجياً، اهتمامات تتوزّع ما بين محاربة الإرهاب الذي جمع العواصم في باريس لوضع الخطط الجديدة وحل الأزمة السورية التي بدت ملامحها في اجتماع زوريخ اليوم أمس ، بين جون كيري وسيرغي لافروف.

حُسم الجدل، والقرار اتّخذ دولياً لإجراء مفاوضات سورية هذا الشهر، وبدء العملية السياسية التي تواكبها تطورات الميدان، من الإنجازات العسكرية السورية وتوسيع رقعة المصالحات التي طالت القدم والعسالي في ريف دمشق اليوم، فزادت من نسب الأمان للعاصمة السورية.

تسابق بين مجموعات المسلحين سرّاً وعلناً لاتمام تسويات تتيح إمّا الهروب شمالاً أو الدخول في مصالحات مفتوحة. المعادلات الدولية تغيّرت، وباتَ المسلحون متروكين لقدرهم، لكن الخيار الوطني السليم تعتمده دمشق في فتح أبواب المصالحات على مصراعيها.

«المستقبل»

وغداً يوم آخر على طريق جلسة الثامن من شباط، لانتخاب رئيس للجمهورية، بعدما صار واضحاً وجود مرشّحين هما ميشال عون وسليمان فرنجية.

وستكون حجّة عدم النزول إلى مجلس النوّاب قد باتت بلا مبرّر، خصوصاً أنّ كل مرشّح منهما يتمتّع بدعم نيابي كبير.

ومن اليوم إلى حينها، ستكون النيّات في امتحان، إمّا تُكرّم الديمقراطية، ويُنتخب الرئيس أو تُهان ويبقى الفراغ سيد القصر. وإذا لم يتأمّن نصاب الجلسة، سيظهر واضحاً للجميع أنّ حزب الله وميشال عون يعطّلان البلاد تحت شعار: «عون أو نخرب البلد»، كما جرى في دول كثيرة أُحرقت حفاظاً على كرسي رجل واحد.

غداً اليوم أيضاً يمثل المجرم ميشال سماحة أمام المحكمة العسكرية، محكمة التمييز بين اللبنانيين، التي أفرجت عنه قبل الانتهاء من استجوابه، رغم اعترافه بالتخطيط لنشر التفجيرات والفتن في لبنان، وإسالة الدماء وإثارة النعرات المذهبية.

وغداً اليوم ستكون المحكمة أمام امتحان العدالة، فهل تُعيده إلى حيث يجب أن يكون في القفص، أم أنّها ستواصل سياسة التمييز بين اللبنانيين، وهم بدورهم لن يسكتوا عن إفلات مجرم برتبة قاتل بينهم.

«ام تي في»

عرس معراب حرّك المستنقع الرئاسي الراكد وأحرج المرتاحين إلى عجز المسيحيين عن الاتفاق، وألزم الشاغلين بالطبخة الرئاسية بأن يحوّلوها من طبخة بحص إلى طبق مستحق لا يمكن تأجيله، هذا بادٍ في جولات باسيل لتسويق اتفاق معراب والعماد عون رئيساً. ويظهر أيضاً في تحرّك محتمل للنائب سليمان فرنجية باتجاه الفاتيكان وفي البوانتاجات المحمومة والتوقعات عن التموضعات الحقيقية لكل فريق عندما تدق الساعة.

على خط المفاتيح النيابية الرئاسية تأنٍّ واحتكام إلى صندوق الاقتراع في المستقبل، تريّث مدوّن وكتم للأهواء في عين التينة، ضبط للنفس في أوساط النائب جنبلاط وكلام مدروس ومبدئي في البيت المركزي الكتائبي.

ووسط التساؤلات الكل واثق أنّه بعد تسليم القوات ميشال عون المفتاح المسيحي، مفتاح قصر بعبدا هو في جيب حزب الله. في السياق، يرصد المراقبون ما إذا كان النَفَس الإيراني التصالحي المستجدّ حيال السعودية سيلقى صدىً فانعكاساً على الشأن الرئاسي اللبناني.

«ال بي سي»

بينما يتلهّى الساسة بحسابات الربح والخسارة وبـ pointage، جلسة الثامن من شباط الرئاسية، وبينما يلعب السّاسة أنفسهم لعبة عضّ الأصابع وعدم الكشف عن ما يُبيّت من النيّات الانتخابية. سُجّلت اليوم حقيقة دامغة: السعودية تبلغ المعنيين الفرنسيين مجدّداً أنّ الفيتو على المرشّح العماد ميشال عون للرئاسة الأولى مستمر.

فيتو يُعيد اللعبة الرئاسية إلى المربع الأول، فالمملكة التي تعتبر لبنان ساحتها، ستجد من يقطع الطريق على عون وحتى على الجلسة بسهولة، وأول الغيث سيأتي من موقف كتلة المستقبل بعد لقاءات الرياض التي أعادت التأكيد على ترشيح سليمان فرنجية.

أمام الموقف السعودي، الاحتمالات كالتالي:

ينسحب المرشح سليمان فرنجية فيبقى الجنرال مرشّحاً، فهل تحضر كتلة المستقبل بثقلها المحلي والإقليمي الجلسة؟

لا تحضر كتلة المستقبل الجلسة، فهل يفتح الرئيس برّي باب المجلس؟

على هذا المعدّل، الرئاسة في الثلاجة مجدّداً، وقد يكون الموقف السعودي العذر الذي يناسب الجميع، فالاشتباك الإقليمي وحتى الدولي أكبر من تمرير الأمور الصغرى ومن بينها الرئاسة اللبنانية، وعلى اللبنانيين إذاً العودة إلى أمورهم الكبرى:

أين ملف ترحيل النفايات، كيف تُمرّر التلزيمات من دون مناقصات وبالتراضي، من سيوقف شركات المياه غير المطابقة، وهل فعلاً سيرتفع وزن ربطة الخبز؟

«الجديد»

الثامن من شباط من سيعطّلها أولاً؟ جلسة بلا متبنين وجعجعة بلا طحين حيث يجري البحث عن كتلة انتحارية تعلن أنّها ستقاطع لتحمل جرم تعطيل النصاب، كل مستعد لعدم الحضور لكنّهم أصبحوا فجأة ديمقراطيين ينتهجون مبدأ الشورى في ما بينهم. يجتمعون ويتداولون ويضطرون إلى استخدام أدمغة كانت معطّلة تمهيداً للخروج بمواقف واضحة وأمام هول الاجتماعات وكثافتها يحضر الاتفاق النووي الإيراني الدولي الذي عرف كيف ينتهي مع كل تعقيداته وبنوده وطروده المركزية. أمّا الطرد الرئاسي اللبناني، فإنّه يُبقي العقوبات مفروضة على القصر وبتعقيدات أشدّ وقعاً. فإذا كنّا بالسابق بعقدة عون، فقد أصبحنا اليوم أمام عقدتي عون وفرنجية. وليس كل ما يلمع رئيساً، إذ إنّ توفير نصاب الثلثين لأيّ من المرشحين أمر دونه مستحيلات معجّلة مكرّرة، ويصبح معها اتفاق عون جعجع صورة حلوة عن واقع مسيحي كان مرّاً. لكن الصور المتحركة لا تصنع رؤساء، لأن رأسمال جعجع في الصندوقة الانتخابية هو ثمانية أصوات فقط لا غير، وأهمية الحكيم كانت سابقاً في تحالفاته السياسية ومحيطه الأزرق، أمّا اليوم فقد تفرّق العشاق. ويقول نائب المستقبل أحمد فتفت للجديد، إنّ الخلاف مع جعجع أصبح استراتيجياً، والاستراتيجية الدفاعية للرئيس نبيه برّي أنّه رئيس للمجلس وأنّ رأيه يُذاع عند الاستماع إلى مواقف الآخرين عاكساً هذا الصمت على لقاء الأربعاء في عين التينة. ويؤكّد النائب في كتلته ياسين جابر، أنّ التريث خير الأحكام. لا يعني هذا الموقف أنّ برّي ليس في مُقدّم أصحاب الرأي، والداعم لخيار فرنجية، لا سيما بعدما أصبح حليف الحليف يداً واحدة مع خصم الحليف. وسط غياب المواقف المعلنة تبدو بنشعي على ترشّحها الذي لن تتخلّى عنه إلّا بالخطة باء الدّاعية إلى زيارة يقوم بها الجنرال إلى ابنه السياسي سليمان فرنجية وشرحه لمرحلة ما بعد بعد الترشيح. حتى الساعة ما من موعد متّخذ للزيارة، وجولة التيار اليوم أمس على القوى السياسية لم تشمل تيار المردة وهي عرّجت على عين التينة والصيفي ودارة خلدة والقوميين، وقبل استعراضها التسجيلات المسرّبة من فرع المعلومات، تضرب من جديد عشيّة مثول ميشال سماحة غداً اليوم طليقاً أمام المحكمة العسكرية.

«او تي في»

لا يزال الحدث اللبناني مركّزاً على تفاعلات لقاء 18 كانون الثاني في معراب، ذلك أنّ ردود الفعل اللبنانية والخارجية لا تزال تُراكم الطابع الإيجابي للخطوة، وأبرز تلك المراكمات إقليمياً.

كلام وزير الخارجية القطرية خالد العطية الذي اعتبر أنّ تأييد الدكتور سمير جعجع ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، قرار حكيم، ويأخذ في الاعتبار مصلحة لبنان. وقد توقّف كثيرون عند هذا الكلام، نظراً إلى عوامل عدّة، منها الرادارات الأميركية الدقيقة التي تملكها الدوحة سياسياً وعسكرياً، ومنها أيضاً أنّ كلام العطية صدر بعد ساعات قليلة على عودة أمير قطر من زيارة موسكو ولقاء بوتين. هذا فضلاً عن الدور المحوري الذي تلعبه الدوحة في التنسيق الخليجي والشرق أوسطي، وهو ما يزكّي كلام عون لـ«الأو تي في» أمس، عن أنّ جعجع يملك بدون شكّ أوراقاً شجّعته على خياره. لكن يظل الأساس تراكم الإيجابيات الداخلية لحدث 18 كانون، وهو ما ظهر في ردود الفعل الإيجابية الشاملة على مقابلة العماد عون أمس، إضافةً إلى استحالة أن يتخطّى أيّ كان اتفاق زعيمي أكبر حزبين مسيحيين. وسط استطلاعات للرأي العام، تؤكّد أنّ هذا الاتفاق يحظى بتأييد نحو 90 في المئة من المسيحيين، وهو ما جعل بكركي تذكر اليوم أمس ، عبر «الأو تي في»، كل الذين دأبوا على تكرار المطالبة باتفاق المسيحيين. فها هم المسيحيون قد اتفقوا. فتفضّلوا بوفاء العهود والوعود. إنّه المومنتوم المتدحرج المتفاعل، وهو ينتظر شفاعة مار مارون ليتوّج عشية عيده في 8 شباط. حتى ذلك التاريخ، تستمرّ أحداث كثيرة وخطيرة، نعرضها كاملة في نشرتنا، لكن البداية من خبر الأمل والبسمة: الطفلة إيللا تكتب أول حروفها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى