«إسرائيل» فوجئت بتكتيك المقاومة الجديد… والمواجهة أكّدت سقوط مشروع تصفية القضية الفلسطينية أي هجوم بري «إسرائيلي» سيتحول إلى مقبرة للجنود الصهاينة… وقصف تل أبيب والقدس رسالة تحذير
«إسرائيل» التي أرادت حسم المعركة سريعاً في قطاع غزة، فوجئت باتباع المقاومة الفلسطينية تكتيكاً جديداً في المباشرة بقصف الأهداف «الإسرائيلية» الأساسية، في حين أن المقاومة تنتظر هجوماً «إسرائيلياً» برياً لتحويله إلى مقبرة للجنود الصهاينة، ولهذا فإن هؤلاء الجنود باتوا أقل اندفاعاً لشنّ حرب برية، و«إسرائيل» تعتمد في عدوانها بالدرجة الأولى على القصف الجوي.
فحلم المقاومة تورّط «إسرائيل» بحرب برية، لأن العدو إذا ما دخل أطراف غزة لن يستطيع الخروج منها إلاّ أسيراً أو قتيلاً، ولن يكون بإمكانه التحكّم بنهاية المعركة. والمقاومة لديها جهوزية لكل الخيارات وتعمل وفق معادلة طردية، وإذا ما وسع الاحتلال دائرة عدوانه ستوسّع من دائرة قصفها. والرسالة السرية وصلت عبر قصف تل أبيب والقدس والخضيرة وحيفا ببضعة صواريخ لتحذّر العدو من أنها تملك الإمكانات للرد، والقدرة على خوض حرب طويلة.
غير أن «الإسرائيلي» الذي عادة يرفع سقف المواجهة لا يلبث أمام صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته أن يضطر لاحقاً إلى تقديم التنازلات، أما التوصل إلى هدنة فيعتمد على حجم التأثير الخارجي وعلى مسار المعركة في الميدان.
سورية قدّمت الدعم لحركة حماس وللمقاومة الفلسطينية، وحالياً إذا كان هناك خلاف بسبب مواقف الحركة التي اتخذتها فهذا لا يعني أن العلاقات بين حماس وسورية قد انعدمت.
أما العلاقة بإيران فهي أفضل ممّا يتصوّرهالكثيرون ممن كانوا يراهنون على حصول خلل في هذه العلاقة وبالتالي جعل ظهر المقاومة مكشوفاً.
على أن المواجهة في فلسطين عكست فشل مشروع إسقاط محور المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية، والذي كانت مرحلته الأخيرة باستهداف سورية، غير أن التقديرات الغربية حول سقوط سورية في أشهر سقطت، ووصل المحور الغربي إلى قناعة بأن مشروعه الاستراتيجي فشل، ولهذا لجأ المحور الغربي إلى خطته الاحتياطية وهي نشر الفوضى، وفي هذا السياق جاءت غزوة «داعش» للموصل.
على صعيد الوضع في لبنان، فإن المخرج لملفّ الجامعة اللبنانية ليس بعيداً، فهناك عقدة صغيرة تتعلّق بالعمداء يبحثها وزير التربية مع النائب وليد جنبلاط، في حين بات الخلاف في موضوع سلسلة الرتب والرواتب محصوراً بنقطة وحيدة وهي الخلاف على زيادة واحد في المئة على ضريبة القيمة المضافة، أما استحقاق رئاسة الجمهورية، فليس هناك سعي إلى انتخاب رئيس جديد.