تلفزيون لبنان
قلّة الحكي أكثر إفادة…
عبارة معبّرة أطلقها وزير الداخلية نهاد المشنوق من عين التينة اليوم ملخّصاً بها حراجة الظرف ووقته في الموضوع الانتخابي الرئاسي.
وبقليل من الحكي يمكن القول إنّ هناك حقيقتين في هذا الموضوع:
– الأولى: أنّ الانتخاب ممكن دون توافق وصندوق الاقتراع يحدّد الفائز الذي يتلقّى تهنئة الخاسر، أو الخاسرَين، أو الخاسرين إن وُجدوا، وهو ما أشار إليه اللقاء الديمقراطي في موقفه المُستجد وإن كان على قدمه في استمرار ترشيح النائب هنري حلو.
– الثانية: الدفع الفرنسي للسعودية وإيران للمساعدة في انتخاب رئيس للبنان، وهو ما أكّد عليه الرئيس فرنسوا هولاند في ظل الكلام على حوار في إسلام أباد بين ممثّلين عن الرياض وطهران رغم بيان منظمة التعاون الإسلامي المكمّل لبياني مجلس التعاون الخليجي والمجلس الوزاري العربي في استنكار الهجوم على سفارة وقنصلية السعودية في إيران.
وقد ترافق البيان مع كلام متجدّد لوزير الخارجية الإيراني في اتجاه التعاون مع المملكة العريبة السعودية، كما ترافق مع إعلان وزير النفط العُماني عن مشروع أنبوب الغاز من طهران إلى مسقط تحت مياه البحر.
إذن، اللقاء الديمقراطي أشاد بالمصالحة المسيحية وساوى بين المرشّحَين ميشال عون وسليمان فرنجيه، واستمرّ في ترشيح هنري حلو.
هذا الموقف لاقى ارتياحاً لدى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، الذي قرأ البيان على أنّه داعم لترشيحه عون الذي اتّصل لاحقاً بجنبلاط شاكراً.
فيما يبحث البطريرك الراعي مع البابا الشأن الرئاسي اللبناني.
«أن بي أن»
تراجعت الاندفاعة السياسية التي ولّدها إعلان معراب حول انتخاب رئيس للجمهورية، كل الكتل النيابية رحّبت بالإعلان، لكن كل كتلة تدرّجت على طريقتها بعدم الالتزام بمضمونه الرئاسي.
أسئلة كتائبية بالجملة سيطرحها النائب سامي الجميّل غداً اليوم كما علمت الـ»أن بي أن»، ستصوّب على مضمون إعلان معراب، ما يعني الترحيب به في شكله السياسي وضربه في إطاره الرئاسي.
على جبهة اللقاء الديمقراطي إحياء ترشيح النائب هنري حلو، باعتباره يمثّل خط الاعتدال ونهج الحوار، لكن التقدمي الاشتراكي لا يزال يرى في خطوة ترشيح فرنجية مخرجاً من الأزمة، وترشيح عون مطابقاً لمواصفات الحوار.
الاجتماعات مفتوحة عند اللقاء الديمقراطي تماماً كما اللقاءات والاتصالات السياسية، حتى خيار المردة منفتح على معادلة نطق بها صوت التيار اليوم أمس ، أساسها المضيّ بالترشّح وجوهرها اقتراح التفاهم مع الجنرال، بأن يتعهّد بدعم ترشيح فرنجية في حال لم يحالف عون الحظ في جلسة الانتخابات الرئاسية.
يستند المردة في مواقفه إلى أغلبية نيابية تدعمه كما يردّد، حساباته تتجاوز التكتلات المسيحية إلى حدود التحالفات الوطنية العريضة التقليدية، والمستجدة.
أمّا العرض البطريركي، فيقوم على معادلة الجمع والاتفاق من دون تفرّد لانتخاب رئيس يلمّ شمل اللبنانيين لا رئيس تحدٍّ، المسؤولية برأي راعي الكنيسة المارونية تقع على عاتق المجلس النيابي المؤلّف من كل المكوّنات الدينية والسياسية لإنتاج قرار وطني داخلي بامتياز.
إلى الخارج، فرنسا مهتمّة بإنجاز الاستحقاق اللبناني من دون تحيّز لفريق أو مرشّح، فيما كانت العواصم مشغولة بعناوين استراتيجية في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي.
وفي الأولوية سورية التي طارت مفاوضاتها أربعة أيام لترتيب أوراق المعارضة المبعثرة حول الشخصيات المطروحة وطبيعة المفاوضين، فهل رمت المعارضة أسماء استفزازية لا خبرة سياسية لها لضرب الحوار؟ أم لرفع السقف قبل الدّخول في سلّم التنازلات؟
«المنار»
السعودية باتت تتعامل مع «إسرائيل» كحليفة بسبب التهديدات المشتركة. الكلام ليس اتّهامياً ولا تحليلاً سياسياً، بل إنّه لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو مع قناة الـ»سي.ان.ان» الأميركية.
فهل الحديث «الإسرائيلي» لإحراج السعودية؟ أم أنّه مبنيّ على معطيات وتطورات مهّدت لها الصحافة العبرية منذ أيام؟
كلام لن يغيّر في واقع الحال مع ما آلت إليه أحوال الأمة، فخلط الأوراق في المنطقة وحجم الحنق وجنون العظمة، قد أضاعت البوصلة، وما كان يجري بصمت باتَ صاخباً اليوم.
في لبنان، رسائل صخب خارجي رافقت الحراك الداخلي، ولا شكّ أنّ انتقاد الديوان الملكي السعودي لما أسماها خطيئة جعجع السياسية، ترك صداه إنْ لم يكن على المنابر، ففي الخلوات. فيما لم يخلُ المشهد من عبارات المجاملات السياسية، الخالية من المواقف الحقيقية، ما يعني مزيداً من الوقت المستقطع حول الانتخابات الرئاسية بانتظار وضوح المواقف وترتيب الخيارات.
«ال بي سي»
صدمات الاستحقاق الرئاسي متواصلة من الإثنين من دون انقطاع، فبعد زلزال معراب فإنّ الارتدادات تتلاحق: وليد جنبلاط الذي كان تلقَّف لقاء باريس بين الحريري وفرنجيه فأولم للمرشح الجدّي غير الرسمي، قام اليوم أمس بانعطافة ثلاثية الأبعاد: أبقى على ترشيح النائب هنري حلو، ثمّن ترشيح النائب فرنجيه، وبارك التقارب بين عون وجعجع وخاتماً بالتذكير بمصالحة الجبل.
الموقف الجنبلاطي الثلاثي الأبعاد أراد منه زعيم المختارة التريّث في تحديد موقفه إلى حين تبلور المواقف.
الموقف الجنبلاطي لقيَ صدى إيجابياً لدى عون وجعجع: عون اتّصل بجنبلاط شاكراً موقفه، وجعجع وصف جنبلاط بالميثاقيّ.
في مقابل هذا الغزل الرئاسي، كان الوزير نهاد المشنوق والمستشار نادر الحريري يلتقيان الرئيس بري. المشنوق الذي كان اعتبر من معراب الأسبوع الفائت أنّ الأجواء الدولية لا توحي بإجراء الانتخابات، اكتفى بأربع كلمات جاء فيها: «قلّة الكلام أكثر إفادة».
هذا المشهد يعني أنّ جميع الأطراف يتهيّبون الموقف، وكل طرف يُحاذر القيام بأيّ دعسة ناقصة، مع التذكير بمؤشّر بارز وهو أنّ كتلة الوفاء للمقاومة أرجأت اجتماعها اليوم أمس ، فيما حزب الكتائب يُعلن موقفه مساء غد اليوم .
«او تي في»
مثل كرة الثلج الآتية مع منخفض تل عمارة نهاية هذا الأسبوع، هكذا تستكمل كرة الحل، المنطلقة من رابية معراب مطلع هذا الأسبوع، طريقها صوب الرئاسة. فبعد الاتفاق المسيحي شبه الكامل، وبعد الارتياح الشامل في الرأي العام، توالت اليوم أمس المواقف المؤيّدة.
البطريرك الراعي أكّد صباحاً مباركته، وهو في طريقه إلى روما، فيما البطريركان يونان وأفرام، أعلنا صراحة مطالبة كنيستيهما بانتخاب الأكثر تمثيلاً بين المسيحيين رئيساً للجمهورية، وأنّ عون هو الرئيس المناسب.
وإلى البطاركة، كان الزعيم وليد جنبلاط يحدّد تموضعه بدقّة الجوهرجي: هنري حلو مرشّحه للتذكير، وللتذكير أيضاً تثمين ترشيح سليمان فرنجيه كمخرج من الأزمة. أمّا ميشال عون فيلاقي مواصفات الرئيس كما تمّ الاتفاق عليها في حوار الرئيس نبيه برّي.
هذا في الداخل، أمّا في الخارج، فبعد الموقف العلني المؤيد لعون من الدوحة، أكّدت اليوم للـ»أو تي في» مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، أنّ ما يُحكى عن فيتو سعودي على أيّ مرشح، أو أنّ الرياض تعتبر تأييد جعجع لعون خطيئة، هو «كلام مغلوط وشرير». فيما كان حزب القوات اللبنانية يؤكّد من جهته أنّ «السعودية أبلغت جعجع تأييدها لما يراه مناسباً للمصلحة المسيحية».
هكذا، مثل لوحة الفسيفساء، المطابقة للتركيبة اللبنانية، يبدو مشهد الحل الرئاسي ذاهباً نحو التركيب المتكامل، قطعة قطعة، أو موقفاً فموقف.
أول المواقف في نشرتنا الليلة، ما هو موقف السعودية من رئاسة عون؟
«الجديد»
لم يتمّ العثور بعد على فريق إنقاذ يضرب جلسة الثامن من شباط ويتبرّع بتعطيلها، لكن البحث ما زال جارياً عن شاطر غير حسن يُعلن مسؤوليته عن تفخيخ النصاب ويفجّر نفسه سياسياً.
وإلى ذاك الحين، فإنّ الكتل نزل عليها وحي التفكير والتريّث المعطوف على الانكباب في غرف الاجتماعات وتجميل الصمت بوصفه أجمل اللغات، فالكتائب تُعلن موقفها غداً أمس في مؤتمر لرئيسها سامي الجميّل.
المستقبل شاور برّي على مستوى نادر ونهاد، وخرج وزير الداخلية ليؤكّد أنّ «قلّة الحكي مفيدة أكثر»، فيما لزم الموقف لعضو المكتب السياسي للمستقبل مصطفى علوش، الذي أعلن أنّ الجلسة المُقبلة لمجلس النوّاب لن تُسفر عن انتخاب رئيس، مرجّحاً صدور الموقف الرسمي والنهائي للحريري في خلال إحياء ذكرى الرابع عشر من شباط. والتنويم المغناطيسي السياسي أصاب «حزب الله» الذي، ومن المرّات النادرة يقرّر تأجيل رعده وعدم اجتماع كتلة الوفاء لعون هذا الخميس، على الرغم من ضرورتها.
وحده زعيم الاشتراكي وليد جنبلاط جمع حزبه مع كتلته وليته لم يفعل، فهو رحّب بتقارب عون جعجع وثمّن ترشيح فرنجيه، لكنه أعلن استمراره في ترشيح هنري حلو كخط اعتدال، مُرفقاً موقفه هذا بصورة على التويتر تمثّل شجرة بجذعين، ينتصفها عمود حديدي عادم للمرشّحين.
يعرف أبو تيمور تسديده في المكان والزمان الرئاسي المناسبين على قاعدة «وصلت مأخّر يا حلو».
بوهيمية جنبلاط لاقتْ اتّصال شكر من عون، وتعليقاً تثمينياً من جعجع الذي قال «إنّ زعيم الحزب التقدمي ميثاقيّ بطبعه، وفي كلّ المرات يُبدي حرصه على العيش المشترك»، والدكّ السياسي ماشي حيث يدفع كل طرف الآخر نحو الهاوية توصّلاً إلى تمديد الفراغ». فيما يكاد رئيس المجلس يذوب في صمته وفي تركيزه على فعالية عشبة أسترالية شافية من السرطان ربّما تجنّباً لفاتورة «الحكيم». غير أنّ الرئاسة مرض عضال، والزمن كفيل بشفائها، أو على الأرجح بإبقائها في موت سريري.
وحتى لا تنتظر قوى الرابع عشر من آذار قضية تفعل فيها حضورها من الآن حتى ذكرى اغتيال رفيق الحريري، فإنّ ميشال سماحة ملفّ جاهز «ناضر حاضر» بكل تفاعلاته، المضافة إليها لحظات التخلّي التي أدلى بها أمام المحكمة العسكرية اليوم أمس مرفقة ربطاً بآخر إصدرارات فرع المعلومات عن تسجيلات سماحة التي تدخل اليوم إلى سمّاعة المملوك وتنزل إلى الأسواق الإعلامية تسجيلاً دار بين الطرفين.
«المستقبل»
أمّا وقد بات لقوى الثامن من آذار مرشّحين اثنين للرئاسة، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس تكتّل التغيير والإصلاح ميشال عون، فإنّ حزب الله أرجأ اجتماع كتلته النيابية الذي كان منتظَراً اليوم أمس من دون أن يوضّح حقيقة موقفه من التطورات الأخيرة التي أعقبت إعلان القوات اللبنانية عن ترشيح عون لسدّة الرئاسة.
وإذا كانت القوى السياسية في البلاد مُجمعة على أنّ حزب الله معطّل النصاب في جلسات انتخاب الرئيس هو القادر على تأمينه، فإنّ اللقاءات تتوالى متابعة لمستجدّات الشأن الرئاسي.
وفيما يُنتظر أن يعقد رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل مؤتمراً صحفياً يوم غد اليوم ، فإنّ اللقاء الديمقراطي الذي انعقد برئاسة النائب وليد جنبلاط رحّب بالتقارب الحاصل بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، معتبراً أنّ المصالحة المسيحية – المسيحية هي خطوة مهمة على مستوى تعزيز مناخات التفاهم الوطني.
وتحدّث اللقاء عن ثلاثة مرشّحين، فأكّد استمراره في ترشيح عضو اللقاء النائب هنري حلو، مثمّناً خطوة ترشيح النائب سليمان فرنجية باعتبارها تشكّل مخرجاً من الأزمة، ورأى في الوقت ذاته أنّ الترشيح الحاصل من قِبل العماد ميشال عون يلتقي أيضاً مع المواصفات التي تمّ الاتفاق عليها في هيئة الحوار الوطني.
وفي سياق التشاور في التطورات الداخلية لقاء في عين التينة بين الرئيس نبيه برّي ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري.
خارجياً، شدّد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على أهمية أن يوضع حدّ نهائي في لبنان للفراغ المؤسساتي، والذي قد يكون خطيراً في المستقبل. وقال إنّنا في حاجة إلى كل دول المنطقة، المملكة العربية السعودية وإيران وسواهما لكي نؤمّن سويّة السلام والوحدة، وسلامة التراب الوطني للبنان الصديق.
قضائياً، مثل المجرم ميشال سماحة في قفص الاتهام أمام محكمة التمييز العسكرية في جلسة استجواب هي الأولى بعد إخلاء سبيله ليبدو متناقضاً في أجوبته، ومتحدّثاً عمّا سمّاه ساعة تخلّي، وقد رُفعت الجلسة إلى الرابع من شباط المقبل لاستكمال الاستجواب.