87 شهيداً بغارات على غزة وصواريخ المقاومة تدكّ تل أبيب

لم تعد المستوطنات الصهيونية، بما فيها العاصمة «تل أبيب»، آمنة، ولم يعد الاحتلال يجد نفعاً في مبدأ «نقل المعركة الى أرض العدو» والذي انتهجه أساساً لعقيدته العسكرية، فها هي صواريخ فجر 5 الايرانية وأم 302 السورية تنهمر على المدن والمستوطنات «الاسرائيلية» منطلقة من غزة الصمود وناقلة رعب المعركة الى عمق «الجبهة الداخلية» التي لطالما تغنّى القادة الصهاينة بكونها بمنأى عن الاستهداف الذي شكّل نقطة تحوّل في المواجهة بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني. فبالتوازي مع الحراك الدبلوماسي الذي يقوم به مجلس الأمن الذي أجتمع أمس في محاولة لايقاف العدوان، كشف الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة أحمد جبريل عن وجود وساطة قطرية لمحاولة وقف العدوان على غزة.

قطر على خط الوساطة

وفي حديث للميادين قال جبريل إن «الدوحة باشرت اتصالات مع «إسرائيل» وأميركا ومصر بموافقة بعض الأطراف الفلسطينيين لإيجاد مخرج لوقف إطلاق النار من دون تنفيذ أي شيء».

وعلى رغم هذا الحراك فقد استمر الاحتلال بعدوانه اليومي على القطاع المقاوم، حيث استشهد 28 فلسطينياً جراء عدد من الغارات الجوية على أحياء سكنية في غزة، بحسب ما أعلنت مصادر طبية فلسطينية، ما رفع حصيلة العدوان العسكري الصهيوني على القطاع إلى حوالى سبعة وثمانين شهيداً وأكثر من 530 جريحاً، بينهم أطفال ونساء ومسنون.

وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن ثمانية أشخاص استشهدوا وجرح 15 شخصاً آخرين في واحدة من أعنف الغارات الصهيونية، استهدفت فلسطينيين داخل مقهى في مدينة خانيونس جنوب القطاع.

وارتكبت طائرات الاحتلال فجر أمس، مجزرة جديدة غرب مدينة خان يونس، بعدما أغارت على منزلين ما أدى الى إستشهاد اربع نساء وأربعة اطفال. كما استهدفت غارة صهيونية ثالثة سيارة مدنية شمال القطاع ما أسفر عن استشهاد ثلاثة أشخاص.

وواصلت الزوارق البحرية الصهيونية قصفها لمنطقة السودانية غرب محافظة شمال قطاع غزة. في وقت تتواصل الغارات الجوية الصهيونية على قطاع غزة في شكل مكثف، حيث ذكر موقع «والا» العبري أن الجيش الصهيوني هاجم 800 هدف منذ بداية العدوان من بينها 60 هدفاً أمس، وتضمنت الأهداف مكاتب مسؤولين ومنازل مسؤولين وأنفاقاً ومنصات مخفية وبنى تحتية خاصة بالإتصالات ومواقع عسكرية ومخازن أسلحة.

وأظهر تقرير أصدرته وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية حول الأضرار التي لحقت بمحافظات قطاع غزة خلال العدوان، أن الاحتلال هدم كلياً 190 وحدة سكنية، و6300 وحدة سكنية في شكل جزئي، منها 170 وحدة أصبحت غير صالحة للسكن.

وناقش المجلس الامني الصهيوني المصغر سبب الفشل في إيقاف سقوط الصواريخ على المستوطنات، وشدد رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو قبيل انعقاده على أن التهدئة غير واردة.

وطلب نتنياهو من جيشه تكثيف العمليات العسكرية في قطاع غزة وتوسيع رقعتها، رداً على إطلاق الصواريخ الفلسطينية على جنوب الأراضي المحتلة.

وفي إطار سياسة التهويل، أعلن المتحدث باسم الجيش الصهيوني أن الاستعدادات لشن حملة عسكرية برية داخل قطاع غزة وصلت مراحلها النهائية.

استهداف «تل أبيب»

وقالت إذاعة الجيش الصهيوني إن نشطاء فلسطينيين في قطاع غزة أطلقوا صواريخ على مدينة «تل أبيب»، ما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار.

وأعلنت كتائب القسام للمرة الأولى عن استهداف مدن «رحوفوت» و»بيت يام» بـ 10 صواريخ من نوع سجيل 55، و»ياد مردخاي» بـ10 صواريخ من طراز «قسام». وأفيد عن إصابة مستوطنة واندلاع حرائق في مستعمرات «غلاف غزة» وشاعر هنيغف إثر سقوط عدد من الصواريخ.

وفي «حيفا» المحتلة قصفت كتائب «القسام» بصاروخ من طراز «R160»، من دون أن يسجّل سقوط إصابات، كما أطلقت 3 صواريخ على «بئر السبع» ورشقات صاروخية أخرى على ساحل عسقلان وأسدود وأشكول وموقع «رعيم» العسكري.

كتائب شهداء الاقصى بدورها دكّت موقع صوفا الصهيوني جنوب القطاع بعدد من الصواريخ، في وقت شوهدت فيه حافلات تعمل على نقل سكان المستوطنات القريبة من قطاع غزة باتجاه الشمال الفلسطيني المحتل.

هذا وسلّمت الصناعات العسكرية الصهيونية جيش العدو بطارية سابعة من المنظومة «القبة الحديدية»، زاعمة أن نسبة نجاح المنظومة تجاوزت 90 في المئة في هذه العملية نسبة لما كانت عليه إبان عدوان «عمود السحاب» 2012 والتي وصلت فيها النسبة إلى ما يقارب 80 في المئة.

مجلس الأمن يبحث العدوان على غزة

وعلى صعيد المساعي الرامية لوقف العدوان الصهيوني على القطاع، قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي اجتمع، أمس، لبحث العملية العسكرية الصهيونية المتصاعدة على قطاع غزة، وإن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيطلع المجلس المؤلف من 15 دولة على تطورات الوضع.

وقالت رواندا – رئيس المجلس للشهر الجاري – إنه ستكون هناك إحاطة علنية من الأمين العام للأمم المتحدة، والسفيرين الصهيوني والفلسطيني، قبل إجراء مشاورات في جلسة مغلقة.

وأجرى بان كي مون اتصالات هاتفية مع زعماء في المنطقة وخارجها من بينهم نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والملك السعودي وأمير قطر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى