قضية ليتفينينكو تفسد العلاقات الروسية ـ البريطانية
أعربت واشنطن عن قلقها من استنتاجات القضاء البريطاني في التقرير الذي قدمته لندن في قضية وفاة العميل السابق ألكسندر ليتفينينكو عام 2006، وحثت السلطات البريطانية على مواصلة التحقيقات.
وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية تعليقاً على التقرير الذي نشره القضاء البريطاني في ختام «التحقيق العام» في ملابسات وفاة ليتفينينكو «يعدّ هذا الاغتيال جريمة مروعة، وكما قلنا في السابق يجب مساءلة المذنبين».
وفي معرض تعليقه على ما جاء في التقرير عن احتمال تورط السلطات الروسية في تدبير اغتيال ليتفينينكو، قال تونر: «أنها اتهامات خطيرة بلا شك. وإنني أعتقد أنه على القضاء البريطاني مواصلة التحقيق في هذه القضية الجنائية».
يذكر أن موسكو لم تأخذ التقرير البريطاني على محمل الجد، علماً بأنه يتضمن اتهامات رنانة موجهة إلى القيادة الروسية وخال تماماً من أي أدلة، نظراً لكون لندن قد وضعت صفة السرية على جميع الأدلة لكونها مقدمة من قبل هيئات الاستخبارات.
وكان ليتفينينكو وهو ضابط سابق في الاستخبارات الروسية قد هرب من روسيا في عام 2000 إلى بريطانيا وتوفي في لندن يوم الـ23 من تشرين الثاني عام 2006، عن عمر ناهز 44 سنة، فور حصوله على الجنسية البريطانية، اتضح لاحقاً أنه كان يتعامل مع الاستخبارات البريطانية والأميركية والإيطالية .
من جهته، صرح الكرملين أنه من المستحيل اعتبار نتائج التحقيق العام في وفاة ليتفينينكو والتي قدمتها لندن حكماً قضائياً، واعتبرها متهكماً ضرباً من «الفكاهة البريطانية المرهفة».
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحافي باسم الرئيس الروسي: «لماذا أطلق على ذلك كلمة «شبه تحقيق»، ولماذا لا يمكننا أن نعتبره تحقيقاً؟ لأن الحديث يدور عن استنتاجات تعتمد على «وجود احتمال»، وعلى استخدام عبارات «المحتمل» «من المرجح».
وأضاف أنه من المستحيل استخدام مثل هذه العبارات في الممارسات القضائية في روسيا، وفي الممارسات القضائية في دول العالم، وقال: «بلا شك لا يمكننا اعتبار هذه الاستنتاجات في أي جزء من أجزائها حكماً قضائياً». وأضاف مازحاً: «يمكن اعتبارها نكتة من مظاهر الفكاهة البريطانية المرهفة، عندما يعتمد تحقيق علني ومفتوح على معلومات سرية لهيئات استخبارات مجهولة، بالإضافة إلى الاعتماد على كلمات «من المحتمل» و»من المرجح».
و أكد بيسكوف أن روسيا كانت تأمل في بدء تعاون وثيق مع لندن بشأن قضية ليتفينينكو. وذكر أن البريطانيين أقدموا بدلاً من ذلك على تجميد ليس التعاون مع موسكو فحسب، بل والحوار في معظم المجالات، معتبراً أن مثل هذه «التحقيقات» التي تجريها لندن ليس من شأنها إلا أن تزيد في تسيسم أجواء العلاقات الثنائية بين البلدين.