حكومة ليبية في تونس… خلافات قبل تعيين الوزراء

ها هي نتيجة الفوضى الخلاقة التي أرادت الولايات المتحدة الأميركية بثّها في هذا الشرق. دول مشرذمة مقسّمة يعيث فيها الإرهاب والتخلّف، بينما تعجز النخب السياسية والثقافية عن رأب الصدع.

ليبيا خير مثال على ما نقول، فها هي النخب الليبية لا تستطيع أن تلملم جراح هذا البلد، وتخرجه من أتون القتل والفقر والجهل. حكومة ليبية انبثقت وسط محادثات في تونس، لكن الخلافات على أسماء الوزراء سبقتها.

في هذا السياق، نشرت صحيفة «نوفيه إيزفستيا» الروسية مقالاً بعنوان «حكومة عابرة»، وجاء في المقال أن وكالة «أسوشيتيد برس» الأميركية تلقت يوم 20 كانون الثاني من المجلس الرئاسي الليبي الذي اتخذ تونس مقراً له خبراً عن تشكيل حكومة وفاق وطني رحّب بها الجميع. لكن أحداً لا يعرف مدى فاعليتها وقدرتها على البقاء. وفي كانون الأول الماضي وافق ممثلون عن البرلمانَيْن الليبييْن مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام على خطة اقترحتها منظمة الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وفاق وطني، ما أدّى إلى تشكيل المجلس الرئاسي الذي اختار تونس مقراً له والذي يتألف من تسعة أعضاء يمثلون كلا البرلمانيْن والحكومتيْن، ناهيك عن ممثلين عن الأحزاب والمنظمات السياسية… ومن غير الواضح حتى الآن من ذا الذي سيتولى إدارة وزارة الدفاع التي تعد وزارة محورية في الحكومة. وقد كانت كل الحكومات الانتقالية تشعر بالخوف من المجموعات المسلحة والميليشيات التي كانت أكثر من مرة تحاصر وتهاجم مقار البرلمانات والحكومات لإجبار أعضائها على اتخاذ القرارات اللازمة لها.

وفي التقرير التالي مرور على مقال لكاثرين فليبس نشرته صحيفة «تايمز» البريطانية بعنوان «مسلّحو المعارضة السورية يقبلون صداقة إسرائيل وسط بحر من الأعداء». وترى فليبس أن «إسرائيل» تسعى من خلال استقبال المسلّحين السوريين إلى تحييد الشعور بالعداء لـ«إسرائيل».

«نوفيه إيزفستيا»: ليبيا… حكومة عابرة

نشرت صحيفة «نوفيه إيزفستيا» الروسية مقالاً بعنوان «حكومة عابرة»، وجاء في المقال أن وكالة «أسوشيتيد برس» الأميركية تلقت يوم 20 كانون الثاني من المجلس الرئاسي الليبي الذي اتخذ تونس مقراً له خبراً عن تشكيل حكومة وفاق وطني رحّب بها الجميع. لكن أحداً لا يعرف مدى فاعليتها وقدرتها على البقاء.

على أيّ حال يتيح تشكيل الحكومة الجديدة تعليق آمال ما على انتهاء الحرب الأهلية في هذه البلاد.

يذكر أن ليبيا غرقت عام 2011 في الفوضى على إثر الإطاحة بنظام معمر القذافي. ورفض معظم الفصائل والميليشيات والمجموعات والعصابات المسلحة نزع سلاحه بعد انتهاء الثورة، وبدأ هؤلاء المقاتلون في الاستيلاء على السلطة في الأقاليم الليبية. فظهر عام 2014 في ليبيا برلمانان هما مجلس النواب المعترف به دولياً في طبرق والمؤتمر الوطني العام الجديد للإسلاميين في طرابلس.

وأصبح قيام هيئتَي السلطة التشريعية نقطة انطلاق لحرب أهلية في ليبيا. ثم بدأت تتطور الأحداث وفق سيناريو يشبه التطورات العراقية والسورية حيث قام تنظيم «دولة طرابلس» الجهادي بصفته فرعاً لتنظيم «داعش» بمحاولة الاستيلاء على آبار النفط والموانئ النفطية التي تعدّ المصدر الوحيد للمداخيل الليبية.

وفي كانون الأول الماضي وافق ممثلون عن البرلمانَيْن الليبييْن مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام على خطة اقترحتها منظمة الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وفاق وطني، ما أدّى إلى تشكيل المجلس الرئاسي الذي اختار تونس مقراً له والذي يتألف من تسعة أعضاء يمثلون كلا البرلمانيْن والحكومتيْن، ناهيك عن ممثلين عن الأحزاب والمنظمات السياسية.

إلا أن غالبية أعضاء مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام رفضوا لأسباب مختلفة خطة الأمم المتحدة. وذلك على رغم التحذير الصادر عن المبعوث الأممي مارتن كوبلر الذي كان يشير أكثر من مرة إلى أن أي تأخير في تنفيذ الخطة الأممية سيكون في مصلحة الراديكاليين الذين يتصفون بالتلاحم والعزم على العمل سريعاً خلافا لبقية القوى السياسية الليبية. وقد التقى كوبلر ممثلي الدول الـ18 والمنظمات الدولية الثلاث الذين اجتمعوا في روما ليبحثوا مسائل تقديم المساعدة لليبيا وحكومتها الجديدة.

وكان من غير الواضح ما هي الجهة التي يجب أن تقدم المساعدة لها. فبحسب الخطة الأممية يجب على الحكومة الجديدة أن تبدأ عملها في طرابلس. لكن من غير المفهوم حتّى الآن ماذا سيكون موقف سلطة الإسلاميين منها، تلك التي لم توافق على خطة الأمم المتحدة وبالتالي لم تقبل حكومة الوفاق الوطني.

وقد قرّر المجلس الرئاسي أولاً تشكيل الحكومة التي تضمّ عشرة وزراء. ثم اتخذ قراراً بزيادة عدد الوزراء. وذلك بضغط من المشاركين في المفاوضات. ولا يعني ذلك أن عدد الوزارات في ليبيا سيفوق 30 وزارة. لكن لن يكون لكل وزارة وزير واحد بل بضعة وزراء سيتولون إدارتها. فعلى سبيل المثال سيتولى تسيير أمور وزارة الخارجية أربعة وزراء في آن. وقد اتخذ هذا القرار لإشراك أكبر عدد ممكن من القوى السياسية والقبائل في السلطة.

ومن غير الواضح حتى الآن من ذا الذي سيتولى إدارة وزارة الدفاع التي تعد وزارة محورية في الحكومة. وقد كانت كل الحكومات الانتقالية تشعر بالخوف من المجموعات المسلحة والميليشيات التي كانت أكثر من مرة تحاصر وتهاجم مقار البرلمانات والحكومات لإجبار أعضائها على اتخاذ القرارات اللازمة لها.

ويرى المحللون السياسيون أن قائد الجيش الليبي التابع لمجلس النواب اللواء خليفة خفتر هو الذي يعد منطقياً أكثر المرشحين حظاً لتولي إدارة وزارة الدفاع الليبية. إلا أن تعيينه سيؤدّي حتماً إلى اندلاع نزاع مع الإسلاميين حتى مع الذين أيدوا الخطة الأممية لأن خفتر يعتبر نفسه عدواً لدوداً لكل الإسلاميين وحتى الإسلاميين المعتدلين. ويعني ذلك أن طرابلس لن توافق أبداً على تعيينه وزيراً للدفاع الليبي.

ويتبقى لدى الحكومة الجديدة التي يترأسها فايز السراج عشرة أيام لتلقي دعم قسم من مجلسي النواب الذي لم يوافق بعد على الخطة الأممية. كما لديها أيضاً شهر واحد لتنفيذ باقي بنود الخطة. ومن أهم تلك البنود انسحاب المقاتلين من المدن الليبية.

«تايمز»: مسلحو «المعارضة السورية» يقبلون صداقة «إسرائيل»!

نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية تقريراً لكاثرين فليبس بعنوان «مسلّحو المعارضة السورية يقبلون صداقة إسرائيل وسط بحر من الأعداء». وتقول فيلبس إن علاء يتقلّب متألماً على سريره في المستشفى بينما يرفع الغطاء ليكشف إصابته. وتضيف إن ساق علاء مبتورة من عند الركبة، حيث جرى ذلك من دون عناية طبية في قبو مبنى في منطقة تسيطر عليها «المعارضة المسلحة»، بينما تمطرهم الطائرات الروسية بالقذائف.

وتضيف أن الأطباء في المستشفى الواقع في شمال «إسرائيل» يقولون إن حياته تم إنقاذها على رغم بتر ساقه والإصابات البالغة في الساق الأخرى. وتقول إن المقاتل السوري أمضى الأسابيع الماضية في ذلك المستشفى «الإسرائيلي» عقب إصابته ومقتل ثلاثة من زملائه في غارة جوّية روسية.

وتقول فليبس إن جنوب سورية واحد من المعاقل القليلة الباقية لـ«المعارضة السورية المسلحة المعتدلة» المدعومة من الغرب، الذي أصيب بالدهشة عندما أصبحت هذه القوات «المعتدلة» هدفاً للقوات الروسية.

وتضيف أن «إسرائيل» بدأت في استقبال مسلّحي «المعارضة السورية» في مستشفياتها منذ سنتين، وتم وضع الأمر في إطار المساعدات الإنسانية، ولكن 90 في المئة من السوريين الذين تستقبلهم المستشفيات «الإسرائيلية» من الذكور وغالبيتهم من المسلّحين.

وترى فليبس أن ذلك الإجراء «الإسرائيلي» إجراء يتّسم بالحكمة، حيث يساعد في تحييد الشعور بالعداء لـ«إسرائيل»، ومساعدة الذين يمثلون حاجزاً بين «إسرائيل» ومن يناصبونها العداء منذ عقود.

«غارديان»: السعودية حريصة على إظهار أنها تتصدى لتنظيم «داعش»

نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تقريراً هو الثاني ضمن سلسة لإيان بلاك من ثلاثة أجزاء يبحث فيها ما سمّاه «جهود المملكة في التصدّي لسمعتها كمعقل للتطرّف الجهادي».

وجاء مقال بلاك بعنوان «السعودية حريصة على إظهار أنها تتصدى لتنظيم داعش». ويقول بلاك إن سجن الحائر، الواقع جنوب العاصمة السعودية الرياض، ليس مكاناً جذاباً، حيث تحيط به الأسوار الخرسانية وأبراج المراقبة، ما يلائم مؤسسة يديرها جهاز الأمن الداخلي السعودي.

ويقول بلاك إن سجن الحائر يعتقل فيه الإرهابيون والمنشقون وغيرهم ممن يعدّون خطراً على الدولة. ويضيف أن حراساً مسلّحين يفحصون السيارات وبطاقات الهوية في حاجز أمني قبيل الوصول للبوابة، كما تشكل المركبات العسكرية فاصلاً بين السجن والطريق السريع القريب.

ويقول بلاك إنه في الأسبوع الماضي هدّد تنظيم «داعش» بتدمير السجن بعد إعدام 47 شخصاً، معظمهم من مسلّحي تنظيم «القاعدة» المدانين. وكان من بين الذين أعدموا سبعة من السجناء في سجن الحائر. ويضيف أنه في الصيف الماضي فجّر أحد مؤيدي تنظيم «داعش» نفسه قبالة بوابة السجن.

ويقول بلاك إن سجن الحائر يرحّب بالصحافيين الزائرين، حيث يدعون لاحتساء القهوة وتناول الحلوى بينما يشاهدون تسجيلاً عن السجن وظروف السجناء الـ1700 الذين يضمهم، وبرامج إعادة تأهيلهم.

ويقول بلاك إن ذلك يأتي ضمن جهود الحكومة السعودية لإظهار عزمها على التصدي للإرهاب في وقت أصبح فيه تنظيم «داعش» يشكل خطراً على الشرق الأوسط في مناطق تبعد كثيراً عن معاقله في سورية والعراق.

ويقول بلاك إن مباني الاحتجاز في الحائر نظيفة وجيدة الإضاءة والأبواب الحصية يكسوها اللون البنفسجي الفاتح الذي لا يتماشى مع غرض المكان، بينما اصطفت أحواض الزرع على طول الممرات.

ويرى بلاك أنه من الطبيعي الاشتباه في أن سجن الحائر مصمم ليبهر ويضلّل. ويرى بلاك أن موقف السعودية الصارم إزاء الإرهاب لا يبدو متناغماً مع سمعتها. ويضيف أن السعودية موطن أسامة بن لادن و13 من بين 19 من منفذي هجمات 11 ايلول على الولايات المتحدة تعاني في التصدي للاعتقاد الواسع الانتشار أنها حاضنة للتشدد الدامي ومصدرة له. ويضيف أن أيديولوجية السعودية الوهابية المتشدّدة هي أيديولوجية تنظيم «داعش» نفسها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى