رهان في بيت الوسط على حديث متوقَّع بين هولاند وروحاني!

يوسف المصري

يُشاع في كواليس دبلوماسية غربية في بيروت أنّ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سيعرض خلال لقائه المرتقب مع الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي سيزور فرنسا بعد أيام، اقتراح أن تدعم طهران ترشيح سليمان فرنجية مقابل أن تقوم باريس بجهود لإنجاح التوافق على شكل وفد المعارضة السورية الدائر حوله الآن خلاف بين دمشق وموسكو من جهة، والسعودية وأميركا من جهة ثانية.

في 14 آذار هناك انتظار لحدوث هذا الأمر، ويراهنون عليه كخشبة إنقاذ لمقترح الرئيس سعد الحريري بترشيح فرنجية. وتقول هذه المعلومات ذاتها أنّ رئيس تيار المستقبل ينتظر نتائج مسعى هولاند مع روحاني ليقرّر على ضوئه ما إذا كان سيقوم بخطوة إعلان ترشيحه العلني والرسمي لفرنجية، أم يكتفي بالموقف الحالي المتمثل بترشيحه من دون إعلان.

تقول هذه المصادر ذاتها إنّ الحريري قد يقرّر الانتقال من السعودية إلى باريس خلال عطلة هذا الأسبوع، ليكون قريباً من الأليزيه، ويواكب بالتالي نتائج زيارة روحاني عن كثب.

وفي هذه الأثناء فإنّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لا يقف مكتوف اليدين تجاه احتمالات أن تهبّ ريح دعم ترشيح فرنجية من باريس، وهو ضمن هذا السياق أجرى ليل أول من أمس اتصالات بمفاتيح علاقات القوات في العاصمة الفرنسية وطلب منها القيام بحملة إعلامية وسياسية معاكسة.

واضح أنّ حرباً خفية سياسية لبنانية تشهدها أروقة باريس، وذلك بمناسبة وصول الرئيس الإيراني إليها واحتمال أن يفاتحه هولاند بأزمة الرئاسة اللبنانية.

يظلّ الانتظار سيد الموقف حتى معرفة ما إذا كانت اجتماعات روحاني ـ هولاند ستحمل أخباراً جديدة إلى لبنان، علماً أنّ المطلعين على واقع العلاقات الفرنسية ـ الإيرانية منقسمون تجاه رؤيتهم لهذه المعلومات:

هناك فريق يرى أنّ روحاني حتى لو فاتحه هولاند بأزمة الرئاسة اللبنانية، فإنه سيكرّر إجابته السابقة والتي لم تتغيّر بفعل مستجدات ترشيح الحريري لفرنجية وترشيح جعجع لعون، ومفادها: اسألوا حزب الله واللبنانيين.

وهناك فريق ثانٍ يقول إنّ طهران لن تخرج في بحثها مع هولاند عن بنود جدول أعمال الزيارة ذات الطابع الاقتصادي. وفي المقابل فإنّ باريس المحتاجة إلى علاقات جديدة مع الاقتصاد الإيراني الصاعد لن تحرج سلاسة الزيارة، ولن تقحم فيها مشاكل لا ترغب إيران بإثارتها حالياً.

وفي المقابل هناك فريق ثالث يرى أنّ تسوية من نوع فرنجية في لبنان مقابل تغييرات فرنسية في مفاوضات جنيف السورية، هي أمر ممكن، ولكن تنفيذ هذه التسوية لن يحصل عاجلاً بل بعد مراقبة نتائج اجتماع جنيف.

يبقى أنّ كلّ ما تقدّم هو من باب التكهّنات والتمنيات بالنسبة لبعض الأطراف اللبنانية، علماً أنّ حالة الأزمة الرئاسية في لبنان تعيش الآن، بحسب وصف المصادر عينها أيضاً، حالة صدمة المبادرات الانقلابية المتتالية، بحيث يمكن السؤال: مَن يضمن ألا يأتي حلّ الأزمة الرئاسية انقلابياً أيضاً…؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى