عبد الغني يؤيد إجراء تحقيق حول التزوير في الانتخابات الافغانية
حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مستهل مهمته للتوسط في الأزمة السياسية في أفغانستان، بأن الخلاف حول نتائج الانتخابات الرئاسية يهدد مستقبل البلاد.
وأكد كيري أمس أثناء لقائه رئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان يان كوبيس في السفارة الأميركية المحاطة بإجراءات أمنية مشددة في كابول أنه «من الواضح أننا في لحظة حرجة للغاية بالنسبة لأفغانستان».
وقال للصحافيين بعد وصوله ليل الخميس إلى كابول لإجراء محادثات مع المرشحين الرئاسيين عبد الله عبد الله و أشرف عبد الغني، لحل الخلاف بينهما بشأن نتائج الانتخابات أن «شرعية الانتخابات وفرص مستقبل العملية الانتقالية في الميزان، وبالتالي لدينا الكثير من العمل ينبغي إنجازه».
ويلتقي كيري المرشحيْن المتنافسيْن في الانتخابات الرئاسية اللذين أعلن كل منهما فوزه في الدورة الثانية من الانتخابات لاختيار خلف للرئيس الحالي المنتهية ولايته حامد كرزاي، حيث يسعى الوزير الأميركي للضغط من أجل مراجعة دقيقة «لكل المزاعم المعقولة عن وجود تزوير» التي قد تتضمن إجراء مراجعات إضافية دقيقة.
كيري أضاف أن «الولايات المتحدة لا تدعم مرشحا بعينه، فإننا ندعم عملية سياسية شفافة وذات مصداقية لا ًتقصي أحداً وتؤكد التزام الشعب الأفغاني بالديمقراطية وتفضي إلى اختيار رئيس قادر على توحيد أفغانستان وعلى الحكم بفعالية».
وكانت اللجنة المستقلة للانتخابات أعلنت فوز عبد الغني بالجولة الثانية التي أجريت يوم 14 حزيران بنسبة 56.44 في المئة من أصوات الناخبين، وفقاً للنتائج الأولية. وقد تتغير هذه النسبة عند إعلان النتائج الرسمية النهائية في 22 تموز، في حين رفض المرشح عبد الله عبد الله الاعتراف بالنتائج الأولية للجولة الثانية ووصفها بأنها «انقلاب» على إرادة الشعب.
وفي السياق، عبّر المرشح عبد الغني الذي يتهمه منافسه في الانتخابات الرئاسية عبد الله عبد الله بالتزوير،عن تأييده لإجراء أوسع تحقيق ممكن حول هذه الشكوك، وقال بعد لقائه كيري في السفارة الأميركية في كابول «نحن نؤيد إجراء أوسع تحقيق ممكن من أجل إعادة الثقة» في الانتخابات.
وكان عبد الله اتهم عبد الغني الذي تشير النتائج الأولية إلى فوزه بـ 56,4 في المئة من الأصوات، بأنه استفاد من عمليات تزوير مكثفة، حيث أعلن عبد الله فوزه في الانتخابات، بعد أن كان متقدماً بفارق كبير في الدورة الأولى من الانتخابات التي جرت في 5 نيسان، الأمر الذي جعل منه الأوفر حظاً للوصول إلى الرئاسة الأفغانية. ويطالب عبد الله بتحقيق معمق في الشبهات بحصول عمليات تزوير من أجل «الفصل بين الأصوات النزيهة والأصوات المزورة».
وتم التدقيق حتى الآن في نتائج 1930 مركز تصويت من أصل 23 ألف مركز بالإجمال، بعد أن طالب عبد الله أن تشمل عمليات التدقيق 11 ألف مركز، فيما وافق خصمه على 7100 مركز فقط.
كما أكد عبد الغني أمس أن فريقه يتعهد بتشكيل «حكومة منفتحة، حكومة يمكن أن تمثل جميع الأفغان وتخدم كل مواطن أفغاني كما يستحق بموجب أحكام الدستور».