فرعون: المغارة مقفلة حتى انتهاء التحقيقات

سقط سائح مصري في مياه مغارة جعيتا، خلال قيامه بجولة سياحية داخلها ضمن مجموعة من السياح المصريين. وسقط السائح في مياه المغارة السفلية وعلقت جثته بين مهرب للمياه، وعملت وحدة الإنقاذ البحري في الدفاع المدني على انتشاله، في حين عمل الدليل السياحي على إخراج بقية السياح المصريين الذين كانوا برفقة السائح من المغارة.

وأصدرت شركة «ماباس» مستثمرة المرفق بياناً حول الحادثة، أكدت فيه أنه بعد ظهر يوم السبت «وأثناء وجود مجموعة سياحية مصرية كبيرة، مرافقة من ستة أدلاء سياحيين مصريين وأربعة أدلاء سياحيين لبنانيين، في المغارة السفلية لمرفق جعيتا السياحي، حصلت حالة تدافع بين أفراد هذه المجموعة قبل الصعود في الزورق حيث سقط أحدهم في المياه وجرفته وعلق بالسد».

وأعلنت المديرية العامة للدفاع المدني، أنّ وحدة الإنقاذ البحري، تمكنت وبعد عناء دام لساعة ونصف من الوقت، من انتشال جثة سائح مصري الجنسية من داخل الجزء السفلي العائم بالمياه ضمن مغارة جعيتا السياحية، موضحة أنّ السائح كان «على متن زورق صغير أو ما يعرف بال zodiaque يقوم باكتشاف الجزء السفلي من مغارة جعيتا المغمور بالمياه برفقة مجموعة من مواطنيه وحدث أن سقط من الزورق وجرفه التيار المائي إلى ما يلامس الثمانية أمتار من العمق. وقد حضرت فرق الإنقاذ البحري في الدفاع المدني على الفور وعملت وسط ظروف قاسية على انتشال الجثة من المياه التي كانت حرارتها متدنية جداً. ومن ثم عملت فرق الإسعاف في الدفاع المدني على نقل الجثة الى مستشفى سيدة لبنان في جونية».

ونعت السفارة المصرية، في بيان، «ببالغ الأسف والحزن، المواطن المصري الذي لقي حتفه في ظروف تثير الكثير من التساؤلات حول الإجراءات المتبعة في مغارة جعيتا». وأهابت «بالجهات الإعلامية عدم التسرع في نشر أي معلومات تضر بسلامة التحقيق وتطبيق العدالة»، مؤكدة ثقتها بـ«عدالة القضاء اللبناني وحرصها على مصالح وأرواح الشعبين المصري واللبناني الشقيقين».

وفي المقابل، نفى مسؤول المجموعة السياحية المصرية تامر عيسى، ما تردّد عن «أنّ تدافعاً أدى إلى سقوط السائح المصري مينا أشرف وديع، وغرقه في مغارة جعيتا السفلى».

وروى عيسى لـ«الوكالة الوطنية للإعلام»، تفاصيل ما حصل، قائلاً: «كنا في المغارة مجموعة كبيرة من السياح، على متن زورق، وكان الشاب مينا واقفاً لوحده، وعندما حاول الاستناد إلى الحديد جاء اندفاعه نحو الفراغ الموجود بين الحديد وسقط في المياه، ما أدى إلى غرقه ووفاته، خصوصاً انه لم يتم تزويدنا بسترات نجاة».

وقد تفقد وزير السياحة ميشال فرعون قبل ظهر أمس مغارة جعيتا بعد الحادث، يرافقه قائد الشرطة السياحية العميد جان غريب، في حضور الوزير السابق زياد بارود، رئيس بلدية جعيتا سمير بارود، قائد سرية درك جونيه العقيد جوني داغر وعدد من المسؤولين في شركة «ماباس».

بعد الجولة التي شملت المكان حيث سقط السائح المصري، لافتاً إلى أنّ الجزء المخصص للعائلات والزوار والسياح «يخضع لضوابط دقيقة من شركة ماباس، إضافة إلى مسؤولية الدولة في الحماية البيئية للمغارة».

وأضاف: «عندما استلمنا وزارة السياحة منذ سنتين كان هناك كلام وجدل حول إدارة المغارة وقد طلبنا الاستعانة بخبراء دوليين لتقديم تقرير شامل حول المغارة، وقد حسم وقتها الجدل. أما اليوم فهناك حادث أليم ومأساوي لأننا فقدنا سائحاً مصرياً عمره 33 عاماً بظروف غير طبيعية ولهذا السبب هناك تحقيق قضائي ننتظر نتائجه، وفي الوقت عينه سنقوم بإجراء تحقيق للبحث في إمكانية تطبيق إجراءات إضافية، وطلبنا إقفال المغارة السفلى إلى حين انتهاء التحقيق، ومن جهة أخرى إلى حين انتهاء التحقيق الخاص المتعلق بوزارة السياحة».

ورداً على سؤال عن مسؤولية الشركة المستثمرة وإمكان إعادة النظر بأوضاع الشركة ككل قال فرعون: «كان هناك جدل حول الشركة عندما تسلمت الوزارة، ونحن طلبنا بكل شفافية من خبراء تحقيق الإجراءات البيئية من أجل الحفاظ على جمال هذا المرفق السياحي. نحن تهمنا السلامة العامة في كلّ المرافق السياحية، لكننا لن نستبق التحقيقات ونتائجها ولن نعيد فتح المغارة السفلى إلا بعد معالجة كلّ الثغرات».

وأعلن فرعون أنّ «المغارة السفلى مقفلة لحين انتهاء التحقيقات وتقوم وزارة السياحة بكلّ الأمور مع العلم أنّ الشركة حريصة على السائح والعائلات أكثر من أي فريق آخر».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى