صمت الائتلاف دهراً وأنطقه كيري كفراً…
سعدالله الخليل
عليكم الذهاب إلى جنيف ضمن الشروط المفروضة وإلا فستخسرون دعم حلفائكم، هكذا أبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري رئيس الهيئة التفاوضية رياض حجاب في الرياض، لتخرج جوقة الردح السعودية «صقور المعارضة السورية» معلنة النفير العام ومتهمة الموقف الأميركي بالتراجع عن دعم المعارضة السورية، وفي مسعى لاستعراض القوة بالتزامن مع زيارة كيري الرياض وقّع الائتلاف وفصائل مقاتلة وثيقة اعتبرتها مقوّمات الحلّ السياسي والإطار الذي يمكن من خلاله الذهاب إلى جنيف، وانحصرت بالتنفيذ الكامل للبنود 12 و13 الواردة في القرار 2254 لعام 2015 المتعلقة بالشأن الإنساني ورفض الإملاءات الروسية وتدخلها في العملية السياسية والتفاوضية من خلال ما وصفته بالعدوان العسكري والابتزاز السياسي والتدخل في شأن المعارضة السورية.
من حق تلاميذ فتى الرياض «رياض» رفض الدور الروسي، فبعد منحهم أميركا والسعودية الوكالة الحصرية بإدارة الشأن السوري يصعب تصوّر دور آخر يقول الكلمة الفصل، خاصة في ظلّ تحوّل الدور الأميركي من مقرّر فاعل يفرض رؤيته إلى ميسّر ينال علامة اجتهاده دون أن ينبس ببنت شفة عن التهديد الروسي لوفد الرياض بتشكيل وفد معارض آخر في حال رفض الاقتراح الروسي بتطعيم الوفد المعارض أو بتشكيل وفد مواز لوفد الرياض.
يصرّ ائتلاف المعارضة على التمسك بالبندين الثاني عشر والثالث عشر، وينسف ما سبقه من بنود وما تلاه، دون أن يقدم على ذكرها، بل ينادي بما يخالفها، فالبند الأول من القرار الأممي يثبت مرجعية بيان فيينا فيما يصرّ الائتلاف على العودة إلى بيان «جنيف 1»، وفي البندين الثاني والثالث إقرار بدور الأمم المتحدة في عملية المفاوضات من توجيه الدعوات إلى تسيير الإجراءات، وهو ما يتجاهله الائتلاف المصرّ على تبنّي وجهات النظر السعودية والحديث عن هيئة الحكم الانتقالية والمطالبة بتنحّي الرئيس بشار الأسد، بما يخالف البندين الرابع والخامس كمحدّدات للعملية السياسية عبر الانتخابات وتشكيل الحكومة، أما مكافحة التنظيمات الإرهابية وفق البند الثامن فهي غائبة في أجندة الائتلاف، وكذلك الفشل الأردني في تحديد القوائم المعارضة والإرهابية ولا معنى لتدابير بناء الثقة في أجندته عبر تكرار غياب الثقة بالحكومة السورية وفق البند العاشر، فكلها تضيع في التفاصيل وفق منظور الائتلاف، ويبقى إدخال المساعدات وفك الحصار الذي ثبت بالاعتراف الأممي بأنّ من يفرض الحصار على المدنيين ويعرقل دخول المساعدات هي الجماعات المحسوبة على السعودية، وتجربة الزبداني ومضايا وكفريا والفوعة خير مثال على معاناة المدنيين في ظلّ حصار الجماعات السعودية، بما يثبت أنّ مربط الفرس الائتلافي في مكان بعيد عن الإنسانية ويرتبط بجماعات مسلحة تتوالى انهياراتها على طول الجغرافية السورية ولعلّ سقوط آخر معاقلها في ريف اللاذقية ربيعة يبعث برسائل استغاثة للرياض لا تقلّ قوة عن الرسائل التي وجهت إلى أنقرة وغيرها من رعاة الائتلاف… بعد طول مماطلة صمت الائتلاف وأنطقه كيري كفراً.
«توب نيوز»