سنة على حكم سلمان… تخبّط وحروب وجرائم وإرهاب
سيف اليماني
لا يُحسد النظام السعودي على ما هو عليه، فبعد مرور سنة على تولي سلمان بن عبد العزيز الحكم، دخل النظام السعودي في كثير من المتاهات، لم يعد يعرف كيفية الخروج منها.
أسدل سلمان عامه الأول على كثير من الأزمات الداخلية والخارجية، سنة سوداء من عهده كانت كالسكين الجارحة التي مزقت ما تبقى من أواصر بين دول العالمين العربي والإسلامي، فبدأ عامه الأول بالدم وختمه بالدم.
النظام السعودي وكعادته يحاول دوماً حرف الرأي العام عن مشاكله، ولإبعاد الصورة القاتمة عنه تولت الصحف الموالية والتابعة له محاولات تبييض صفحته وسيرته، وبدلاً من إجراء مراجعة نقدية لسياسة عهد سلمان، صدرت الأوامر «الملكية» للصحف التابعة والموالية من أجل إشهار كلمات المدح والثناء على سلمان وتسليط الضوء على ما يسمّونه «إنجازات».
داخل العائلة المالكة
برهنت سنة سلمان الأولى أنّ النظام السعودي يعيش أزمة حكم، فبعد مرور 3 أشهر على تعيين أخيه مقرن بن عبد العزيز ولياً للعهد، انقلب سلمان على قرارته، وأبعد أخاه مقرن عن السلطة وعيّن ابن أخيه محمد بن نايف ولياً للعهد وابنه محمد بن سلمان ولياً لولي العهد، في خطوة لم يسبقه إليه أحد، وخروجاً على تقاليد وعرف العائلة الحاكمة، من أجل تمهيد الطريق أمام نجله محمد لتولي السلطة.
أزمات اقتصادية ومالية
أثّر انخفاض سعر النفط على الوضع المالي والاقتصادي لآل سعود، فبعدما كان يتباهى النظام بوفرة السيولة المالية لديه، بدأ هذا النظام بإجراءات تقشف لم يسبق لها مثيل، تمثل برفع الدعم عن الكثير من السلع ومنها المحروقات حيث رفع سعر البنزين على المواطنين، ما أدّى الى حالة من التململ وسط الناس. تقلّب أسعار النفط أدخل ميزانية آل سعود في عجز مالي فاق الـ80 مليار دولار عن سنة 2015، مع توقع بعجز يفوق الـ100 مليار دولار في سنة 2016. ووصل الأمر بالنظام السعودي إلى حدّ أن يفكر ببيع جزء من شركة أرامكو النفطية.
العدوان على اليمن
وصفت صحف آل سعود الحرب العدوانية التي شنّها سلمان على اليمن وشعبه بـ»القرار التاريخي»، وتحت ذريعة «إعادة الشرعية الى أصحابها» شنّ النظام السعودي حرب إبادة ضدّ شعب بكامله، فكانت النتيجة استشهاد وجرح وتشريد مئات الآلاف من أبناء الشعب اليمني، فضلاً عن تدمير البنى التحتية في البلاد، إضافة الى فرض حصار ظالم على شعب رفض الخضوع للإرادة السعودية.
كارثة الحج
تعتبر كارثة منى العام الماضي 2015 من أسوأ ما حصل في عهد سلمان. النظام السعودي الذي يتفاخر دوماً بإجراءات السلامة التي يتخذها في مواسم الحج، سجل عليه وقوع مجزرة رهيبة باستشهاد آلاف الحجاج، أغلبهم من الحجاج الإيرانيين في منى، نتيجة سوء تصرّف أو تعمّد مسؤولي النظام. فالنظام طوى هذه الصفحة من دون نشر تحقيق مقنع وموثق بالصور.
التفجيرات الانتحارية
سلمان بن عبد العزيز الذي يدّعي أنه يحارب الإرهاب، غضّ الطرف عن الأعمال الإجرامية التي نفذها تنظيم «داعش» ضدّ أبناء المنطقة الشرقية حيث نفذ التنظيم عمليات انتحارية داخل عدد من المساحد والحسينيات في الإحساء والقطيف والدمام، أسفرت ع استشهاد عشرات الأشخاص.
مجزرة الإعدام
لم يكد سلمان ينهي سنته الأولى إلا وقد اختتمها بمجزرة رهيبة تمثلت بإعدام 46 شخصاً بقطع رؤوسهم، ومن بينهم آية الله الشهيد الشيخ نمر باقر النمر، فسجل سلمان على نفسه نقطة سوداء لا يمكن محوها.
استغلّ سلمان ردود الفعل الإيرانية الغاضبة على إعدام الشيخ النمر، فقطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران على خلفية إحراق السفارة السعودية في طهران، وقامت السعودية بتحريض الدول العربية والإسلامية مذهبياً وسياسياً ضدّ طهران.
دعم الارهاب
يتفق الجميع على أنّ النظام السعودي مستمرّ في دعم الجماعات الإرهابية في سورية، حيث ارتكبت هذه الجماعات المجازر بحق الشعب السوري والعراقي، ويتفاخر النظام السعودي بدعمه لهذه الجماعات بالمال والسلاح ويستضيفهم في الرياض كما عمل مع ما يُسمّى بالمعارضة السورية حين استضاف مؤتمرها الذي جرى خلاله تشكيل وفد إلى «جنيف 3» وسُمّي الإرهابي محمد علوش كبيراً للمفاوضين في هذا الوفد.