حميّد من بغداد: لتعميم تجربة الحوار اللبناني
رأى عضو كتلة التحرير والتنمية النائب أيوب حميّد «أنّ المطلوب ألا نتشاطر في رسم معيار واضح للإرهاب وللمنظمات الإرهابية، وبالتالي وقبل هذا المطلوب أن نتوحد كمسلمين ونجابه صفاً واحداً كالبنيان المرصوص وليس شيعاً ومذاهب متفرقة هي التي تشتعل في أكثر من بلد إسلامي بينما القتل من هذا الإرهاب لا يميز بين سني وشيعي ولا بين المسلمين والديانات والمعتقدات الأخرى»، معتبراً «أنّ التوحد في الحرب على هذا الإرهاب الذي يهدد مستقبلنا كما حاضرنا وتاريخنا وتراثنا الإنساني بات قدراً وحتمياً لا مناص منه».
ودعا حميد، في كلمة ألقاها خلال مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة دول التعاون الإسلامي المنعقد في بغداد، «إلى دعم تجربة الحوار اللبناني وتعميمها على مساحة العالم الإسلامي بين أقطاره وبين المكونات المختلفة في كلّ بلد لأنّ الوقائع أثبتت أنه من المستحيل لأحد فرض التغيير بالقوة وكذلك منع التغيير بالقوة».
ورأى «أنّ انعقاد هذا المؤتمر بمكوناته كافة في العراق أرض الحضارات والتاريخ ومبعث الديانات والأنبياء لهو خير دليل على عراقة هذا البلد ودوره ومحوريته وقدرته على الحياة رغم ما تعرض له ولا يزال من محاولات تفتيت وتجزئة تمهيداً لتعميم ذلك على المنطقة بأسرها والسعي لاستنزاف قدراته ومقدراته وثرواته وإفقاره. ورغم ما يواجهه حالياً من هجمة إرهابية تكفيرية نجد بعض الأطراف تعمل لتحقيق غايات وأهداف خاصة بها أقلها خلق كيانات مذهبية وعرقية وأوهام وأطماع للبعض الآخر باستعادة ماضٍ عفى عليه الزمن من خلال التدخل المباشر في شؤونه الداخلية عبر احتلال بعض أجزائه ورفض الانسحاب منها رغم القرارات الدولية».
وأضاف: «إنّ هذا الاجتماع ينعقد في لحظة سياسية ضاغطة على عالمنا الاسلامي وشعوبنا بوحش خطير عبر أذرعه الأخطبوطية إلى أقطارنا ، ويقتل ويدمر ويمارس إرهاباً تهجيرياً دون وازع شرعي أو أخلاقي ، بل إنه يوظف الدين الإسلامي الحنيف في خدمة أغراضه وخدمة مشغليه».
واعتبر «أنّ هذا الإرهاب يتطلب إدارة أممية صارمة وحازمة من المجتمع الدولي ومن مجلس الأمن بصفة خاصة ، تأخذ في الاعتبار إدارة جهد عسكري وأمني ضدّ قواعد ارتكاز هذا الإرهاب، وتتصدّى لمنابع موارده البشرية وتجفف مصادره المالية وتمنع عنه السلاح والمسلحين العابرين للحدود».
وقال: «هذا الإرهاب أثبت أنه ليس ضدّ قُطر بعينه أو جهة أو فئة ، بل إنه يضرب في أنحاء العالم ولو أنه يحاول أن يأخذ بعض أقطارنا جغرافياً وبشرياً كرهائن». وقال: «إنّ أولى المشكلات هي استغلال بعض القوى الدولية للإرهاب وجعله أداة لاستراتيجية الفوضى البناءة، بهدف السيطرة على مواردنا البشرية والطبيعية في مخطط الشرق الأوسط الجديد أو الموسّع، القائم على جعل أقطارنا فيدراليات وكونفدراليات وتقسيم المقسم. كما أنّ ثاني هذه المشكلات ينبع من التذاكي وتمويل انتحارنا فيما نحن نقوم بلحس دمنا عن المبرد».
وتابع حميد: «إننا ونحن نتحدث عن الإرهاب يجب ألا ننسى إرهاب الدولة الذي تمثله إسرائيل والذي يتناغم وينسق مع الإرهاب التكفيري، والذي يستهدف الشعب الفلسطيني وحياته وممتلكاته وأمانيه الوطنية ، ويسعى للاستثمار على انشطارنا من أجل تدمير المسجد الأقصى وتكريس يهودية الكيان»، متوجهاً «بالتحية الى الشعب الفلسطيني البطل وإلى قيامته الراهنة عبر حرب السكاكين وراشقي الحجارة، وهو الأمر الذي أكد عجز القوة الإسرائيلية عن إحباط هذا الشعب البطل».
وإذ دعا المؤتمر إلى إصدار إعلان بغداد المتضمن الانتباه إلى الفتنة ونوازعها، وإلى التوحد في المعركة من أجل القدس والأقصى بمواجهة الارهاب»، أكد حميّد «ضرورة دعم لبنان الذي تقع عليه آثار وقائع المسألة السورية عبر مليون ونصف مليون نازح من الشقيقة سورية، إضافة إلى مئة ألف من اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات سورية».