جمال الحاج: الدوري لم يرتقِ إلى المستوى المطلوب… والاتحاد مقصّر بواجباته

برز جمال الحاج كأحد أنجح المحللين الكرويين، بقراءته الدقيقة للمباريات وملاحظاته الفنية النابعة من خبرة طويلة في الملاعب. ويعتبر نجاح جمال الحاج في ميدان التحليل الكروي، استكمالاً لتألقه في «المستطيل الأخضر» حيث كان قائد النجمة السابق، أحد أبرز الأسماء التي مرت في تاريخ «القلعة النبيذية» وأكثرها شعبية بين صفوف الجماهير.

وفي حوار أجراه موقع «كورة» الرياضي، تحدث الحاج بإسهاب عن مستوى الدوري اللبناني لكرة القدم، بعد انتهاء دور الذهاب، حيث وضع النقاط على حروف بعض المواضيع الفنية والتنظيمية، التي تشغل الرأي العام المحلي. وهنا الحوار:

ما هو رأيك بمستوى الدوري في الذهاب؟

– برأيي أن الأداء لم يرتقِ إلى المستوى المطلوب، وذلك بسبب تواضع استعدادات الفرق. ونتائج هذا الدور أكدت أن من استعد مبكراً وجيداً، استثمر ذلك عبر نتائجه. وفريق شباب الساحل مثال على ذلك.

ما هي أسباب تفوق الصفاء وتصدره للبطولة؟

– تقف ثلاثة عوامل خلف تصدر الصفاء الترتيب: الأول هو تواضع استعدادات الفرق الأخرى وعدم وجود منافسة جدية، والثاني هو نجاح الجهاز الفني للفريق، بقيادة إميل رستم، في إبعاد اللاعبين عن الآثار السلبية للأزمة المالية التي يعيشها النادي، والثالث وجود لاعب رائع وقادر على صنع الفارق في أي مباراة، وهو محمد حيدر.

ويسجل أيضاً للصفاء نجاحه في تقديم عروض مقنعة عنوانها السهل الممتنع، فأداء الفريق بعيد عن التعقيد والعلك الكروي، والفاعلية تميز هجمات الصفاء، الذي ربما يصنع هجمات قليلة في بعض المباريات، لكنه ينجح في اقتناص الأهداف، بفضل قدرات تهديفية يملكها أكثر من لاعب في صفوفه كعلاء البابا وحسن هزيمة ومحمد حيدر وشيخ سامبا ديوك.

ما هي السلبيات التي عانى منها الدوري ذهاباً؟

– أبرز السلبيات تمثل في الأخطاء التحكيمية التي أثرت في نتائج بعض المباريات. وبرأيي أن المطلوب هو تأمين الحماية الأمنية للحكام، وهو أمر لا يتوفر حالياً، مع الأسف.

ولم أتقبل كيفية تعامل لجنة الحكام مع أخطائهم، من خلال إذاعتها عبر وسائل الإعلام، وهو أمر خاطئ، ولا يساعد الحكم اللبناني، بل يضعه في مواجهة المزيد من الضغوط.

برأيك ما هو المطلوب من الاتحاد لمعالجة أزمة التحكيم؟

– إن المطلوب من الاتحاد القيام بمسؤولياته وواجباته، كمواكبة المباريات وعقد الاجتماعات، وإذا كان عاجزاً عن ذلك فلينسحب ويترك المجال أمام غيره للقيام بهذه المهمة. واستمرار الاتحاد في هذا الأداء لن يحلّ مشاكل الكرة اللبنانية، خصوصاً أن بعض المباريات فيها خطر على الأرواح، ولا تتحمل أي استهتار تنظيمي، ومباراة النجمة مع العهد مثال على ذلك.

من هي الفرق المرشحة لتتطور في مستواها إياباً؟

– العهد مرشح لتقديم أداءٍ أفضل بوجود مقومات النجاح كافة في صفوفه من إدارة ساهرة وجهاز تدريبي محنّك ولاعبين مميزين، وطرابلس الذي لم تكن نتائجه مناسبة لإمكاناته الفنية ذهاباً.

هل يستطيع الصفاء المحافظة على الصدارة؟

– نعم إذا ما حافظ على رغبة الفوز لدى لاعبيه والتركيز في المباريات. وبرأيي أن التهديد الأكبر للصفاء سيأتي من العهد.

من هو المدرب الأنسب للفرق اللبنانية حالياً المحلي أو الأجنبي؟

– لا يوجد مدرب يملك كل شيء في عالم كرة القدم، بل إن حاجات النادي هي الأساس في نجاح المدرب، فعندما يوجد نقص معين في فريق ما، يأتي المدرب ليكمل هذا النقص، وهو ربما يكون بارعاً في العمل على العامل النفسي أو التكتيكي أو في تفاصيل فنية معنية تصنع نجاحه مع الفريق.

وبرأيي أن المطلوب من المدرب الأجنبي هو تطوير مستوى الفرق اللبنانية، وإذا كان عاجزاً عن القيام بذلك، فلا جدوى من وجوده في الأساس.

بعض الفرق تسارع لتأمين ميزانية المدرب الأجنبي قبل رواتب لاعبيها، وهو أمر خاطئ. والمدرب الأجنبي إذا أشرف على فريق لا يتقاضى لاعبوه رواتبهم أو لا يملك ملعباً مناسباً للتدريب، فماذا بإمكانه أن يقدم لهذا الفريق؟

ما رأيك بمستوى اللاعبين الأجانب في لبنان حالياً؟

– بعضهم مميز كالنيجيري موسى كبيرو شباب الساحل والثلاثي الغاني في فريقي الاجتماعي وطرابلس.

ما هو تقويمك لأداء منتخب لبنان العام الماضي؟

– لست راضياً عما قدمه المنتخب، ولا متفائل بمستقبله. وفي هذه المناسبة أطرح سؤلاً على الاتحاد: على أي أساس جرى التجديد لرادولوفيتش؟ مع العلم أننا إذا تأهلنا في التصفيات الحالية، فتأهلنا سيكون في المكاتب وبقرار معاقبة الكويت، وليس بكفاءتنا في الملعب.

أنا مؤمن بأن تطور الكرة اللبنانية لا يمر عبر المنتخب فقط، بل من خلال جملة عوامل تنظيمية وفنية.

وإذا كنا لا نملك دورياً يفرز مواهب جديدة، فلا يمكن أن نتأمل بمستقبل جيد للمنتخب وللكرة اللبنانية عموماً.

هل أنت راضٍ عن مستوى فريق ناديك الأم النجمة؟

– النجمة يتأثر حالياً كغيره من الفرق بالوضع الاقتصادي الصعب في لبنان. وأنا قلق على النجمة ومستقبله في ظل الأزمة المادية المزمنة التي يعانيها.

هذا الموسم لم يكن أداء الفريق مقنعاً في بعض المباريات، لكنه نجح في تسجيل قفزة نوعية، بأواخر دور الذهاب، والفضل يعود للمدرب الروماني تيتا فاليريو، الذي أوجد منظمومة جديدة للفريق، بثّ فيها الروح والأداء الجماعي.

من لفت نظرك من اللاعبين؟

– هناك أسماء جديرة بالاهتمام والمتابعة كمحمد حيدر وعلاء البابا الصفاء وأحمد زريق وحسن شعيتو العهد ، وأنتظر المزيد من ربيع عطايا الأنصار وخالد تكه جي النجمة لأنني أعرف أن إمكاناتهما كبيرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى