عراقيل سعودية ـ أميركية جديدة أمام حلّ الأزمة في سورية
لم يعد خفيّاً على أحد في هذه المعمورة، أنّ آل سعود والأميركيين لا يريدون أيّ حلّ سلميّ للأزمة في سورية، ولا مفاوضات. وذلك كلّه يتجلّى في العراقيل الجديدة التي يضعها آل سعود والأميركيون أمام المفاوضات المزمع عقدها في جنيف.
هذا ما تطرّقت إليه صحيفة «نوفيه إيزفيستيا» الروسية في مقال عنونته بـ«ألاعيب على عتبة المفاوضات»، وجاء فيه: من المقرر أن تبدأ برعاية الأمم المتحدة في جنيف خلال الأسبوع الجاري المفاوضات بين أطراف النزاع في سورية. وقد صرّح نائب الرئيس الأميركي جو بايدن قبيل انطلاقها بأن الولايات المتحدة مستعدة للقيام بعمليات حربية برية ضد «داعش» في سورية إذا لم تتوصل أطراف النزاع إلى النتيجة المرجوّة. ويعتبر هذا التصريح الأول لمسؤول أميركي رفيع الشأن في هذا الخصوص. والمثير في الأمر أنه جاء قبيل انطلاق مفاوضات جنيف التي كان من المفترض أن تبدأ أمس 25 كانون الثاني الجاري. ولكنها كما يبدو سوف تؤجّل لأيام عدّة إلى حين التوصل إلى الصيغة النهائية للأطراف المشاركة فيها. أما وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري فأعلن أن المفاوضات ستُجرى في جميع الأحوال حتى وإن كان ذلك بعد يوم 25 من الشهر الجاري. وقال في المؤتمر الصحافي الذي عقده في الرياض مع نظيره السعودي عادل الجبير: «لقد توصلنا إلى تحديد كيفية البدء بالجولة الأولى من المفاوضات».
ونقلت الصحيفة عن الباحث في قسم الشرق الأوسط في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، فلاديمير سوتنيكوف قوله: «إن تغيّر موقف الولايات المتحدة بعد سبع سنوات من تأكيد أوباما على أن قدم الجندي الأميركي لن تطأ أرض الشرق الأوسط لم يحصل طبعاً بين عشية وضحاها».
إلى ذلك، كتب ديفيد إغناطيوس في «واشنطن بوست» الأميركية: تبرز روسيا كشريك دبلوماسي وأمني ضروري للولايات المتحدة في سورية على رغم معارضة إدارة أوباما للدعم الذي تقدمه موسكو للرئيس بشار الأسد. ويشمل التعاون الروسي الأميركي حول سورية الآن اتصالات دبلوماسية وعسكرية واستخبارية منتظمة.
«نوفيه إيزفيستيا»: ألاعيب على عتبة المفاوضات!
تطرّقت صحيفة «نوفيه إيزفستيا» الروسية إلى تصريحات نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في شأن استعداد الولايات المتحدة للبدء بعمليات حربية برّية في سورية.
وجاء في المقال: من المقرر أن تبدأ برعاية الأمم المتحدة في جنيف خلال الأسبوع الجاري المفاوضات بين أطراف النزاع في سورية. وقد صرّح نائب الرئيس الأميركي جو بايدن قبيل انطلاقها بأن الولايات المتحدة مستعدة للقيام بعمليات حربية برية ضد «داعش» في سورية إذا لم تتوصل أطراف النزاع إلى النتيجة المرجوّة.
ويعتبر هذا التصريح الأول لمسؤول أميركي رفيع الشأن في هذا الخصوص. والمثير في الأمر أنه جاء قبيل انطلاق مفاوضات جنيف التي كان من المفترض أن تبدأ أمس 25 كانون الثاني الجاري. ولكنها كما يبدو سوف تؤجّل لعدة ايام إلى حين التوصل إلى الصيغة النهائية للأطراف المشاركة فيها.
وقد أعلن وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري أن المفاوضات ستُجرى في جميع الأحوال حتى وإن كان ذلك بعد يوم 25 من الشهر الجاري. وقال في المؤتمر الصحافي الذي عقده في الرياض مع نظيره السعودي عادل الجبير: «لقد توصلنا إلى تحديد كيفية البدء بالجولة الأولى من المفاوضات». ولكن لن تكون مفاوضات جنيف سهلة في جميع الأحوال. فقد التقى كيري نظيريه الروسي سيرغي لافروف والإيراني جواد ظريف في سويسرا من أجل تنسيق المواقف. وبيّنت نتائج هذه اللقاءات أن بشار الأسد لا يزال حجرة عثرة على طريق التسوية.
فقد كرّر كيري في المؤتمر الصحافي الصيغة التقليدية القائلة إن الرئيس السوري بمثابة مغناطيس يجذب الإرهابيين والجهاديين. وسوف تستمر المعارك في سورية، بحسب قوله، إذا ما أصرت روسيا وإيران على بقائه رئيساً للبلاد. ولكن روسيا وإيران لم تتراجعا عن موقفهما في هذا الشأن إلى الآن.
كما أن توتر العلاقات بين إيران والمملكة السعودية، بعد إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر وآخرين في المملكة، لا يساعد أيضاً في سير المفاوضات بسهولة، على رغم إعلان الجانبين مراراً أن هذا لن يؤثر في تسوية الأزمة السورية سلمياً.
كما حاولت واشنطن الاتفاق مع أنقرة باعتبارها طرفاً آخر في النزاع السوري. وبهذا الاتفاق يربط الخبراء تصريحات بايدن الذي غادر بغداد بعد لقائه المسؤولين العراقيين إلى تركيا ومناقشة أوضاع المنطقة مع الرئيس التركي أردوغان ورئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو، بالتزامن مع زيارة كيري للرياض لمناقشة الأوضاع في سورية..
يذكر أن واشنطن تنشط هذه الأيام في التوسط بين أنقرة وبغداد لتسوية مسألة اجتياح وحدات من القوات التركية للأراضي العراقية ومرابطتها في معسكر تدريبي في شمال العراق. وتطلب واشنطن من الجانبين التعاون على تحرير مدينة الموصل من «داعش» المقرّر أن يبدأ قريباً.
ويقول الباحث المخضرم في قسم الشرق الأوسط في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، فلاديمير سوتنيكوف: «إن تغير موقف الولايات المتحدة بعد سبع سنوات من تأكيد أوباما على أن قدم الجندي الأميركي لن تطأ أرض الشرق الأوسط لم يحصل طبعاً بين عشية وضحاها». وأشار إلى أنّ الأميركيين لا يزالون يقاتلون في العراق. كما أنّ هناك معلومات عن وجود وحدات من القوات الخاصة في سورية. هذا أولاً، وثانياً، أن مواقف بايدن أكثر تحفّظاً منها عند أوباما، أي أنه يمكنه إطلاق تصريحات شديدة اللهجة. واستطرد قائلاً: «هذا إضافة إلى أن هذه التصريحات هي مثابة محاولة للضغط على أنقرة من أجل جعلها تقف ضد داعش بهمّة أكبر».
«إندبندنت»: نصيحة «الجهادي جون» لأخيه… لا تتبعني إلى سورية!
نشرت صحيفة «إندبندنت» تقريراً أعدّه روبرت فيركايك عن نصيحة أسداها محمد إموازي، المعروف بـ«الجهادي جون»، والذي قتل مؤخراً في سورية، لشقيقه بألا يتبعه إلى هناك ولا ينضمّ إلى تنظيم «داعش».
وقال محمد لشقيقه عمر البالغ من العمر 22 سنة، بحسب التقرير، إن تجربته مع أجهزة الأمن البريطانية قد دمرت حياته في بريطانيا وقضت على مخططاته للاستقرار في الكويت وتكوين أسرة.
وقال عمر لـ«إندبندنت» إن شقيقه كان ينصحه بأن يتعلم من أخطاء الآخرين ثمّ يقول له: «أنظر أين أنا الآن، لا أستطيع أن أجد عملاً ولا أستطيع أن أسافر أو أتزوج».
وأكد أن شقيقه قام بعدة محاولات للسفر إلى الكويت لكن أجهزة الأمن البريطانية وقفت في طريقه في كلّ مرة، إلى أن تمكن من المغادرة أخيراً عام 2012 عن طريق ميناء دوفر، حيث توجه إلى تركيا ومنها إلى سورية، والتحق بتنظيم مرتبط بـ«القاعدة»، ثمّ انتقل إلى تنظيم «داعش».
في عامَي 2014 و2015 شارك إموازي في سبع عمليات قطع رؤوس رهائن على الأقل، بينهم بريطانيان وثلاثة أميركيين، بحسب الصحيفة.
ويرى عمر أن شقيقه الذي كان يبلغ السابعة والعشرين حين قتل يتحمل مسؤولية ما قام به، لكنه يعتقد أن الأمن البريطاني وأجهزة أمنية أخرى لعبت دوراً في منعه من السفر إلى الكويت والاستقرار هناك، وهو ما ساهم في توجّهه إلى التطرّف. من ناحية أجهزة الأمن البريطانية بدا الأمر مختلفاً، كما يقول معدّ التقرير. كان إموازي يبدو لها جزءاً من شبكة من المتطرّفين الإسلاميين الذين يدعمون الأعمال الإرهابية في بريطانيا والصومال، وكانوا تحت قيادة شخصين أكبر سنّاً هما بلال البرجاوي ومحمد صقر، وقد قتل كلاهما في الصومال بينما كانا يحاربان في صفوف «حركة الشباب» المتطرّفة.
«واشنطن بوست»: حتمية التعاون مع بوتين في سورية
كتب ديفيد إغناطيوس في «واشنطن بوست» الأميركية: تبرز روسيا كشريك دبلوماسي وأمني ضروري للولايات المتحدة في سورية على رغم معارضة إدارة أوباما للدعم الذي تقدمه موسكو للرئيس بشار الأسد. ويشمل التعاون الروسي الأميركي حول سورية الآن اتصالات دبلوماسية وعسكرية واستخبارية منتظمة.
كما أن موسكو وواشنطن طوّرتا عملية حساسة « لتجنب الصدام» في المجال الجوي السوري الضيّق حيث يمكن أن تقود حوادث غير مقصودة أو تعذر الاتصال بين الطيارين إلى نتائج كارثية. ويرى مسؤولو الإدارة الأميركية أن العمل مع روسيا هو الأفضل من بين مجموعة سيئة من الخيارات.
وتشعر الإدارة التي تجد مشقة في التعايش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خصوصاً بعد تحرّكاته في أوكرانيا، أنها لا يمكنها العيش منه دونه في سورية. وما تأمل فيه واشنطن أن يدعم بوتين جهودَ الولايات المتحدة للتفاوض حول وقفٍ لإطلاق النار لأنه أي بوتين يرى أن تلك هي الطريقة الوحيدة لتجنب الغرق في مستنقع.
وقد وضّح مسؤول أميركي رفيع ذلك مؤخراً بقوله «في حين لا نزال متشككين إزاء المصالح والنوايا الروسية في سورية إلا أننا أيضاً نعتقد أنهم سيكونون جزءاً ضرورياً من أيّ حلّ سياسي لهذا النزاع». وأضاف المسؤول: «إن درجة التواصل بيننا تعكس هذه النظرة». وبدا بوتين مؤخراً أنه يتخذ خطوة علنية باتجاه موقف الولايات المتحدة في وجوب ذهاب الأسد في نهاية المطاف. ففي مقابلة مع الصحيفة الألمانية «بيلد» نشرت يوم الثلاثاء 12 كانون الثاني لمّح بوتين إلى أنه قد يمنح الأسد حق اللجوء. وقال إن منح اللجوء لمسرِّب أسرار وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن «كان أصعب إلى حدّ بعيد من فعل الأمر نفسه للأسد».
كما ذكر الزعيم الروسي أن «الأسد ارتكب عدة أخطاء أثناء النزاع السوري». وقال مسؤول آخر في الإدارة الأميركية الثلاثاء إن «البيت الأبيض تعامل بجدّية بالغة مع إشارة بوتين إلى حق اللجوء». وأضاف: «أعتقد أنه أي بوتين كان يرسل إشارة حول موقفه». وذلك يتسق مع ما كان يقوله المسؤولون الروس سرّاً للولايات المتحدة، بحسب هذا المسؤول. وكانت سورية أيضاً موضوعاً لمكالمة هاتفية يوم الاثنين 11 كانون الثاني بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف.
وناقش الرجلان خططاً حول اجتماع 25 كانون الثاني الذي ترعاه الأمم المتحدة في جنيف لتشكيل جبهة معارضة سورية مشتركة. وفي الغالب سيلتقي كيري ولافروف في أوروبا هذا الشهر للمزيد من المحادثات حول المفاوضات السورية بما في ذلك كيفية الحفاظ على مشاركة إيران والسعودية. وهنالك قناة روسية أميركية أخرى تضمّ مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينان.
فمحادثاته تشمل تبادل الأفكار حول إرهابيي جماعة «داعش» الذين يهدّدون كلا البلدين وأزمات مثل إسقاط الطائرة الروسية بواسطة تركيا في تشرين الثاني.
لقد تحدّث برينان عن حوار محاربة الإرهاب في تشرين الثاني في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بقوله: «كنا نتبادل المعلومات. أعتقد أنه يلزم تعزيز هذا التبادل. ولكنني عازم على مواصلة العمل مع نظرائي الروس بسبب الأهمية التي يمكن أن نضفيها على هذا الموضوع في ما يخص استبصاراتنا ومعلوماتنا وبياناتنا وأيضاً اقتسامها في ما بيننا إن الملك عبد الله الثاني داعم ومعزّز مهم للتعاون الروسي الأميركي. والمسؤولون الأميركيون يعتقدون أن العاهل الأردني سعى إلى إنشاء علاقة خاصة مع بوتين وأنه يأمل قريباً في تنسيق الأنشطة العسكرية مع روسيا ضدّ داعش».
كذلك، يوجد مركز تنسيق عسكري مشترك بين الأردن وروسيا في الأردن. ويأمل الأردنيون في أن يكون هذا المركز جسراً لأيّ وقف لإطلاق النار في الجنوب السوري بين «الثوّار» ونظام الأسد وأيضاً لهجوم منسق على «داعش». ولكن حتى الآن يستمر الروس في قصف «الثوّار» المعادين للأسد في جنوب سورية وشمالها على السواء.
وخلال السنة الماضية، كان المسؤولون الأردنيون يناقشون مع نظرائهم الأميركيين إيجاد قاعدة عمليات متقدّمة داخل سورية يمكن أن تكون نقطة حشد للقوى السنّية ضدّ «داعش». وهذه القاعدة التي وصفت بأنها «فورت أباشي» حديثة سيتم تنظيمها بواسطة قوات خاصة من الأردن وشركاء آخرين في التحالف العربي الغربي. فورت أباتشي قاعدة استخدمها جيش الولايات المتحدة ووحدات أباتشي موالية في أواخر القرن التاسع عشر لشن هجمات على عصابات الأباتشي المتمردة وبسط الاستقرار في الغرب الأميركي ويبدو المسؤولون الأميركيون الذين ظلوا يتشككون منذ فترة من مثل هذه الخطوة أشدّ تأييد لها الآن. إن الأجواء المزدحمة بالطائرات الحربية فوق سورية تشكل تحدياً خاصاً.
وقد وافقت الولايات المتحدة وروسيا على مذكرة تفاهم تنصّ على «التمسك بمهارات طيران احترافية في كل الأوقات واستخدام ترددات اتصال محددة وتأسيس خط اتصال على الأرض»، بحسب المقدّم كريستي بيكمان الناطقة الرسمية في القيادة المركزية الأميركية.
وتقول كريستي إن الطيارين الأميركيين والروس يطيرون «على مسافات آمنة، وأنه إذا حدث أن كانت الطائرات السورية على مقربة منهم فإن الإجراء المعتاد بالنسبة إلينا هو الابتعاد حتى يخلو المجال الجوي». إن الاستعداد للتعاون مع بوتين هو، بالنسبة إلى أوباما، عمل من أعمال السياسة الخارجية الواقعية أو اليائسة بحسب وجهة نظر المراقب. وسيجادل البعض بأن الحالتين الواقعية واليأس تقترنان في سورية.