صحافة عبريّة
عرض وزير التربية والتعليم «الإسرائيلي» نفتالي بينيت، في جلسة الحكومة الأسبوعية، تقريراً يُظهر أن أكثر من 40 في المئة من الأوروبيين مقتنعون بأن «إسرائيل» تتصرف مثل النازيين وتشنّ حرب إبادة ضد الفلسطينيين.
ومع عرض نتائج التقرير، تذرّع بينيت، الذي يتولى ملف الشتات في الحكومة «الإسرائيلية»، بالذريعة التقليدية للهروب من مسؤولية «إسرائيل» عن جرائمها، وهي أن أوروبا تسير باتجاه معاداة السامية، وأن قادة الاتحاد الأوروبي لا يحرّكون ساكناً ولا يسعون إلى وقف معاداة السامية.
وقال معدّو التقرير إن عدد الأوروبيين المقتنعين بأن «إسرائيل» تشن حرب إبادة ضد الفلسطينيين آخذ بالازدياد، وأن السبب الرئيس لذلك هو التحريض على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ومعاداة السامية الجديدة تنزع الشرعية عن «إسرائيل».
وذكر معدّو التقرير أن هناك عدّة أسباب أدت إلى زيادة العداء لـ«الإسرائيليين»، منها ارتفاع أعداد اللاجئين المسلمين في أوروبا، وزيادة قوة اليمين المتطرّف، الذي يكن بطبيعته العداء للأقليات والأجانب، وكذلك السياسات التي تتبعها حركات اليسار الراديكالي في أوروبا لمقاطعة «إسرائيل» ونزع الشرعية عنها، والدعوات إلى مقاطعة المؤسسات والشخصيات التي تدعم «إسرائيل».
وجاء في التقرير أن نسبة البرامج التعليمية المناهضة لـ«إسرائيل» ارتفعت 30 في المئة في جامعات الولايات المتحدة، وكذلك تحظى حركات داعمة للفلسطينيين مثل «طلاب من أجل فلسطين» بدعم واسع من المحاضرين وأعضاء الطاقم الأكاديمي، وقال التقرير إن حركات مثل هذه تنظّم عدداً من النشاطات التي تحرّض ضدّ «إسرائيل» وتحاول نزع الشرعية عنها.
التوتّر السعودي ـ الإيراني فرصة لـ«تل أبيب»
بحسب «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، فإنّ المفاجأة الكبرى التي ميّزت الصيف الماضي كانت الإعلان عن وجود علاقاتٍ بين المملكة السعودية و«إسرائيل»، ويمكن القول إنّ أقوال وزير الأمن «الإسرائيلي» موشيه يعالون، الذي تحدّث في مؤتمر مركز أبحاث الأمن القومي تدلّ على عمق العلاقة بين «تل أبيب» والرياض، فقد قال يعالون إنّ المحور المهم هو المحور السنّي ـ السياسي بقيادة السعودية، وتابع: لـ«إسرائيل» مصالح كثيرة مع المحور السنّي.
وشدّدّ على أنّ الأمر الأكثر أهمية بالنسبية إلى بلاده إقامة علاقات مع هذا المحور، فذلك أهمّ بكثير من الاتفاقيات والاحتفالات، على حدّ تعبيره. ولفت إلى أنّ هذا المحور غاضب جداً من أميركا، التي ترى في إيران لاعباً مركزياً ومفصلياً في منطقة الشرق الأوسط.
محلل الشؤون العسكرية والأمنية في موقع «واللا» الإخباري العبري، أمير بوحبوط، ذكّر أنّ القائد العام لهيئة أركان الجيش «الإسرائيلي» الجنرال غادي أيزنكوت، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كان قد صرّحا مؤخراً أنّه كلّما اشتدّ الخلاف بين السعودية وإيران، فإنّ «إسرائيل» تقترب أكثر فأكثر إلى المملكة، وأشارا إلى أنّ هذا التقارب سيأخذ زخماً كبيراً بعد إزالة العقوبات السياسية والاقتصادية المفروضة على طهران.
ونقل المحلل عن مصادر أمنية رفيعة المستوى في «تل أبيب» قولها إنّ ما يؤرّق «إسرائيل» ويقضّ مضاجعها مبلغ المئة مليار دولار الذي كان مجمّداً، والآن حصلت عليه إيران، وإذا تمّت مضاعفة التمويل لحزب الله والجهاد الإسلامي وحماس، أضافت المصادر، فإنّ الأمر سيؤدّي إلى تغيير مفصلي في المنطقة، على حدّ تعبير المصادر.
وأضافت المصادر عينها قائلةً إنّ صنّاع القرار في طهران لم يأخذوا بالاعتبار أنّه في موازاة إلغاء العقوبات سينخفض سعر برميل النفط ويصل إلى 26 دولار، لافتةً إلى أنّه بحسب المحللين الاقتصاديين في العالم، فإنّه من غير المتوقّع ارتفاع سعر برميل النفط في السنة الحالية، وهذا الانخفاض هو بفضل السعودية، التي قامت بإغراق السوق بالنفط، الأمر الذي من التي من شأنه أن يحبط برامج إيران، وبذلك ستكون «إسرائيل» هي الرابحة، شدّدّت المصادر نفسها.
كما أنّ الحرب التي تخوضها السعودية ضدّ الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، قالت المصادر «الإسرائيلية»، كانت سبباً إضافياً في تخفيض أسعار النفط من قبل الرياض، لأنّ ذلك يمسّ مسّاً سافراً في الاقتصاد الإيراني، حسبما ذكرت.
وأشارت المصادر في «تل أبيب» أيضاً، بحسب الموقع «الإسرائيلي»، إلى أنّ إيران تعاني من مشكلةٍ عويصةٍ لعدّة أسبابٍ، وأحد هذه الأسباب أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تقم بإنشاء بنية تحتية لزيادة إنتاج وتصدير النفط، وبالتالي فإنّها لا تملك عدداً كافياً من مصافي النفط، وبالتالي فإنّ شركات أجنبية، أي غربية، التي تريد إقامة علاقات اقتصادية معها، باتت تفكّر بالأمر مرّة أخرى، لأنّها، أي الشركات، ستضطر لتخصيص أموالٍ باهظة من أجل إقامة البنية التحتية المناسبة.
وتابعت المصادر عينها قائلةً إنّه عندما يكون سعر برميل النفط منخفضاً إلى هذه الدرجة، فإنّه بطبيعة الأحوال، يردع الشركات جداً، موضحةً في الوقت عينه أنّ المتضررة الرئيسية من ذلك هي روسيا، التي عولّت كثيراً على النفط الإيراني، حسبما أكّدت المصادر في «تل أبيب» للموقع العبري. علاوة على ذلك، لفتت المصادر إلى أنّ عدداً من المختّصين في المجال الاقتصادي يتوقّعون أن ينخفض سعر برميل النفط أكثر خلال السنة الحالية.
ونقل المحلل بوحبوط عن الخبير «الإسرائيلي» في مجال النفط موشيه بروزنبر، قوله إنّه في السنوات القليلة المقبلة لن يصل سعر برميل النفط إلى 60 دولاراً، وبالتالي، فإنّ الخطط الإيرانية، التي بنى عليها صنّاع القرار في طهران، لن تخرج إلى حيّز التنفيذ، على حدّ تعبيره.
أمّا رئيس مركز أبحاث الاستخبارات والإرهاب في «إسرائيل»، الجنرال في الاحتياط رؤوفين إيرليخ، فقال للموقع العبري إنّ النزاع بين المملكة السعودية وإيران، ليس على خلفية اقتصادية فقط، إنمّا هو في جوهره صراع ديني ـ سياسي وأمني، على حدّ سواء. وأضاف: إنّ قيام السعودية بإعدام الشيخ نمر باقر النمر، والاحتجاجات التي جاءت بعد ذلك، كل ذلك ساهم إلى حدٍ كبيرٍ في رفع منسوب التوتّر بين البلدين، مشيراً إلى أنّ «إسرائيل» تقف على الجانب وتتابع هذا التصعيد في التوتّر بين الرياض وطهران. ولكن، أضاف إيرليخ، إنّه من الأهمية بمكان بالنسبة إلى «إسرائيل»، أنّه في كلّ نزاعٍ تشارك فيه إيران ينتهي بخسارتها، وفق تعبيره.
أمّا راز تسميت، من مركز الدراسات الإيرانية في جامعة «تل أبيب»، فقال للموقع «الإسرائيلي» إنّ التوجس في إيران يتمحور حول كيفية صرف الأموال التي تمّ وقف تجميدها، مضيفاً أنّ صنّاع القرار في طهران يخشون من صرف الأموال في الأماكن غير الصحيحة، الأمر الذي سيؤدّي بطبيعة الحال إلى ارتفاع التضخم المالي، وبالمقابل، أضاف تسيميت قائلاً إنّ الوضع الاقتصادي في العربية السعودية لا يبشّر بالخير، وأنّه للمرّة الأولى باشروا في الرياض بالحديث عن فرض ضرائب. وخلص إلى القول: لا شكّ في أنّ الفترة الحالية هي فترة ممتازة لـ«إسرائيل» لأن تقوم ببلورة تعاونٍ مع العربية السعودية ضدّ الأعداء المشتركين للدولتين، على حدّ تعبيره.