دي ميستورا يوجِّه دعوات جنيف3 على وقع انتصارات «الشيخ مسكين»
أعادت وحدات من الجيش والقوات المسلحة الأمن والاستقرار إلى مدينة الشيخ مسكين الاستراتيجية بريف درعا الشمالي جنوب البلاد بعد القضاء على عدد كبير من أفراد التنظيمات الإرهابية المرتبطة بكيان العدو الصهيوني خلال معارك عنيفة معها.
وأكدت مصادر أن القتال يدور الآن خارج مدينة الشيخ مسكين التي تقع على مفترق طرق يربط محافظات السويداء والقنيطرة ودمشق، كما يربط شرق درعا بغربها.
وباستعادة الجيش لهذه المدينة يكون قد قطع أوصال فصائل الجماعات الإرهابية بين شرق درعا وغربها.
وكان الجيش بدأ هجومه على المعارضة المسلحة في الشيخ مسكين في أواخر الشهر الماضي. وتتيح استعادة الشيخ مسكين للجيش مواصلة التقدم صوب تل الحارة أعلى نقطة في درعا.
وبحسب وكالة «سانا» تنتشر في منطقة الشيخ مسكين تنظيمات إرهابية بينها «جبهة النصرة» وما يسمى «حركة أحرار الشام الإسلامية» و«حركة المثنى الإسلامية» التي أعلنت مبايعتها في آذار الماضي لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وفي السياق، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن «العملية العسكرية الروسية ضد الإرهاب في سورية ساعدت في تغيير الوضع جذرياً». وقال في المؤتمر الصحافي السنوي الكبير المكرس لنتائج عمل الدبلوماسية الروسية في عام 2015، إن «موسكو تدرك تماماً مسؤوليتها عن الوضع في العالم، وتتصرف على الساحة الدولية انطلاقاً من هذا الشعور بالمسؤولية»، نافياً نفياً قاطعاً أن تكون موسكو طلبت من الرئيس السوري بشار الأسد أن يتنحّى.
وأضاف لافروف أنه في عام 2015 شهد العالم تنامياً غير مسبوق للخطر الإرهابي. وأشار إلى أنه «لا يمكن إلحاق الهزيمة بالإرهاب بالوسائل العسكرية وحدها»، مشدداً على اعتماد وسائل سياسية واقتصادية، وقطع تمويل الارهاب، ومنع تهريب النفط من المناطق الخاضعة لسيطرة الارهابيين بطرق غير شرعية، لافتاً إلى المبادرة التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتشكيل جبهة موحدة لمواجهة الإرهاب.
كما أشار لافروف إلى أن الدور الروسي النشط في محاربة الإرهاب ساهم في تبني عدد من القرارات المهمة في مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك قرارات ترمي إلى وضع حد لتمويل الإرهاب والتصدي للإرهابيين المرتزقة.
وحذر وزير الخارجية الروسي من الخطر المحدق بالعالم برمته بسبب خطط إرهابيي «داعش» لإقامة دولة «خلافة» تمتد من باكستان إلى البرتغال، مؤكداً أنه «خطر واقعي يهدد ليس الأمن الإقليمي فحسب، بل والأمن العالمي».
وكان لافروف أكد خلال لقائه مع المبعوث الدولي إلى سورية ستافان دي ميستورا أن إطلاق العملية العسكرية الروسية في سورية لا يعني التخلي عن العملية السياسية لتسوية النزاع. وأشار إلى أن موسكو قلقة من محاولات بعض الأطراف عرقلة تشكيل جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب، موضحاً أن الهدف الرئيس في الوقت الراهن «توحيد الجهود من أجل مكافحة الإرهابيين من تنظيمي داعش وجبهة النصرة».
أرسل المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا دعوات مؤتمر جنيف الدولي حول سورية، في وقت يهدد فيه عدم دعوة حزب حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي مصير تلك المحادثات.
وقالت ياسمين شاهين السكرتيرة الخاصة لدي ميستورا للصحافيين أمس إن «المبعوث الأممي وجه الدعوات للمشاركين السوريين وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي المرقم 2254». وأضافت شاهين: «أنه سيتم الإعلان عمن سيحضر محادثات جنيف 3 حول سورية بعد تأكيدهم المشاركة فيه».
ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات السورية – السورية في جنيف الجمعة المقبل وتستمر لـ 6 أشهر.
غير أن عدم توجيه دي مستورا دعوة لرئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم، سيؤدي، بحسب مراقبين، إلى تعطيل إجراء المحادثات في الموعد المقرر أو التقليل من أهميتها في حال عقدها.
وأكدت مصادر مطلعة في جنيف أن رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم «لم يتلق دعوة لجنيف 3»، وسط أنباء عن ضغوط تمارسها واشنطن لدعوة مسلم.
بدوره، قال وزير الخارجية التركي داوود أوغلو أن أنقرة ستقاطع «جنيف 3» في حال تم توجيه الدعوة لحزب الاتحاد الديمقراطي.
من جانب آخر، تجتمع ما يسمى بمعارضة الرياض لحسم موقفها من المشاركة في اجتماعات «جنيف 3»، والمقررة يوم الجمعة المقبل. وذكرت مصادر مطلعة في الائتلاف السوري المعارض أن هناك احتمالات بصدور قرار بعدم المشاركة في الاجتماعات.
وفي السياق قال مصدر قريب من وفد من أحد فصائل المعارضة أن وفداً من 5 معارضين سوررين وصل إلى لوزان في سويسرا بينهم ممثل جبهة التغيير والتحرير قدري جميل ورئيسة حركة المجتمع التعددي رندة قسيس. والرئيسان المشتركان لـ «مجلس سوريا الديموقراطية» هيثم مناع وإلهام أحمد، ورئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي صالح مسلم.
وأشار مصدر قريب من الوفد إلى أن الوفد يتوقع وصول الدعوة من الأمم المتحدة قريباً، وكان قدري جميل أفاد بأن وفد «المعارضة المعتدلة» يضم 15 شخصا يمثلون كل طيف القوى السورية المعارضة، بما في ذلك المشاركين في مؤتمرات موسكو والقاهرة، وكانت هذه القائمة قد سلمت للمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا ولكل الأطراف المعنية.
وذكرت مصادر في معارضة الرياض أنها لا تزال تدرس المشاركة من عدمها في جنيف 3 وأن ردها على دعوات دي ميستورا سيتم خلال 24 ساعة.
يأتي تردد المعارضة بالمشاركة في المحادثات على خلفية ما قيل إنها «شروط مسبقة» تحاول الولايات المتحدة فرضها على الأرض متعلقة بوقف القصف العشوائي وفك حصار بعض المناطق من قبل طرفي الأزمة.
غير أن «قلق» قوى المعارضة، بحسب التسريبات، ينطلق من ما يتردد عن اتفاق روسي أميركي على تشكيل حكومة مشتركة موسعة وليس هيئة حكم انتقالية، أي أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد لن يكون مطروحاً على أجندة محادثات جنيف 3 والتي المقرر أن تنتقل الى صيغة المفاوضات لمدة 6 أشهر على الأقل.
وكان دي ميستورا حدد الاثنين الماضي في مؤتمر صحافي، أربعة موضوعات رئيسية سيناقشها «جنيف 3»، وهي نظام الحكم، ووقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، ومكافحة الإرهاب. ولم يعط المبعوث الدولي إلى سورية تفاصيل عن تصوراته لنظام الحكم.
ويعتبر حزب الاتحاد الديموقراطي من أبرز القوى، التي تقاتل تنظيم «داعش» في سورية، وتمكن مقاتلوه في 2015 من إخراج «داعش» من مدينة عين العرب كوباني الحدودية مع تركيا ومساحات واسعة في شمال البلاد، وباتوا يسيطرون على شريط واسع على طول الحدود مع تركيا.
أمنياً، أفاد مصدر بسقوط ما لا يقل عن 25 شهيداً وعدد كبير من الجرحى بتفجيرين إرهابيين متتاليين استهدفا حي الزهراء بحمص وسط سورية.
الانفجار ا ول تم بواسطة سيارة مفخخّة فيما تبعه تفجير انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً نفسه وسط تجمع للمدنيين في نقطة تجمّع حافلات نقل ركاب الجامعة وبالتزامن مع توّجه الطلاب إلى مدارسهم والموظفين إلى أعمالهم.
وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الاعتداءين.
وكان الحيّ المذكور شهد عشرات التفجيرات خلال عام 2015 أدّت إلى وقوع عشرات الضحايا، آخرها كان قبل نهاية العام.