فضل الله: نخشى حملات تهجيرية جديدة
استقبل السيد علي فضل الله وفداً شعبياً من مخيم نهر البارد، برئاسة إمام مسجد القدس في المخيم الشيخ إسماعيل أبو شقير، حيث أطلعه الوفد على «الأوضاع الصعبة التي يعانيها أهل المخيم، وخصوصاً بعد قرار «أونروا» خفض المساعدات الطبية وغيرها، وانعكاس ذلك على المرضى والفقراء الذين يشكّلون الغالبية الساحقة من أهل المخيم». وشكر الوفد لفضل الله «اهتمامه بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المقيم في مخيمات لبنان».
من جهته، أثنى فضل الله على «الشعب الفلسطيني وعلى ما يقدّمه أهلنا داخل فلسطين المحتلة من تضحيات، وخصوصاً هذا الجيل الشبابي الذي يختزن كل الآلام والمعاناة، والذي انتفض في وجه العدو بعيداً من كل العناوين السياسية أو التنظيمية، واستطاع أن يُربك الاحتلال ومستوطنيه، ويُثبت للعالم أجمع أنّ فلسطين هي لأهلها ولمن يقدِّم التضحيات في سبيلها، وليست لأولئك الذين اقتلعوا أهلها منها وعملوا ويعملون على تغيير هويّتها وشطب كل معالمها التاريخية والعربية والإسلامية».
وشدّد على أن «يتحمل الجميع المسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني الذي يدفع في هذه الأيام فاتورتين: فاتورة الاحتلال وإرهابه داخل فلسطين المحتلة، وفاتورة حروب الفتن في طول المنطقة العربية وعرضها، فهو يتعرّض لتهجير جديد ومأساة جديدة، من دون أن تلتفت الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي إليه، أو تجعله في دائرة اهتماماتها».
وأبدى فضل الله «الخشية من أن يكون قرار «أونروا» بخفض المساعدات للفلسطينيين جزءاً من السعي الدولي القاضي بتهجير الفلسطينيين مجدّداً وإبعادهم، ليس عن فلسطين فحسب، بل عن الأرض المجاورة لها، وخصوصاً بلاد الطوق، ودفعهم نحو خيارات جديدة لنسيان قضيتهم والتخلي عن حقوقهم المشروعة».
وأكّد «أهمية مواجهة ذلك كله بالعمل على احتضان الفلسطينيين»، داعياً «السلطات اللبنانية إلى تحمّل مسؤولياتها في هذا الإطار على الصعد الإنسانية والأخلاقية، ووفقاً لما تقتضيه مسؤولياتها القومية وغيرها»، كما دعا « كل الغيارى على القضية الفلسطينية أن يتحرّكوا لرفع الضيم عن الشعب الفلسطيني، بحسب إمكاناتهم وقدراتهم».
إلى ذلك، سادت حال من الغضب الشديد مخيم البرج الشمالي – شرق صور أمس، من سياسة «أونروا»، خصوصاً بعد وفاة اللاجئ فيصل محمد موح 50 عاماً أثناء نقله من مستشفى «بلسم» التابع للهلال الأحمر الفلسطيني الذي يفتقر إلى المعدات والتجهيزات، إلى أحد مستشفيات صور، إلّا أنّه فارق الحياة قبل وصوله إليها.