لا مبرّر للسجال وفتق الجروح
ناصر قنديل
– يعلم جميع المتابعين والمعنيين بالحرب التي تتعرّض لها المقاومة كخيار وموقع، في غزة وسورية ولبنان، والذين يؤكدون حرصهم على حلف المقاومة وتماسك أطرافه، أنّ الحرب واحدة وممتدّة ومتصلة، كما يعرفون أنّ جرحاً أصاب أطراف هذا الحلف مع موقف حركة حماس من الحرب على سورية.
– اليوم تعود البوصلة المقاومة نحو فلسطين، واليوم سورية تنتصر، واليوم المقاومة اللبنانية وإيران جسر دعم لفلسطين وسورية، وجسر تواصل بينهما.
– حماس عاشت نقاشاً داخلياً ومرّت بمراجعة لم تكتمل، لكن حدثت متغيّرات كبرى من حولها من مصر إلى قطر إلى انتصارات سورية وانهيار الرهانات في كلّ مكان، عدا الخيار المقاوم، وها هي اليوم في قلب الحدث.
– هناك في ضفتي مناصري حماس ومريديها، ومناصري المقاومة في لبنان وسورية ومريديهما، من يريد اللحظة لتصفية الحساب بفتح نقاش الماضي وفتق الجروح، والسؤال من ثبت أنه كان محقاً، والتساؤل عما إذا كان ممكناً الوثوق بالحلف بعد الذي جرى، وجعل القضية الأولى هي استعادة السجال الذي كان قبل سنتين وثلاث.
– وحدها «إسرائيل» ستفرح بهذا السجال، والنقاش لا بدّ منه، لكن على ضوء النهايات أولاً وما تؤشر إليه في السياسة، وفي غرف مغلقة ثانياً منعاً لإفادة العدو ولو بذرّة من هذا النقاش، عندما يكون معلناً ويصير عدائياً، وحتى تنتهي هذه الحرب، لا مكان إلا للغة واحدة، فلسطين القضية، والمقاومة البوصلة، وحماس اليوم لها هوية هي المقاومة.