المقاومة تقصف ديمونة وتسقط طائرة استطلاع «اسرائيلية»

واصل كيان العدو «الاسرائيلي» عدوانه على غزة لليوم الرابع على التوالي، في حين واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية ردها الصاروخي على المستوطنات اليهودية والتجمعات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال، موقعة إصابات محققة في صفوفه، وسط حالات من الذعر والهلع سادت أوساط المستوطنين اليهود.

فبحسب إحصاء أجرته القناة «الإسرائيلية» الثانية فإن نسبة مؤيدي التوغل البري في قطاع غزة لم تتجاوز اثنين وأربعين في المئة فيما رفض سبعة وأربعون في المئة الانجرار إلى هذه المعركة. وعلى رغم تقارب الرقمين فإن مقارنة رفض الجبهة الداخلية لكيان العدو توسيع نطاق العمليات اليوم بأرقام الحروب السابقة تشي بأن شيئاً ما يتغير في نظرة «الإسرائيليين» إلى سهولة الحروب التي يخوضها جيشهم.

جاء ذلك في وقت ذكرت مصادر «اسرائيلية» ان المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية «الكابينيت» قرر بعد جلسة عاصفة، توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة، وشن عملية عسكرية برية خلال الايام القليلة المقبلة.

وقال مسؤول عسكري رفيع المستوى في جيش الاحتلال ان «كل الخيارات مطروحة أمامنا، وقد نتجه لتكثيف الضربات الجوية والتركيز عليها فقط في هذه الاثناء»، مشيراً الى انه «لا تزال لدينا أهداف أخرى، وتوقيت الهجوم البري قد يتحدد خلال الأيام المقبلة».

وبحسب القناة العاشرة «الاسرائيلية»، فقد ناقش «الكابينيت» امكانية تنفيذ عملية عسكرية برية، لكنه لم يناقش مبدأ العملية العسكرية التي تهدف الى تدمير الأنفاق التي تستخدمها المقاومة لإطلاق الصواريخ أو لتنفيذ عمليات عسكرية داخل الاراضي المحتلة، بل ناقش آفاق هذه العملية، حيث أفادت القناة استمرار الجلسة لساعات طويلة بالقول إن المجلس بحث زمان ومكان ومدى وعمق العملية البرية في حال تقرر القيام بها.

من ناحيته، هدد رئيس وزراء كيان العدو «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو، بتوسيع العدوان ضد قطاع غزة، قائلاً ان «العملية العسكرية تتقدم وفق الخطة المرسومة لها، لكن بانتظارنا مراحل أخرى لاحقاً، وقد وجهنا ضربات شديدة لحركة حماس و»المنظمات الإرهابية»، وكلما استمرت العملية فإننا سنزيد المس بهم».

وأضاف في ختام اجتماع «الكابينيت» ان الجيش «الاسرائيلي» يبذل كل ما في وسعه من أجل عدم إلحاق الأذى بالمدنيين، وفي حال حصول ذلك فإن السبب هو ان حماس تختبئ خلف المدنيين الفلسطينيين»، بحسب تعبيره.

من جانبه، قال رئيس أركان جيش الاحتلال بيني غانتس، ان «الجيش يتابع كل ما يحدث على جميع الجبهات، في الشمال والوسط والجنوب» مشيراً الى انه تم الانتقال بعد انتهاء عملية «عودة الأبناء إلى عملية الجرف الصلب في الجنوب، ونواجه هذه المرة حماس وباقي المنظمات التي تحاول ضرب العمق «الإسرائيلي»، كما نواجه التهديد الصاروخي وغير ذلك من التهديدات».

في المقابل، سخر المحلل العسكري في القناة «العاشرة»، روني دانيئيل من فكرة العملية البرية ضد قطاع غزة، قائلاً إن «هدف العملية البرية هو تدمير الانفاق على فرض أنهم يعرفون أين مكان وجودها»، موضحاً انهم «لو كانوا يعرفون مكانها، لكانوا دمروها من الجو، ولما كانت هناك حاجة للتوغل البري في غزة».

وفي السياق، أعلن السفير الأميركي لدى كيان العدو دعم بلاده «إسرائيل» حتى لو قررت تنفيذ عملية برية على غزة، في حين قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي باراك أوباما أبلغ رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو أن أميركا تريد تسهيل وقف القتال ليشمل العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار عام 2012.

أما صحيفة «هآرتس» العبرية فنقلت عن موظفين أميركيين رفيعي المستوى «أن الولايات المتحدة تحاول إقناع «اسرائيل» بالتريث في هذه المرحلة وعدم القيام بعملية برية في قطاع غزة والسماح لها بمحاولة بلورة عملية دبلوماسية تؤدي إلى وقف إطلاق الصواريخ».

وعلى رغم الحديث عن عملية برية إلا أن المخاوف كثيرة من نتائج هذه الخطوة. إذ يرى محللون فيها عقاباً لـ«الإسرائيليين» أكثر منه عقاباً للفلسطينيين، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تفضيل اليهود العدوان على قطاع غزة من بعيد من دون التورط في مواجهة مباشرة مع المقاتلين. يضاف إلى ذلك أن غلاة المتطرفين في «الكابينيت» مثل نفتالي بينيت وموشيه يعالون هما اللذان رفضا حرباً برية على قطاع غزة.

ميدانيا، كشفت مصادر عسكرية «اسرائيلية» عن فشل منظومة «القبة الحديدية» في التصدي لأكثر من 95 في المئة من صواريخ المقاومة الفلسطينية، فيما قال مسؤول عسكري «إسرائيلي»، ان الفصائل الفلسطينية في غزة حاولت مرتين على الأقل إسقاط طائرات مروحية «اسرائيلية» بإطلاق صواريخ مضادة تجاهها في سماء غزة.

ونقلت القناة «السابعة» عن المسؤول قوله، «ان الطائرات نجحت في تفادي كارثة كادت أن تلحق بها جراء إطلاق الصواريخ». واضاف: «ان المعلومات الاستخباراتية المتوافرة للأجهزة الأمنية «الاسرائيلية»، حول أماكن تواجد الصواريخ طويلة المدى، محدودة جداً»، لافتاً إلى ان «القيادة الأمنية فوجئت بمدى الصواريخ التي وصلت إلى مشارف حيفا وديمونة».

الى ذلك، نجحت المقاومة الفلسطينية يوم أمس باستهدفت طائرة استطلاع «إسرائيلية» بصاروخ أرض- جو، ما أدى إلى اشتعالها وسط ترجيحات بأن تكون سقطت، فيما واصلت المقاومة إطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات بمعدل «صاروخ كل أربع دقائق» باعتراف الناطق باسم الجيش الاحتلال.

وذكر مصدر أمني «اسرائيلي» رفيع المستوى، ان استهداف الصواريخ الفلسطينية «تل ابيب»، خرج عن اطار التوقعات والتقديرات، وبات حقيقة مؤكدة، كاشفاً ان صواريخ المقاومة الفلسطينية «استهدف لأول مرة مدينة ديمونة النووية في الجنوب من فلسطين المحتلة بأربعة صواريخ، أطلقت من قطاع غزة». وقال المصدر، ان مجموعات فلسطينية مسلحة قصفت مدينة ديمونة النووية بـ4 صواريخ تمكنت منظومة القبة الحديدية من اسقاط بعضها، بينما سقط البعض الآخر في أماكن مفتوحة، من دون أن يسفر عن إصابات أو ضحايا.

ودعا المصدر، المستوطنين لاتخاذ تدابير الحيطة والحذر، والتواجد بالقرب من الملاجئ والغرف المحصنة داخل المنازل، مشيراً الى «وجود مخاوف من وصول الصواريخ الى منطقة الكرمل».

وبحسب موقع «والا» العبري، فإن قيادة الجبهة الداخلية، دعت «الى الاسراع في تأهيل الملاجئ والأماكن الآمنة والمحمية في البيوت الخاصة»، لافتاً إلى ان «السلطات المحلية في «تل أبيب» أنشأت غرف عمليات خاصة معنية بأمور الطوارئ».

في حين أشار الموقع العبري نفسه نقلاً عن مصادر عسكرية «اسرائيلية» الى أن الصاروخ الذي انفجر الليلة الماضية في مدينة الخضيرة، «هو من نوع أم 302، الذي تم انتاجه في سورية».

وبحسب الموقع، فإن حزب الله استخدم هذا الصاروخ على نطاق واسع في عدوان تموز عام 2006 على لبنان، مشيراً الى «أن مدى هذا الصاروخ يصل الى 200 كيلومتر، وهو احد الصواريخ الاكثر تطوراً التي تهدد «اسرائيل»».

الى ذلك، أسفر العدوان اليهودي المتواصل لليوم الرابع على غزة عن استشهاد 15 فلسطينياً بينهم 5 أطفال على الأقل، في حين أصيب العشرات منهم حالتهم خطيرة وذلك في استهداف متعمد لمنازل المواطنين الآمنين المأهولة وقصف مركبات مدنية تسير في الشوارع.

وذكرت وكالة «وفا» الفلسطينية للأنباء أن الطفل ساهر أبو ناموس استشهد وأصيب 3 آخرون أحدهم جروحه بالغة في قصف منزل في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة وتسبب القصف بإصابة مستشفى كمال عدوان بأضرار مادية حيث تطاير الزجاج من قوة الانفجار.

إلى ذلك عثرت طواقم الإنقاذ اليوم على جثمان الشهيد عبدالحليم عبدالمعطي تحت انقاض منزل استهدفه القصف «الإسرائيلي» الليلة الماضية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وفي الساعات الأولى من صباح يوم أمس استشهد 6 مواطنين على الأقل وأصيب العشرات جميعهم من المدنيين العزل في قصف مدفعي وصاروخي «إسرائيلي» طاول مخيم يبنا وحي النهضة على الشريط الحدودي مع مصر في الأطراف الشرقية لمحافظة رفح.

كما استشهد سبعة فلسطينيين في مناطق متفرقة من قطاع غزة جراء غارات الاحتلال المتواصلة ضد الفلسطينيين، فيما ارتفعت حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان «الإسرائيلي» المفتوح ضد الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 105 شهداء ونحو 700 جريح معظمهم من الأطفال والنساء والرجال وكبار السن وبينهم جرحى في حال الخطر الشديد.

الى ذلك، طالبت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس شركات الطيران الأجنبية بوقف رحلاتها إلى كيان الاحتلال «الاسرائيلي»، حيث أفاد موقع «المركز الفلسطيني للاعلام» أن الكتائب قالت في بيان صحافي «إن سبب دعوتها لوقف الرحلات هو المخاطر المحدقة بكل المطارات نتيجة الحرب الدائرة».

وسبق بيان الكتائب إعلانها أمس استهداف مطار «بن غوريون» في تل الربيع المحتلة بـ 4 صواريخ من طراز «ام 75»، ما أجبر الكيان على وقف حركة الطيران في المطار لمدة 9 دقائق.

وفي السياق ذاته، أكدت الكتائب أنها استطاعت السيطرة على بث القناة «الثانية» من تلفزيون الكيان المحتل لنصف ساعة فجر يوم أمس وبثت رسالة تهديد ووعيد لكيان الاحتلال.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى