إصرار روسي على تمثيل الكرد ورفض تركي لمشاركتهم في جنيف 3

لا يزال الاهتزاز الذي يعيشه الاجتماع المقرر لجنيف الثالث للحوار السوري على وقع فوضى في صفوف «المعارضات السورية» وفي وقت الدعوات التي ارسلها المبعوث الدولي للحضور الى جنيف، فالدعوات جاءت متنوعة حيث وصلت لوفد الرياض دعوة بصفته وفداً بينما وجهت الدعوات للآخرين خارج قوس معارضة الرياض بصفتهم الشخصية.

فمع اقتراب موعد محادثات السلام في سورية المقرر بدؤها الجمعة على أن تستمر ستة أشهر، بدأت الاستعدادات وتوجيه الدعوات للأطراف المقرر انضمامها للمحادثات.

المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا أكد توجيه الدعوات الى كل من الحكومة السورية وجماعات المعارضة، فيما استثنى حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الذي كانت إمكانية مشاركته من عدمها محط خلاف مع تركيا التي قالت إنها ستنسحب من المحادثات في حالة مشاركته!

وكان الجدل الدولي استمر يتفاعل حول هوية ممثلي الكرد السوريين في محادثات جنيف، حيث تصرّ روسيا على مشاركة حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري ووحدات حماية الشعب الكردي في حين تركيا ترفض ذلك قطعاً، وتتهم هذه الجهات بالإرهاب.

من جهته، ذكر رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم أمس أنه لم يتلق أية دعوة للمشاركة في مؤتمر «جنيف 3» والذي سينطلق الجمعة 29 من الجاري.

وقال مسلم في تصريحات لـ «روسيا اليوم»: «نحن نبحث عن سبب عدم دعوتنا للمفاوضات… ونحن نصر على وجودنا إلى طاولة المفاوضات». وأضاف أن «من لا يريد الحل السياسي للأزمة هو من يرفض مشاركتنا في المفاوضات، ولذلك يجرى استبعادنا كممثلين للمكونين الكردي والسرياني في الشعب السوري»، موضحاً أن هذه الأطراف تريد استمرار الحرب في سورية، وهو «الأمر الذي نرفضه».

وقال مسلم: «نحن نريد إيقاف نزيف الدم السوري في أقرب فرصة ممكنة». وأكد أن الموقف التركي سلبي للغاية، مشيراً إلى أن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا هو من يتم التواصل معه، وأن الحزب يحترم الإرادة الدولية.

وقال مسلم: «نتمنى أن لا يكون هناك تأثير لتركيا، فهي ليست جزء من سورية، ولا علاقة لها بالشعب السوري أو الذين يمثلون مكونات الشعب السوري».

وأكدت الأمم المتحدة أمس أنها لم توجه دعوات سوى لأطراف من سورية لحضور المحادثات المقرر انطلاقها في جنيف يوم الجمعة المقبل.

ونقلت «ا ف ب» عن متحدثة باسم المبعوث الدولي الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا قولها رداً على سؤال حول حضور المحادثات وفود من تركيا وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة بصفة مراقب أننا لا نعتزم على الاطلاق دعوة أي طرف خارج إطار السوريين.

وفي السياق، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن مبعوث الأمم المتحدة لسورية دي ميستورا أبلغه بأنه لن يوجه الدعوة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري لحضور محادثات جنيف حول الأزمة السورية وبأن هيئة معارضة تشكلت في الرياض ستقود المفاوضات.

وكشف فابيوس لإذاعة «فرانس كولتور» صباح أمس «دي ميستورا أرسل الدعوات، وجماعة حزب الاتحاد الديمقراطي هي أكثر ما يثير المشاكل وأبلغني السيد دي ميستورا أنه لم يرسل لها خطاب دعوة». وأضاف أن دي ميستورا أكد له أيضاً أن هيئة معارضة تشكلّت في الرياض ستقود المفاوضات، حتى وإن شارك في المحادثات معارضون آخرون.

وأعلن أنه تحدث مع رياض حجاب منسّق معارضة الرياض، وإنه أبلغه بأنه «سيرد على دي ميستورا والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون».

وأردف بالقول: «أتفهم موقفهم. هم يقولون نعم للمفاوضات، وفي نفس الوقت يريدون تفاصيل عن المشاركين وعما يجري على الجانب الإنساني وعما سنتحدث عنه.»

وكان بيان صادر عن وفد مؤتمر الرياض ذكر بأن الوفد مستعد للنظر بإيجابية في الموافقة على المشاركة في العملية السياسية لحل الأزمة السورية. وطالب بضرورةِ تحقيق تحسّن حقيقي على الأرض قبل الشروعِ في العمليةِ التفاوضية، موضحاً أنه تم تقديم طلب لموفد الأمم المتحدة بتوضيح بعض النقاط التي وردت في خطاب الدعوة، بدوره أعلن الرئيس المشترك لمجلس «سورية الديموقراطية» هيثم مناع أنه تلقى دعوة من الأمم المتحدة إضافة الى معارضين آخرين للمشاركة في محادثات جنيف ثلاثة رابطاً مشاركته فيها بالتمثيل الكردي في هذه المحادثات.

محادثات اعتبرها الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف سورية ـ سورية وعلى السوريين أنفسهم تقرير من يشارك فيها، مؤكداً أنّ المسؤوليةَ عن تشكيلِ وفدِ المعارضة تقعُ في نهايةِ المطاف على عاتقِ المبعوث الأممي وليس على تركيا أو روسيا معلناً استغراب موسكو من إعلانِ تركيا مقاطعتها لمفاوضات لا تشارك فيها أصلاً، كما لا تشارك فيها روسيا والولايات المتحدة والسعودية.

الى ذلك وصل مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الى العاصمة الروسية موسكو في زيارة تستمر يومين لإجراءِ مشاوراتٍ حول قضايا المنطقة خاصة الأزمةَ السورية مع اقتراب موعد الحوار السوري السوري في جنيف.

ميدانياً، عاد الأمن والاستقرار إلى بلدة وديعة بريف حلب الشرقي وقرى جديدة عدة بريف اللاذقية الشمالي على يد بواسل الجيش العربي السوري بعد قضائه على آخر بؤر التنظيمات الإرهابية فيها بعمليات اتسمت بالسرعة والدقة، في وقت واصل سلاح الجو السوري غاراته على أوكار وتجمعات التنظيمات الإرهابية في أرياف حلب وإدلب وحمص وحماة ودرعا قضى خلالها على أعداد منهم ودمر مستودعات ذخيرة ومعسكر تدريب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى