كيري: خلافات كبيرة لا تزال قائمة في مفاوضات الملف النووي الإيراني

وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس إلى فيينا في محاولة لتجاوز الخلافات التي تعرقل مفاوضات السداسية وطهران حول البرنامج النووي الإيراني.

وكانت الإدارة الأميركية قالت في وقت سابق، إن الهدف من زيارة كيري إلى فيينا معرفة مدى التقدم الذي أحرزته الأطراف خلال 10 أيام من الجولة الجديدة من المفاوضات، والقيام بمحاولة لتقريب مواقف إيران والسداسية حيال عدد من المسائل العالقة.

وأضافت أن أجندة زيارة كيري إلى فيينا تشمل محادثات مع المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ووزير الخارجية الإيراني جواد ظريف. كما ُيتوقع أن يتلقي كيري وزراء الخارجية البريطاني ويليام هيغ والألماني فرانك فالتر شتاينماير والفرنسي لوران فابيوس.

هذا واعتبر كيري في تصريح له أمس الى أن خلافات كبيرة جداً ما زالت قائمة في المفاوضات حول الملف النووي الايراني، وقال: «لدينا بكل تأكيد بعض الخلافات الكبيرة جداً. ونحن بحاجة لرؤية ما إذا كان بمقدورنا تحقيق بعض التقدم، والتأكد من أن إيران لن تقوم بتطوير سلاح نووي وأن برنامجها سلمي أمر حيوي».

وفي هذا السياق، قال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن «إيران والسداسية الدولية نجحتا في حل العديد من المسائل العالقة في نص الاتفاق النهائي حول البرنامج النووي»، وأضاف أنه «سيتضح في الأيام القريبة في ما إذا كان بإمكان الطرفين صوغ نص الاتفاق قبل 20 من تموز»، مشيراً الى أنه من الممكن تمديد مواعيد لإعداد الاتفاق لعدة أيام أو أسابيع.

وحذر عراقجي في الوقت نفسه من خطر العودة إلى نقطة الانطلاق للمفاوضات أي الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في جنيف نهاية عام 2013 في حال فشل المفاوضات الحالية.

وأكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده لا تسعى وراء حيازة السلاح النووي، واصفاً مبدأ الردع النووي بأنه جنون، وأن إيران تتخذ جميع الخطوات اللازمة لإقناع العالم بأنها لا تسعى وراء حيازة السلاح النووي.

وأكد ظريف أن امتلاك السلاح النووي لا يدعم أمن من يملكها وتساءل قائلاً، هل أن السلاح النووي ساعد في صون باكستان؟ وهل أن السلاح النووي ساعد في صون «إسرائيل»؟ وهل ساعد في صون أميركا أو روسيا؟

وفي إشارة إلى الهجمات الصهيونية الأخيرة على قطاع غزة، دعا إلى الإنهاء الفوري لها، منتقداً أميركا لعدم المبادرة إلى وقف العدوان.

إلى ذلك، قال مايكل مان المتحدث الرسمي بإسم كاثرين آشتون أمس، «إن وصول وزراء الخارجية سيساعد في إعطاء دفع سياسية لعملية المفاوضات ونحن عازمون على التوصل إلى اتفاقية مع حلول العشرين من شهر تموز الجاري».

و أضاف مان أنه تم عقد مفاوضات طويلة جداً ومكثفة بين عباس عراقجي وهيلغا اشميت، وكذلك جرى عمل جاد وشاق جدا للتقريب بين وجهات نظر الجانبين، كما تم إجراء محادثات تقنية ونحن نستعد أيضاً لعقد اجتماعات بحضور وزراء الخارجية الذين يصلون بعد دعوة آشتون لتقويم حجم التقدم ومقابلة الوزير ظريف.

المتابعون في العاصمة النمساوية فيينا يترقبون عقد الاجتماع الوزاري المرتقب بين الجانبين ومشاورات وزراء الخارجية التي من المتوقع أن تحدد موعد انتهاء جولة المفاوضات الحالية وتحدد الخطوة المستقبلية اللاحقة.

وصول وزراء خارجية مجموعة الدول الغربية وانضمامهم إلى جولة المفاوضات الجارية يعطي مؤشراً إيجابياً برأي مراقبين على عزم الجانبين التوصل إلى نتائج إيجابية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى