رينتسي: لا حل لأزمة اللاجئين من دون إيطاليا
قال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي إن من غير المقبول أن تعقد المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اتفاقات تتعلق بأزمة اللاجئين مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس المفوضية الأوروبية من دون إشراك إيطاليا.
وفي تصريحات لصحيفة «فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج» الألمانية قال رينتسي قبل اجتماع مع ميركل في برلين اليوم الجمعة إنه يسره أن تتمكن ميركل وهولاند من حل كل مشكلات أوروبا «لكن الحال بصفة عامة ليست هكذا»، مضيفاً: «إذا كنا نتطلع لاستراتيجية أوروبية مشتركة لحل مسألة اللاجئين فلن يكفي أن تجري أنغيلا اتصالاً مع هولاند أولاً ثم مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر وبعدها أعلم بالنتيجة من الصحف».
وأشار رئيس الوزراء الإيطالي إلى أنه يؤيد فكرة طرحها سيجمار جابرييل نائب المستشارة الألمانية لخفض مساعدات التنمية لدول شمال أفريقيا التي لا تريد عودة مواطنيها إليها في حالة رفض طلبات لجوئهم، وقال: «الدول التي لا تفعل ذلك لن تحصل على مال من المجتمع الدولي».
في غضون ذلك، أعلنت السلطات اليونانية عن وقف مقدونيا السماح للاجئين من المرور عبر أراضيها إلى وسط أوروبا، حيث بقي نحو 2600 لاجئ عالقين في الجانب اليوناني من الحدود. ودخل قرار المنع حيز التنفيذ أول من أمس من دون أن توضح الشرطة السبب.
الى ذلك، رفضت السلطات اليونانية الانتقادات الأوروبية بشأن إهمالها الشديد في إدارة حدودها أمام مواجهة تدفق اللاجئين، وقالت المتحدثة باسم الحكومة اليونانية إن «تحقيقات الاتحاد الأوروبي التي خلصت إلى وجود جوانب قصور شديدة في إدارة الحدود اليونانية غير جديدة وغير عادلة».
واعتبرت أن «محاولة خلق أجواء من العزلة على اليونان استناداً إلى وقائع … حدثت في ظل ظروف مغايرة لما عليه الوضع الآن تعتبر مسألة غير إيجابية»، مضيفة أنه «على الرغم من أن اليونان تبذل قصارى جهدها، إلا أنها لم تتلق سوى استجابة محدودة على مطلبها بالحصول على قدر أكبر من المساعدات الأوروبية بشأن تسجيل اللاجئين الوافدين إلى أراضيها».
وبينت المتحدثة اليونانية في هذا الصدد أنه تم «إعادة توطين 414 لاجئاً فقط من إجمالي عدد اللاجئين باليونان والذين وافق الاتحاد الأوروبي على إعادة توطينهم والبالغ عددهم 160 ألف شخص».
ونقلت وسائل إعلام أوروبية أن ألمانيا والنمسا وبلجيكا والدنمارك أمهلت أثينا مدة 6 أسابيع لتقليص تدفق اللاجئين عبر حدودها وهددت، في حال عدم تنفيذ ذلك، بفصل اليونان عن منطقة شنغن لسنتين، بينما اعتبر وزير الهجرة اليوناني يانيس موزاليس أن فصل بلاده عن شنغن لن يوقف أمواج اللاجئين الذين يسعون الوصول إلى بلدان شمال أوروبا.
وقال نائب رئيس المفوضية الأوروبية، فالديس دومبروفسكيس، للصحافيين، إن تقريراً حول نتائج عمل بعثة التقييم في اليونان: «يشير إلى غياب تحديد الهوية بشكل فعال، وتسجيل المهاجرين غير الشرعيين، وعدم إدخال البصمات إلى قواعد البيانات، وعدم التحقق من صحة وثائق السفر، وعدم المراجعة لقواعد البيانات مثل قاعدة الإنتربول والقواعد الوطنية».
وأضاف: «في حال موافقة لجنة التقييم للشينغن على هذا التقرير، ستعد المفوضية الأوروبية توصيات للعمل على تدارك العيوب»، مشيراً إلى أن «الدولة العضو المعنية، أي اليونان في هذه الحالة، يتعين عليها تنفيذ أعمال التدارك خلال ثلاثة أشهر. ستتحدد الخطوات اللاحقة بناء على التقييم».
ووفقاً للوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود الخارجية «فرونتكس»، فقد وصل أكثر 1.2 مليون مهاجر ولاجئ إلى الاتحاد الأوروبي عام 2015. وقالت المفوضية الأوروبية إن أزمة الهجرة الحالية في العالم تعتبر الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.
جاء ذلك في وقت، أعلن وزير الداخلية السويدي أندرز إيغمان أن بلاده تعتزم ترحيل 80 ألفاً من طالبي اللجوء، رفضت السلطات طلباتهم.
وتحدث الوزير لوسائل الإعلام عن خطة وضعتها الحكومة لترحيل طالبي اللجوء عبر رحلات جوية عارضة، بالإضافة إلى تشديد قوانين الهجرة في البلاد، موضحاً أن الحديث يدور عما بين 60 و80 ألفاً من طالبي اللجوء، وصلوا البلاد في عام 2015، ورفضت السلطات طلباتهم.
وذكر إيغمان بأن عمليات الترحيل تنفذ عادة باستخدام رحلات جوية تجارية، لكن نظراً لوصول عدد طالبي اللجوء إلى مستويات غير مسبوقة، رجح أن تضطر الحكومة لتنظيم رحلات عارضة خصيصاً لهذا الغرض، وتوقع بأن عمليات الترحيل ستستغرق سنوات عدة.
وتعهد رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين بتخصيص المزيد من الموارد للشرطة للتعامل مع أعباء العمل المتزايدة جراء وضع اللاجئين.
وتراجعت السويد عن سياسة الباب المفتوح للاجئين في أواخر العام الماضي وفرضت قيوداً على حدودها وإجراءات للتدقيق في هويات اللاجئين لوقف تدفقهم إليها.
الى ذلك، أفادت وكالة «أسوشيتد بريس» أمس، بغرق 11 شخصاً بينهم 7 أطفال نتيجة غرق قارب لتهريب اللاجئين قرب سواحل اليونان في بحر إيجة.
وذكرت الوكالة أن الحادث وقع بالقرب من جزيرة ساموس، وتمكنت قوات خفر السواحل اليوناني ووكالة الحدود الأوروبية «فرونتكس» من إنقاذ 10 أشخاص.
ولقي 44 لاجئاً على الأقل مصرعهم بينهم 20 طفلاً بغرق ثلاثة قوارب لتهريب اللاجئين قرب سواحل اليونان في بحر إيجة الأسبوع الماضي.
ووفقا لإحصاءات منظمة الهجرة الدولية، فإن أكثر من 704 آلآف شخص وصلوا إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، ولقي أكثر من 3200 شخص مصرعهم أثناء محاولتهم العبور إلى القارة الأوروبية بحراً.