الأهداف «الإسرائيلية» للمرحلة الراهنة

نور الدين الجمال

ترى مصادر سياسيّة أن العدوان الصهيوني على قطاع غزة منذ أربعة أيام غير منفصل البتة عما تشهده سورية والعراق ولبنان، فالمشروع الصهيو ـ أميركي ما زال قائماً وإن بوجوه وأساليب مختلفة لإشغال دول المنطقة، خاصة ذات التأثير المباشر في مستقبل الكيان الصهيوني، من خلال حروب متنوعة تقوم على مبدأ الفرز الطائفي والمذهبي والعراقي، لإضعاف هذه الدول خدمة للمشروع.

توضح المصادر نفسها أن الأهداف «الإسرائيلية» من العدوان على غزة متعددة الجانب، وإن تكن شرارتها اختطاف المستوطنين الثلاثة ثم قتلهم لتشكل ذريعة للكيان الصهيوني بضرب المقاومة الفلسطينية وإضعافها، علماً أن بعض الروايات ما زالت حتى اللحظة تشكك في الرواية «الإسرائيلية» حول عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة ولا تستبعد في الوقت نفسه أن تكون الاستخبارات الصهيونية وراء تلك العملية.

تضيف المصادر السياسية أن الهدف الأول لـ»إسرائيل» هو ضرب بنية حركة حماس التنظيمية في الضفة الغربية من خلال عمليات الاعتقال الواسعة التي حصلت بقيادييها وكوادرها في الضفة، كي لا تبقى الحركة قوية تنظيمياً في مناطق وجود جيش الكيان الصهيوني وتشكل خطراً أمنياً عليه في ظل تنامي دور حماس في الضفة الغربية وتعاظمه.

أما الهدف الثاني فهو التخريب على المصالحة التي تمّت بين حركتي فتح وحماس وباقي التنظيمات الفلسطينية وأسفرت عن تشكيل حكومة فلسطينية بموافقة الطرفين، فهذه المصالحة قد تؤدي في نظر قادة العدو «الإسرائيلي» إلى صعود حماس في أي انتخابات تشريعية في الضفة، ونتيجة التصرفات «الإسرائيلية» الهمجية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس وأراضي 48 كان رد فعل الفلسطينيين في تلك المناطق قوياً إلى حد كاد يتحوّل معه إلى انتفاضة جديدة، وفي حال حصول مثل هذه الانتفاضة الشعبية فإنها ستسيء إلى الكيان الصهيوني سياسياً في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، وهذا ما تخشاه «إسرائيل» نفسها.

الهدف الثالث هو تعطيل تقارب حركة حماس مجدداً مع الجمهورية الإسلامية في إيران والتنسيق معها في مختلف المجالات، كما في المراحل السابقة، وعودة الدعم الإيراني لفصائل المقاومة، وهذه النقطة تحديداً تخلق قلقاً لقادة العدو الصهيوني، خاصة أن الجناح العسكري والسياسي كان لفترة معينة، تحديداً بعد مواقف حماس من الأزمة السورية تحت الجناح القطري، ثم انتقاله إلى الجمهورية الإسلامية بعد حصول تعديلات في مواقف قياديين من الحركة تجاه سورية، فـ»إسرائيل» ومنذ نحو ثلاث سنوات فشلت في الحصول على المعلومات المتصلة بالترسانة التي تملكها حماس وحركة «الجهاد الإسلامي» من الأسلحة التي وصلت من إيران وسورية وكيفية النجاح في إدخالها إلى قطاع غزة.

ترى المصادر السياسية أنّ ثمة بالإضافة إلى هذه الأهداف الصهيونية عاملاً آخر ومهمّاً هو فشل الهجمة على سورية وإسقاط المشروع الأميركي ـ «الإسرائيلي» ومحاولة نقله إلى العراق وبداية العد العكسي لفشله في العراق أيضاً، إذ استعاد الجيش العراقي زمام المبادرة، وها هم يحاولون استكمال المشروع في فلسطين لكنهم سيفشلون أيضاً، فالبوادر ظاهرة للعيان، علماً أن «إسرائيل» لا تستطيع أن تستمر طويلاً في هذه الحرب على غزة وستسعى حتماً إلى طلب وقف إطلاق النار لأن ثمة شللاً اقتصادي حقيقياً في المدن المختصة بهذا القطاع وبقاء ملايين «الإسرائيليين» في الملاجئ.

تختم المصادر السياسية بالقول إن «إسرائيل» هي «داعش» صهيوني، وتشعر في هذه المرحلة بأنها مهمشة في التسويات المتعلقة بملفات المنطقة وتسليط الأضواء على إيران والسعودية، وتسعى جاهدة إلى عرقلة الملف النووي الإيراني، معتبرة أن نجاح محادثات إيران والدول 5 + 1 سينعكس سلباً على دورها في المنطقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى