زهرة حمص السرمدية

تعالَي على جراحك يا حمص العدّية. يازهرة فوّاحة بعطر الأمل السرمدي.

انهضي وفي بحر الدموع لا تغرقي. مدّي جسرك الذي احتله الألم. وعانقي السماء ولا تيأسي. انتفضي وثوري على ذلك الموت الأناني الحاقد. طرّزي دموعك حبات اللؤلؤ وفي عقد النصر رتّبيها. لتتزيّن به كامل مساحات بلدي. لا تذبلي يا زهرة حمص، فأنت لون الحياة المزركش بأجمل زينة.

أعرف أنك حزينة. وأعرف أن الموت طالت جديلته على أرصفتك وترقرقت الدماء عنوة من صلبك. غدّار ذلك الموت يا حمص. خيانة كان أم حرباً. غدّار ذلك الموت. حصد الأرواح البريئة وضحكة الطفولة وأحلامهم الصغيرة بالعودة إلى أراجيح الماضي.

أتذكرين الماضي يا حمص؟ أتذكرين الماضي وطلتك البهية؟ والآن تزاحمت الأشلاء في شوارعك وتزاحمت الآهات في أعماقي. أبكيك أنا يا حمص وحزنك ينزف ألماً وقهراً يتمدّد في أنحائي كلّما صرخت: آه يا أبنائي.

نعم أنا أبكيك وسأبقى أبكيك حتى تفرحي أو تبكيني. كيف لا أبكيك؟ وأنت أحد تلك الشرايين التي يجري فيها دمي. الشرايين التي تضخّ نبض الحياة في قلبي. كيف لا أبكيك وأنت جرح ينزف في وسط بلدي وتاريخها وحضارتها.

نزعتُ روحي من جسدي وأرسلتها إليك لتتحدى معك الموت. لتصرخ معك هنا حمص الأبية، ستصمد بأهلها بمن ظلّوا حتى لو بكوا. ستنهض لتلاقي أخوتها. وتكتمل فرحة النصر. ونبني من دماء الشهداء الطاهرة، سورية لا تقهر مهما عادوا وتأمروا. سورية الشعب الأبيّ، سورية الأبية.

وليسمع الأعداء… وليسمع الخونة. من هنا مرّ الموت، ومن هنا سنحتفل بالنصر.

معك أنت… ياحمص العديّة.

سناء أسعد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى